
تولي الدولة الجزائرية اهتماما بالغ الأهمية بالغابات والمساحات الخضراء في إطار التنمية المستدامة، عبر حملات التشجير المستمرة ومخططات الحفاظ على الثروة الغابية وحمايتها من المخاطر، لاسيما الحرائق والاعتداء البشري عليها كالرعي العشوائي وقطع الأشجار.
وفي هذا الإطار، استفادت وهران من مساحة تقدر بـ 885 هكتارا، سيتم تشجيرها وفق برنامج خاص يمتد على 10 سنوات، بالتنسيق مع شركة سوناطراك، حسبما ذكره “إلياس محمد خالد” المفتش المكلف بخلية الإعلام والاتصال بمحافظة الغابات بوهران لبرنامج “البساط الأخضر” عبر أثير إذاعة وهران.
حيث ذكر المتحدث أن حملة التشجير انطلقت منذ 25 أكتوبر 2024 وتستمر إلى غاية 21 مارس 2025، على أن تتواصل مشاريع تشجير المبرمجة ضمن مشروع سوناطراك الذي انطلق في 2023 وممول بقيمة 1 مليار دولار، على مستوى 570 ألف هكتار من المساحات المخصصة للتشجير عبر الوطن.
وبالنسبة لولاية وهران، البرنامج المقترح على محافظة الغابات يقدر بـ 885 هكتارا، يتم تشجيرها على امتداد 10 سنوات، على مستوى مناطق أرزيو، قديل، بطيوة، حاسي بن عقبة، البرية وبوسفر، حيث ستعرف أرزيو غرس أشجار لأول مرة بمنطقتين، إلى جانب إعادة تشجير المناطق التي سبق التهمتها الحرائق، ونفس الأمر بقديل، أما بلديات بطيوة، البرية وبوسفر فستشهد عمليات تشجير ببعض المناطق لأول مرة.
موضحا أن العملية ستكون خلال 2024 بـ 35 هكتارا، أما سنة 2025 بـ 50 هكتارا، في حين سنة 2026 بأرزيو وبطيوة بـ 150 هكتارا، سنة 2027 بقديل، وفي سنة 2028 بـ 130 هكتارا بأرزيو مقسمة على مرحلتين الأولى 60 هكتارا والثانية 70 هكتارا، أما سنة 2029 ستخصص لقديل، وتتبعها عمليات تشجير خلال 2030 بغرس 100 هكتارا، ثم عام 2031 بغرس 150 هكتارا، فيما ستعرف سنة 2032 غرس 80 هكتارا، حسب البرنامج المسطر من طرف المديرية العامة للغابات بالتنسيق مع شركة سوناطراك.
إعادة تشجير المساحات المحترقة تتم بعد مضي أكثر من سنة
وفي حديثه عن عمليات إعادة تشجير المناطق الغابية التي التهمتها النيران، ذكر مفترس الغابات، أنها تتم بعدما يكون قد مضى على الحريق أكثر من سنة إلى 3 سنوات، وذلك تحسبا لإعادة نمو الأشجار بطريقة ذاتية مرة أخرى، بعد تنظيف المنطقة، وانتظار سقوط الأمطار ونبات البذور التي تكون في الأرض سابقا، خاصة وأن ولاية وهران منطقة شبه جافة.
مردفا أنه في هذا الإطار، تم برمجة عمليات ري المساحات المغروسة حديثا، مرتين في الشهر، على أن يتم ذلك على امتداد 10 أشهر على الأقل، حتى يتم ضمان نمو الشجيرات في ظل عزوف الأمطار. بينما ذكر، أن تسجيل عمليات التشجير يتم عبر التسجيل الذي يقوم على دراسة المنطقة المراد تشجيرها، لمعرفة نوعية الأشجار التي تتلاءم مع طبيعتها.
200 ألف شجيرة غابية وتزيينية سيتم غرسها بطريق المطار
وفي سياق برنامج التشجير الذي سطرته محافظة الغابات لـ 2024ـ2025، كشف المفتش “إلياس محمد خالد”، أن طريق المطار سيعرف عملية غرس 3 هكتارات من المساحات الواقعة ببلدية الكرمة، لبلوغ 200 ألف شجيرة مغروسة بين التزيينية والغابية، بالتنسيق مع الجمعيات والمواطنين إلى غاية 21 مارس القادم. وذلك في إطار حماية التربة من الانجراف، تزيين المحيط والمنظر العام، تلطيف الجو، توفير الظروف الواحد سلاسل برية (حيوانات ونباتات)، في وقت يوجد بوهران عديد الأنواع من الأشجار، على غرار الصنوبر الحلبي، الكاليتوس، الفلين، ويغطي الصنوبر 70 بالمائة من مساحات الغابات بوهران.
الغابات المستحدثة بولاية وهران
استفادت ولاية وهران خلال 2024 من تهيئة غابتين، الأولى حضرية بغابة كناستيل والثانية بغابة مداغ، بعد المصادقة على مشروعيهما منذ 10 أيام، حيث سيتم تهيئتهما لتكونا قبلتي راحة واستجمام للعائلات وكل من يقصد وهران للراحة وتغيير الجو.
أما فيما يتعلق بالعمليات الحراجية للغابات على غرار المسالك الغابية، فيتم تهيئة طرق موجودة أو إنشاء طرق جديدة تسمح بالوصول إلى داخل الغابة والمناطق الوعرة، خاصة للتدخل في حال وجود خطر كالحرائق مثلا، خاصة وأن هذه المسالك تسمح بفصل الغابات عن بعضها وبالتالي تمنع امتداد الحرائق على مساحات شائعة، إلى جانب إنشاء خنادق تعزل توسع النيران في حال اندلاعها.
قانون 21/23 والقرارات الـ3 الولائية منعت الحرائق خلال 2024
للحفاظ على الغابات من انتشار الحرائق والتعدي الجائر على المساحات الخضراء، سنت الدولة الجزائرية القانون 21/23 ، وهو القانون الجديد الذي يحمل مواد ردعية للحفاظ على الثروة الغابية، خاصة وأن المواطنين يستعملون الغابات خلال المناسبات لتنظيم جلسات شواء وعائلية، على غرار مناسبات الأعياد، لاسيما عيد الأضحى المعروف بتنظيم حفلات الشواء.
وفي هذا الصدد، أحصت محافظة الغابات بولاية وهران خلال عيد الأضحى المنصرم 77 عملية شواء مخالفة للقانون، غير أن المحلات التحسيسية والتوعوية التي تقوم بها مختلف الأطراف المعنية لحماية الغابات، سمحت بتجنب اندلاع الحرائق، خاصة بعد دعمها بـ 3 قرارات ولائية، منها واحد يمنع مواقد الشواء، وكذا منع ركن السيارات داخل الغابة والتخييم كذلك، وهو ما جعل المواطنين يتخذون الحذر خلال تواجدهم بالغابة.
يذكر أن برنامج 2025/2024 يعرف برمجة غرس 100 هكتار بالصنوبر الحلبي، الكاليتوس والخروب وهذا بوجود أشجار الفلين.
ميمي قلان