الحدث

الوزير الأول يشرف على إعادة تشغيل المصفاة البترولية RHM2 بحاسي مسعود

في الذكرى 66 لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين والذكرى 51 لتأميم المحروقات

بمناسبة الذكرى 66 لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين، والذكرى 51 لتأميم المحروقات، ألقى الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان كلمة باسم رئيس الجمهورية تخص فعاليات الإحتفال بهذه الذكرى العزيزة على قلب كل جزائري، باعتبارها مبعث فخر واعتزاز ومحطة نستلهم منها العبر ونغذي بها الإرادة.

‏ كما برهن قطاع المحروقات على إستعداده للمساهمة في الأمن الطاقوي لشركائنا من الدول وهذا عبر تأمين التموين بالـمحروقات، خاصة من الغاز الطبيعي، إذ سجل نمو الإنتاج الأولي إرتفاعا محسوسا في سنة 2021، قدر بنسبة 14 بالمائة للمحروقات و 23 بالمائة للغاز، تماشيا مع عودة الحركية الإقتصادية العالـمية.

وفيما يتعلق بتثمين المحروقات، فإن الجزائر اكتسبت قدرات هائلة، حيث أصبحت تتوفر على منشآت صناعية كبيرة في مجال عمليات تكرير النفط، والصناعات البتروكيماوية والنقل بالأنابيب وكذا التصدير، لاسيما من خلال خطوط الأنابيب التي تربط بلادنا بقارة أوروبا، وقدرات تمييع الغاز الطبيعي وكذلك ناقلات الغاز الطبيعي المسال…إلخ.

وقد كُلِّلت هذه المجهودات بتخفيض الواردات من الـمشتقات البترولية بما يفوق 50 بالمائة، خلال سنة 2021 مع التطلع إلى التوجه إلى التصدير في السنوات القليلة القادمة، كما لم تستورد أي كمية من الوقود في سنة 2021، أما بالنسبة لتوفير مصادر الطاقة للساكنة، فإننا نفتخر اليوم بأننا حققنا قفزة نوعية ومستويات من بين الأعلى في الـمنطقة، بل وفي العالم، بربط أكثر من 99 بالمائة من الـمنازل بالكهرباء و 65 بالمائة منها بالغاز الطبيعي، وتبقى الجهود مستمرة لربط الـمناطق النائية والمعزولة عبر التراب الوطني بما فيها الـمحيطات الفلاحية ومختلف الـمستثمرات من أجل تحسين ظروف معيشة السكان وتعزيز الديناميكية الإقتصادية.

وبهذا الخصوص فإنني أولي بالغ الاهتمام لمواصلة تعزيز الدور المحوري لقطاع الطاقة والـمناجم في تنفيذ إستراتيجية ‏الدولة في مجال الانعاش لاقتصادي والإنتقال الطاقوي، ‏من أجل الرفع من قدراتنا الإنتاجية لتلبية حاجيات البلاد من الطاقة على المديين الـمتوسط والبعيد، من خلال تطوير ‏الطاقات الجديدة والمتجددة.

ولهذا الغرض، فإن الحكومة التي استكملت جميع النصوص التطبيقية الخاصة بقانون المحروقات، تعكف حاليا على إستكمال وضع الإطار القانوني الذي سيسمح بإعادة بعث الاستثمار وتسهيل وتبسيط الإجراءات الإدارية المرتبطة به، بما يتماشى مع البيئة الاقتصادية الحالية وترقية وجهة بلادنا للاستثمارات الأجنبية المباشرة.

وسيظل الهدف الرئيسي يتمثل في الحفاظ على قدرات الإنتاج والتصدير وتعزيزها، بالموازاة مع تكثيف جهد الاستكشاف، وتحسين مراحل الاستخلاص في حقول الإنتاج، وتحقيق التشغيل الأمثل، والرقمنة، وتطبيق التقنيات المتقدمة وخفض التكاليف.

ومن أجل تحقيق هذا الـمسعى، فإن الدولة يحدوها العزم على مواصلة جهودها في الإستثمار في القطاع، إذ ستصل قيمة الإستثمارات في السنوات الأربعة القادمة إلى أكثر من 39 مليار دولار، منها 70 بالمائة ستخصص للإستكشاف والتطوير لاسيما تحسين معدل الإسترجاع وخاصة في حقول حاسي مسعود وحاسي الرمل.

تشير معظم توقعات منظمة “أوبك” إلى أن المحروقات، من نفط وغاز، ستبقى على مدى الخمسة وعشرين سنة القادمة، مهيمنة على مشهد الطاقة العالمي، كما أن الـمعركة الحقيقية عالميا، في السنوات القادمة، ستكون ضد الفحم كمصدر طاقة، وهو ما جعل الـمجموعة الدولية تسعى جاهدة للتقليل من الإعتماد عليه في إنتاج الطاقة، وفي خضم التحول نحو الطاقات الجديدة، سيحتل الغاز، مستقبلا مكانة أساسية في أعلى هرم الـمصادر الطاقوية الأولية، وهو ما يمنحنا الأفضلية، ضمن مسارات التحول الطاقوي، على الأقل خلال الثلاثين سنة القادمة.

كما تكمن هذه الأفضلية في إمكانية انخراطنا في أكثر الحلول الـمناخية نجاعة، وهو الهيدروجين، لكون استخداماته تَتميّز بـ”صفر تلوث”، بحيث يمكننا اليوم الإنخراط كفاعل

أساسي في المشاريع العالـمية والإقليمية للهيدروجين الأخضر.

وفي هذا الصدد، فإن بلادنا تعكف، على أساس هذه المزايا الـمقارنة، على وضع استراتيجية وطنية لتطوير الهيدروجين، بما في ذلك الهيدروجين الأخضر، من أجل تمكينها من الإندماج الكامل في الديناميكية العالمية المرتبطة بالإنتقال الطاقوي والبيئي.

من جهة أخرى، فإن إعادة إطلاق تطوير قطاع الـمناجم وتثمين الثروات المنجمية تعد هي الأخرى إحدى أولويات الدولة، بالنظر إلى إمكاناتنا من الموارد المنجمية، من خلال تطوير مناجم الحديد والزنك والفوسفات، التي ستساعد في تقليل اعتمادنا على الواردات، وفي تمكيننا من خلق الثروة وفرص العمل، وتنويع صادراتنا خارج الـمحروقات.

الإطلاق الرسمي لمركز الفصل والضغط بحاسي مسعود

كما أشرف الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، على إعادة تشغيل المصفاة البترولية RHM2، مشيدا بجهود عصرنة مصافي النفط بحاسي مسعود، وأبرز الوزير الأول خلال زيارته لحاسي مسعود أهمية المصفاة البترولية RHM2، منوّهًا إلى مساهمتها في حماية البيئة.

كما أشاد بن عبد الرحمان، بجهود العصرنة التي بادرت بها سوناطراك على النحو الذي يسمح لها أن تحتل مكانة هامة ضمن الشركات العالمية الكبرى.

وللتذكير استفادت هذه المنشأة الطاقوية التي تقدر طاقة معالجتها بأكثر من واحد مليون طن من البترول الخام 1.070.000 طن ودخلت حيز الخدمة في جوان 1979، من عملية عصرنة واسعة تسمح لها بإنتاج البنزين بدون رصاص وغيرها من المواد الأخرى، سيما منها الكيروسين والمازوت.

ووصل الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، إلى مدينة حاسي مسعود رفقة مستشار رئيس الجمهورية وعدد من أعضاء الحكومة للإشراف على إحياء ذكرى تأميم المحروقات 24 فبراير، ويتكون هذا المشروع من وحدة لفصل البترول بطاقة 40.000 برميل يوميا، وثلاثة محطات لضغط الغاز بسعة إجمالية 05 مليون متر مكعب يوميا .

وانطلقت الأشغال بهذا  المشروع في أوت 2017، ودخل الخدمة ماي 2021، وسيدشن بمناسبة الذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وتأسيس الإتحاد العام للعمال الجزائريين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى