
تخوض النساء في عصر الابتكارات والتطور التكنولوجي، العديد من التحديات من أجل الظفر في فرص تمنح لهن مكانة لإثبات وجودهن عبر مشاريعهن في مجال التحول الرقمي والابتكار، ودوره في التمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء في الجزائر على سبيل المثال.
إنّ موضوع الفجوة الرقمية بين الجنسين التي تحتاج إلى الكثير من التدخلات والعمل في إطار استراتيجي وقرار وطني يرصد- بمؤشرات واضحة- إدماج مفهوم المساواة بين الجنسين في كل السياسات المعنية بالتكنولوجيا والتحول الرقمي. وعليه، أصبح من الضرورة التأكيد على أهمية الاستثمار في طاقات النساء والفتيات في الجزائر لاسيما وأنهن يشكلن نسبة عالية من حملة الشهادات في المجالات العلمية والرياضيات والهندسة،
العالم لا يمكن أن يبقى فقط عالما ذكوريا
إنّ دخول النساء هذه الثورة الرقمية وهن مثقلات بالتمييز في القوانين والتشريعات والقوالب النمطية في العديد من الدول العربية وهن يردن أن يتزودن بعالم المعرفة ويسرعن الخطوة لكن هناك قوى تعيدهن إلى الخلف. إنهن يخضن معركة، وعليه يجب التحلي بالقناعة والإرادة والالتزام إذا أردنا تغيير هذا الواقع، هذا المر لا ينطبق على الجزائر إطلاقا وانطلاقا من قناعة الدولة الراسخة بأنّ العالم لا يمكن أن يبقى فقط عالما ذكوريا ويجب أن تكون مبادئ المساواة والحقوق الإنسانية جزءا لا يتجزأ من هذه الثورة الرقمية، بحيث لا يمكن أن تتحقق أهـداف التنمية المستدامة إلا إذا كان هناك استثمار في كل القدرات البشرية، نساء ورجالا، كبارا وشبابا، وذوي الإعاقة، والناس في الريف والمدن.
تشجيع الفتيات على الانخراط في قطاع التحول الرقمي
من المؤكد هناك فجوة موجودة بين الفتيات والشباب فيما يتعلق بالتحصيل العلمي، لكن الاستراتيجية الوطنية للمرأة في الجزائر تسعى إلى محو الأمية الرقمية وتشجيع الفتيات على الانخراط في قطاع التحول الرقمي- قطاع المستقبل- كي يتمكن من مواكبته، لأنّ الجزائر أدركت تماما الحاجة الماسة إلى الاستثمار في قوتها وقدراتها كي تتمكن من النهوض وبناء البلد على قيم المساواة وعليه بات واضحا أنه يجب تأهيل الشباب من الجنسين بالمهارات الرقمية الحديثة والأكثر طلبا في السوق لفتح فرص عمل جديدة مدرة للدخل، وهذا ما تم ملاحظته في السنوات القليلة الأخيرة، لإقبال الكبير للفتيات الجزائريات على دراسة العلوم والتكنولوجيا لأنّ الإحصائيات والأرقام تؤكد بأن الرجال في الجزائر يمثلون الغالبية في القطاع الرقمي.
بقلم: مــحــمــد الأمــيـــن