تكنولوجيا

بآلة خارقة تحل أصعب المسائل في ثوانٍ

الصين تُحدث ثورة في عالم الحواسيب

في خطوة تُعزز ريادة الصين في مجال التقنيات المتطورة، كشف علماء صينيون عن تطويرهم حاسوبا خارقا يستطيع معالجة مسائل معقدة كانت تحتاج إلى مليارات السنين لحلها، ليُنجزها في لحظات.  

أطلق الباحثون في جامعة العلوم والتكنولوجيا بالصين اسم “زوتشونجزي-3” على هذا الحاسوب الفريد، الذي يضم 105 وحدة معالجة كمومية، مما يجعله أسرع بكثير من أي جهاز تقليدي موجود اليوم. وتصل سرعته إلى مستوى يفوق الخيال، حيث يُجري عمليات حسابية معقدة بسرعة تقارب مليون مرة أسرع من أفضل النتائج التي حققتها شركات التقنية العالمية.

كيف يعمل هذا الحاسوب الخارق؟


تعتمد فكرة الحاسوب الجديد على مبادئ فيزيائية غريبة تختلف كلياً عن طريقة عمل الحواسيب العادية. فبينما تعتمد الأجهزة التقليدية على وحدات تخزين معلومات بسيطة (إما 0 أو 1)، يستخدم الحاسوب الكمومي وحدات قادرة على حمل القيمتين معاً في نفس الوقت، مما يمنحه قدرة هائلة على معالجة البيانات بشكل متوازٍ وبسرعة غير مسبوقة.

وأوضحت الدكتورة “أسماء علي”، المتخصصة في الفيزياء النظرية، أن “هذه التقنية تعتمد على ظواهر طبيعية غامضة، مثل التشابك الكمومي، الذي يسمح لوحدات المعالجة بالتفاعل مع بعضها بشكل فوري حتى لو كانت متباعدة، مما يفتح آفاقاً جديدة في حل المشكلات المستعصية.”

تفوق صيني في سباق التقنية العالمي


يأتي هذا الإنجاز تتويجا لسلسلة من التطورات التي حققتها الصين في هذا المجال، حيث سبق أن أعلنت عن إصدارات سابقة من “زوتشونجزي” تفوقت على منافسيها. وفي عام 2019، كانت شركة غوغل قد أعلنت عن حاسوب كمومي استطاع إنجاز مهمة في 200 ثانية بدلا من آلاف السنين، لكن الصين تجاوزت هذا الإنجاز الآن بفارق كبير.

وخلال الاختبارات، تمكن الحاسوب الصيني من حل مسألة معقدة كان يتطلب حلها بواسطة الحواسيب التقليدية ما يقارب 6 مليارات سنة، بينما أنجزها “زوتشونجزي-3” في ثوان معدودة.

تحديات تقنية وأسئلة حول المستقبل 


رغم هذا التقدم الكبير، لا تزال هناك عقبات تواجه هذه التقنية، مثل حساسية الأنظمة الكمومية لأي مؤثر خارجي، مما قد يؤدي إلى أخطاء في النتائج. ويعمل الفريق الصيني على تحسين دقة الوحدات الكمومية لتقليل نسبة الخطأ وزيادة كفاءتها.

كما يثير هذا التطور تساؤلات حول تأثيراته المستقبلية، خاصة في مجالات التشفير والذكاء الصناعي، حيث قد تغير هذه التقنيات قواعد اللعبة في الأمن الرقمي والابتكار العلمي.

إرث علمي يمتد من الماضي إلى المستقبل 


سُمي الحاسوب الجديد تيمناً بعالم الرياضيات الصيني القديم “زوتشونجزي”، الذي اشتهر بدقته في الحسابات الفلكية. ولو كان هذا العالم بيننا اليوم، لربما اندهش من كيف تحولت النظريات الفيزيائية المعقدة إلى آلات قادرة على إنجاز ما كان يُعتقد مستحيلاً.  يبدو أن العالم مقبل على مرحلة جديدة من التطور التقني، حيث ستلعب الحواسيب الكمومية دورا محوريا في إعادة تعريف حدود العلم والتكنولوجيا.

ياقوت زهرة القدس بن عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى