
اختتمت يوم أمس فعاليات الملتقى المغاربي للسياحة الشبانية الذي احتضنته ولاية النعامة تحت شعار “الشباب في حركية”، وقد شهد حفل الختام تكريم الوفود العربية المشاركة من طرف والي الولاية والمدير العام للشباب “وحيد العياشي”، حيث حضر هذه الفعاليات عدد من المسؤولين المحليين وأعضاء من الاتحاد العربي والدولي لبيوت الشباب.
حيث أكد والي النعامة، “لوناس بوزقزة”، في كلمته أن هذا الملتقى المغاربي للسياحة الشبانية كان مناسبة لربط علاقات متينة بين الشباب، من خلال الاحتكاك فيما بينهم وتعزيز الصداقة والزيارات بينهم، كما يعد مناسبة أيضا لاطلاع الزائرين على ما تحتويه ولاية النعامة من مناظر سياحية ومكنوزات أثرية.
الملتقى يشارك فيه شباب من عدة دول مغاربية، ويعد مناسبة للتعرف المتبادل وتعزيز القيم النبيلة بين هذه الفئة. من خلال البرنامج المسطر والذي تضمن أنشطة ثقافية شبانية وسياحية تسلط الضوء على تقاليد الولاية، مع التركيز على الترويج للمقومات السياحية الفريدة من نوعها التي تتمتع بها النعامة.
من جهته، ممثل وزارة الشباب “وحيد العياشي”، أبرز أن الهدف الأساسي من تنظيم هذا الملتقى المغاربي للسياحة الشبانية الذي يعد فضاء تعارفيا للشباب وسانحة لتكريس القيم السامية والنبيلة وسط هذه الفئة من المجتمع، هو نسج علاقات صداقة ما بين أبناء الجزائر من مختلف الولايات المشاركة ومع نظرائهم في بلدان شقيقة مثل تونس، موريتانيا والصحراء الغربية، هذه الدول التي كانت مشاركتهم فعالة في هذا الملتقى المغاربي الشباني، حيث جاءت هذه الطبعة تحت شعار “الشباب في حركية”، أين التقى ما يقارب ألف شاب من داخل وخارج الوطن من أجل الاكتشاف والترويج للمقومات السياحية الكبيرة التي تزخر بها ولاية النعامة.
وعن الهدف من تنظيم هذا الملتقى المغاربي يقول مدير قطاع الشباب والرياضة “جمال الدين عفير”: “إننا نسعى إلى الترويج للمقومات السياحية والثقافية الكبيرة التي تزخر بها المنطقة من خلال هذا المخيم المغاربي الذي يهدف أساسا لتبادل المعارف، ويفتح مجال وفضاء التعارف بين شباب الجزائر والشباب المغاربي، وكذا غرس روح العمل التطوعي لدى هذه الفئة، وإنعاش السياحة الداخلية”.
ويضيف: “أن الملتقى كان فرصة للشباب للتعرف على مؤهلات وفرص الاستثمار بولاية النعامة في القطاع السياحي، خاصة وأنها ولاية فتية عذراء تتوفر على كنوز ومعالم سياحية، أثرية وتاريخية يعود تاريخها إلى آلاف السنين كمحطات الصخور المنقوشة، القصور العتيقة، المحطة الحموية عين ورقة، الغابات المتحجرة، الكثبان الرملية، الواحات وغيرها”.
الهلال الأحمر الجزائري دائما حاضرا في كل المناسبات الشبانية والإنسانية ببلديات ولاية النعامة، حيث تقاسم الفرحة مع مئات الشباب الذين جاءوا من الجزائر وخارجها للمشاركة في فعاليات الملتقى المغاربي للشباب، حيث سعت إطارات الهلال الأحمر الجزائري بولاية النعامة لمرافقة الوفود وتقديم لهم جميع خدمات التخييم، هنا في واحة تيوت السياحية بولاية النعامة التي تعتبر جوهرة الجنوب الغربي، والتي تحتضن هذا الحدث المغاربي، حيث تعد من أروع الواحات في منطقة جبال القصور.
المسجل اليوم هو الإقبال من طرف الشباب من داخل الجزائر وخارجها على التخييم هنا بولاية النعامة لاكتشافها بما تزخر به المنطقة من مناظرساحرة، بالاضافة إلى ذلك أن الأهداف المرجوة من إقامة هذا الملتقى المغاربي هو توفير بيئة تعليمية وترفيهية للمشاركين، واكتساب مهارات جديدة واستكشاف اهتماماتهم ومواهبهم من خلال الأنشطة المختلفة التي يتم تقديمها في المخيم والاطلاع على عادات وتقاليد المنطقة.
فثقافة التخييم أصبحت اليوم منتشرة بين الشباب وأكثر تأطيرا مما كانت عليه، فبفضل الطبيعة المميزة للجزائر بصحرائها وجبالها وشواطئها الرائعة، الشباب عشق منذ سنوات عديدة فكرة التخييم رفقة الأصدقاء، وشكل مجموعات صغيرة من الأصدقاء تبيت في الهواء الطلق.
حملة تطوع لغراسة الأشجار بمغرار جنوب النعامة
استغلت الوفود المشاركة في الملتقى المغاربي للشباب التي تحتضنه ولاية النعامة للتوجه نحو منطقة عرجة بطريق مغرار، أين ساهم شباب التخييم في حملة واسعة تمثلت في غراسة عدد معتبر من الأشجار، وهذا بحضور السيد والي ولاية النعامة بمعية المدير العام للشباب رفقة السادة رئيس المجلس الشعبي الولائي، السلطات المحلية الأمنية والمدنية، وبحضور قوي ومميز للشباب من الوطن ومن بعض الدول الشقيقة، هذه الحملة الواسعة والتي كانت منظمة من طرف محافظة الغابات والتي تميزت بروح الأخوة والتلاحم بين فئة الشباب.
وفي نهاية هذه العملية، ثمن والي ولاية النعامة مجهودات المشاركين وأعوان الغابات الهادفة إلى تحسين الغطاء النباتي والمحافظة على التنوع البيولوجي. يبقى لنا أن نشير في الأخير إلى أن هذه المبادرة تأتي في إطار جهود وزارة الشباب لتعزيز السياحة الشبانية وإبراز الوجه الحضاري والطبيعي للجزائر، بالتنسيق مع وزارة السياحة والصناعة التقليدية ومصالح الوزير الأول.
إبراهيم سلامي