استطاع المصور والمخرج الأمريكي تشارلي إنغمان توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنتاج صور غريبة ومثيرة للتأمل، استعرضها في كتابه الفني “الملعون”، حيث تتداخل حدود الواقع والخيال لتعيد تعريف مفاهيم الجمال والمعايير التقليدية.
في أحد أعماله، ظهر رجل يمشي في بركة مياه ضحلة، بينما تنبثق من كتفيه أجنحة طائر البجع، ما يجسد رؤية الفنان لتحقيق ما وصفه بـ”التنافر المتوازن”، حيث يُجبر المشاهد على مواجهة مشاعر مختلطة بين الجمال والغرابة.
بدأ إنغمان رحلته مع الذكاء الاصطناعي بعد أن اطلع على إمكانيات التطبيقات التقنية الحديثة التي تتيح إنشاء صور متخيلة. وركز في عمله على استكشاف أجسام غير مألوفة، حيث اعتمد في مشروعه على والدته كشخصية محورية تظهر بطرق مختلفة، مثل شخصية بلا أطراف أو بجسم يحمل أجنحة فراشة، مما يعكس رؤيته الفريدة للإنسان والطبيعة.
كما استلهم الفنان جمال الحيوانات ورمزيتها في تقديم مخلوقات غريبة وغير مكتملة. وكانت الخيول والبجع من بين العناصر المتكررة في أعماله، حيث رأى فيها تجسيدًا للجمال المتناقض الذي يحاول استكشافه.
أشار إنغمان إلى أن التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي قد أثر على مشروعه، حيث أصبحت بعض الأخطاء التي ظهرت في الصور الأولى، مثل الأيدي ذات الأصابع الإضافية، شيئًا من الماضي مع تطور الأدوات التقنية.
يُعد كتاب “الملعون” انعكاسًا للتفاعل المتسارع بين الفن والتكنولوجيا، ودعوة لإعادة التفكير في معايير الجمال والحدود التي يمكن أن يتجاوزها الإبداع بمساعدة الذكاء الاصطناعي.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله