تكنولوجيا

الند للند.. إلى متى؟

الترجمة في مواجهة تحديات الذكاء الإصطناعي

أعمال عالمية كثيرة تمّ ترجمتها من اللغات الأجنبية إلى العربية ثم دخلت المنصات الرقمية من بابها الواسع ومعها أسواقا جديدة للمنافسة، بحيث تحوّلت هذه الصناعة نشاطا خصبا يدرُّ أموالا طائلة وشهرة فائقة وأصبحت أيضا مُحتكرة من جهات معينة دون أخرى. لأصحابه رغم حالة الاحتكار التي يعيشها. لكن المترجمين في كبريات الدول وجدوا أنفسهم وجها لوجه أمام منافسة برامج الترجمة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي الذي بدوره أصبح مجالا رائدا وقاب قوسين من احتكار هذه الوظيفة. فحسب تقارير الخبراء أنّ الطلب العالمي على برامج وآلات الترجمة الفورية ارتفع من 500 مليون دولار سنة 2016 إلى مليار دولار سنة 2021، بل أنّ من مزايا عملية الترجمة هذه، ذاك التنوع الثقافي وتعدد اللغات واللهجات وبالتالي هذا ما يُحفّز أكثر على زيادة الطلب على الترجمة. وحسب نفس تلك التقارير، فإن قيمة هذا القطاع تبلغ 1.5 مليار دولار، مع توقعات باستمرار ارتفاعه حتى سنة 2025. للتذكير، هناك 1600 شركة خاصة بالترجمة، لكن ما تم ملاحظته فعلا أنّ شركات الترجمة الصغيرة تعرف أيضا إقبالا كبيرا على طلب خدماتها رغم أنّ المنصات الرقمية الكبرى تفضل العمل مع شركات كبرى مثلها. نفس تقارير الخبراء تُفيد بأنّه قد ارتفع الطلب العالمي على برامج وآلات الترجمة الفورية بقوة أما مخاوف أن تكون بديلا للمترجمين، حيث تضاعف مرتين من 500 مليون دولار سنة 2016 إلى مليار دولار سنة 2021. ولكن يقولون فيما يخص الترجمة الاحترافية العالية الجودة، أنها ما زالت تحتاج للبشر القادرين على ترجمة الكتب والمقالات والوثائق القانونية. وفي ظل كل هذه المعطيات والأرقام والإستشراف بمستقبل الترجمة أمام الذكاء الإصطناعي يرى البعض أنه من المستحيل أن يستطيع الذكاء الإصطناعي أن يأخذ مكان المترجمين، خاصة في الجوانب الإنسانية.

بقلم: مــحــمــد الأمــيــن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى