تكنولوجيا

بتزايد التحول نحو عالم الرقمنة

هل تنجح الزيجات المطلقة من العالم الافتراضي؟

تحولت الشبكة العنكبوتية إلى غرفة تضم مختلف الفئات العمرية، العلمية والفكرية، من خلال علاقات التعارف والصديقة وحتى العمل دون الحاجة إلى اللقاء في الواقع أو التعارف الشخصي الحقيقي.

وبتطور التكنولوجيا تكاسل مستخدميها وأصبحوا أكثر استمالة للتطبيقات التي تسهل عليهم التواصل والتعارف وتبادل المعارف والرأي دون الحاجة للتنقل أو السفر من منطقة إلى أخرى كالفايسبوك، سناب شات، تلغرام، فايبر، واتساب، دردشة، باد وهلا. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تعداه إلى قرار الزواج، وهو القرار الذي يعتبر أصعب قرار في حياة الفرد، مما أصبح يخلق نوعا من الفوضى الداخلية للفرد، بعدما أصبحت زيجات افتراضية تثبت نجاحها، بينما أخرى تفشل فتفقد الفرد الثقة في مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي هذا الإطار، يقول أحد المتابعين وقد سمى نفسه “رابح رابح”، عبر مواقع التواصل الاجتماعي في منشور له عبر حساب “القرآن الكريم”، أن الشخصية الافتراضية، شخصية خاصة لها سلوك معين، يتعامل بها الشخص عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا يعرفها إلا هو (صاحب الشخصية) وتتصف هذه الشخصية بسلوكيات مغايرة تماما عن شخصيته الحقيقية، ولا تظهر هذه الشخصية في الواقع وإنما تظهر فقط عبر عالم التواصل الرقمي، وبالتالي من يظن أنه سيجد عروسه المنشودة في الفيسبوك فهو واهم. مضيفا: “هنا في مواقع التواصل الاجتماعي لا يوجد إلا الوهم!!!

يقول عالم التنمية البشرية “ديل كارنيجي” قبل عقدين من الزمن “كن أنت ذاتك أنت لا تمثل أحدا ولا تفترض شخصية ما، مثّل نفسك الحالية والواقعية، كن واقعك أنت شخصية واحدة لها مواصفاتها وميزاتها وعالمها الجميل، أوقف أي شخصية افتراضية لديك وكنت أنت، ابحث عن نفسك جيدا ستجد أشياء جميلة بالتأكيد”.

إنّ هذه النصيحة جديرة جدّا بالتلقين والتذكير المكرّر في عصرنا الإلكتروني الذي كشف عن نسبة معتبرة من مرضى انفصام الشخصية، إنّهم أولئك الأشخاص المهاجرون من الواقع إلى مسرح بلا حدود يقع خلف زجاجات الحواسيب، والهواتف الذكية ليستعرضوا فيه بسخاء كل الأدوار المشتهاة.

بينما تظهر قصة حقيقية في الجزائر أن بعض المستخدمين التواصل الاجتماعي لا يعرفون خطورة الصديق كل ما يتم نشره، وهو ما يجعلها يقعون ضحايا المحتاجين، على أحد الشباب الذي استغل موقع التواصل الاجتماعي للنصب على الفتيات، وقد قامت مصالح الشرطة بالأمن الحضري حمادي ببومرداس منذ فترة، بوضع حد لعمليات النصب والابتزاز التي كان يقوم بها أربعيني ضد فتيات من مختلف ولايات الوطن قصد استغلالهن وأخذ صورهن والنصب عليهن من خلال علاقات التعارف عبر مواقع التواصل الاجتماعي وإيهامهن بالزواج، حيث تقدمت إحداهن بتقييد شكوى رسمية للنصب والابتزاز الذي تعرضت له من طرفه بعدما تعرفت عليه بنية الارتباط والزواج وقام بسلبها 60 مليون سنتيم على مرات متفرقة بحجة إعانته على تكاليف وترتيبات الزواج.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى