
تعتبر الرقمنة في الهند من أهم البرامج الحيوية التي تراهن عليها من أجل تحديث إقتصادها وتطوير البلد في شتى المناحي، حيث خصصت غلافا ماليا قدره 425 مليون دولار، من أجل أن تصبح الهند بلدًا رقميًّا بامتياز. ويعتقد الخبراء أنّ الهند منذ أكثر من 20 سنة قد أنجزت بالفعل عملية رقمنة كبيرة وتستعد لمزيد من النمو السريع؛ وعلى مدى السنوات الخمس الماضية؛ وسعت حكومة الهند البنية التحتية للإنترنت على اوسع نطاق وأنشأت نظام مدفوعات رقمية عام بحيث يكون لكل شخص حسابًا مصرفيًّا بالإضافة إلى خزانة رقمية آمنة قائمة على السحابة لتخزين المستندات ومشاركتها والتحقق منها، وتعتمد الرقمنة في الهند على آدهار، وهو برنامج هوية بيومترية سجل أكثر من مليار شخص (99 في المائة من سكان البلاد اعتبارًا من جوان 2021)، مما يوفر لكل فرد بيانات اعتماد هوية فريدة يمكن التحقق منها والتي تعتبر ضرورية للتفاعلات الرقمية مع الحكومة والأسواق ومدفوعات الند للند (P2P) والخدمات المالية. بحيث يعتبر آدهار أساس الكثير من التقدم الرقمي والمالي والقانوني والتنظيمي في الهند التي سجلت أكثر من مليار شخص في حوالي خمس سنوات، وهو أسرع بثلاث سنوات من الوقت الذي استغرقه فيسبوك للوصول إلى مليار مستخدم “. كما تبحث الهند في تصدير آدهار وتشير التقارير إلى أن حوالي 20 دولة قد تكون مهتمة بذلك. وقد أقامت هيئة التعريف الفريدة للهند (UIDAI) شراكة مع البنك الدولي والأمم المتحدة لنشر بنية الهوية الرقمية “آدهار” خارج البلاد. وتقود جهود الرقمنة في الهند الحكومة الوطنية التي بدأت بالقرب من الوطن؛ من خلال رقمنة الخدمات الحكومية، إلى حد الآن أكثر من 300 في حالة الهند. ويهدف برنامج الهند الرقمي الحكومي إلى “تحويل البلد إلى مجتمع مُمكّن رقميا وذو اقتصاد معرفي”. وقد أعطت أولوية قصوى للترويج لخدمات الدفع الرقمية تحت شعار “مجهول الهوية، بلا أوراق، بلا نقود”. وتهدف الرؤية إلى توفير تسهيلات الدفع الرقمي السلس لجميع مواطني الهند بطريقة مريحة وسهلة وبأسعار معقولة وسريعة وآمنة، من خلال واجهة الدفع الموحدة (UPI) التي تعتبر منصة للعديد من خدمات الدفع الرقمية بما في ذلك جوجل باي، باي تي إم للمدفوعات، أو فون بي، أو أرتل ثانكس أو واجهة بهارات المالية لبنك الاحتياطي الهندي (BHIM).
بقلم: هـشـام رمـزي