
تشهد مدينة المشرية وضعًا مقلقًا بسبب الانقطاعات المتكررة للمياه الصالحة للشرب، ما أثار استياء السكان الذين لم يستوعبوا أن ولايتهم، التي تُعدّ مزودًا لـ3 ولايات شمالية، تعاني من أزمة عطش خانقة، خصوصًا خلال فصل الصيف.
ويعجز المواطنون عن فهم كيف يمكن لولاية النعامة، التي تُعرف بكونها تنام فوق خزان ضخم من المياه الجوفية في الشطين الشرقي والغربي، لكن بلدياتها تعاني من العطش. وتتفاقم الأزمة مع ازدياد الطلب في فصل الصيف ومناسبات مثل عيد الأضحى، حيث تتحجج الجهات المعنية بأعمال تنظيف الخزانات، وغالبا ما يتم ذلك في توقيت غير مناسب، مثل ليلة العيد، مما يزيد الوضع تعقيدًا ومعاناة.
من جهتهم، يحذر المختصون من تفاقم الوضع في المستقبل، إذ قد تواجه بلدية المشرية أزمة هيكلية في التزود بالماء الشروب إذا لم تُتخذ تدابير جدية تشمل دعم الخزانات الحالية وتوسيع شبكة التوزيع، من خلال تجديد القنوات بطريقة مدروسة تقنيًا. وتشير بعض المصادرالأخرى إلى أن استغلال مياه الشط الشرقي قد يُشكل حلًا استراتيجيا لتجاوز هذا الإشكال.
وفي ظل التوسع العمراني المتسارع الذي تعرفه المدينة، نتيجة إنشاء أحياء وتجزئات سكنية جديدة، تتفاقم المعاناة اليومية للمواطنين. ويبقى السؤال مطروحًا: متى تدرك الجهات الوصية أن المشرية بحاجة إلى حلول توازي عدد سكانها الذي يفوق 160 ألف نسمة، وما توفره من مداخيل ضريبية ومقدرات اقتصادية؟
ابراهيم سلامي