
أصدر المركز الوطني للبحث في الانثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، كراسك وهران، العدد الثاني من مجلة “تراث”، التي تهتم بالانثروبولوجية والثقافة، للثلاثي جويلية – ديسمبر 2023، بعنوان: “الموسيقى في المنطقة المغاربية ضمن السياق الاستعماري: مراجعة جول رواني”.
حيث استهدفت مقالات هذا العدد، إعادة التفكير حول أعمال “جول رواني”، الذي كتب مقال حول فن الموسيقى في الجزائر والمنطقة المغاربية، باختلاف سياقاتها في الماضي والحاضر بهدف إظهار جهوده أولا ثم التعريف بمقاله الصادر سنة 1922، في كل من “الموسوعة الموسيقية” و”معجم المعهد الموسيقي”، بوصفه لبنة مٌؤَسسة لفن الموسيقى المغاربية بمختلف تقاطعاتها والتقائها؛ بالتركيز على سياقه وظروفه مع الفاعلين الذين تعامل معهم. قدر عدد مقالات هذا العدد سبعة منها اثنان كٌتبت باللغتين العربية والفرنسية وخمس مقالات حٌررت باللغة الإنجليزية؛ إلى جانب عرض كتاب ل: “خوسي أنطونيو غونزاليز ألكتوند”، الموسوم ب: “الحدود المخيالية، الأسلوب الفني والصور الفوتوغرافية في السياق الكولونيالي: المغرب/ إسبانيا”، كما ألحق هذا العدد بوثيقة هامة بعنوان: “شذرات هوامش إسكندر شلفون من دائرة المعارف الموسيقية، وضع العلامة الأستاذ جول روانيت معربة ومصححة ومكملة بقلم الأستاذ إسكندر شلفون، محرر مجلة روضة البلابل الموسيقية ورئيس المعهد الموسيقي المصري، ج 1، 1927، نشرت تباعا في مجلة الروضة”. قام الدكتور “هشام شامي”، من جامعة كولومبيا، بنيويورك، في مقاله الموسوم ب: “مواجهة نظرة رواني الاستعمارية: بقراءة نقدية لمقال “رواني” حول الموسيقى المغاربية، مشيراً إلى دارسي الموسيقى في المنطقة المشرقية والمغاربية والمغربية، وأنواعها بانتهاج مقاربتين: اثنوغرافية- موسيقية، وانثروبولوجية، مركزا على السياق الاستعماري للمقال، ومحتواه في صلته بالأدب الكولونيالي، مع إماطة اللثام عن الأيدولوجية الثقافية وتأثيرات الرواية الاستعمارية لرواني.
وفي مقال حول: “تحسر جدالات واستراتيجيات الموسيقى الحضرية” للأستاذ الراحل حاج ملياني، (ترجمة الباحثة سعاد لعاقر، من الكراسك) قام بدراسة واقع حال الفن الموسيقي في الجزائر إبان الاحتلال الفرنسي، مشيراً إلى قراءات متقاطعة بين باحثين مختصين في الموسيقى (رواني وأزور وبيرك)، عكست أسف وحسرة حول واقع حال الموسيقى الحضرية في الجزائر إبان الاحتلال الفرنسي الذي يعاني من “اختلال هيكلي”. تطرق كذلك إلى الخلاف القائم بين إدموند ناثان يافيل وجول رواني حول الملكية الفكرية لهذا الفن وطرائق حمايته وأدائه وسبل تثمينه، بوصف الأول اهتم بالتراث الأندلسي الجزائري، فيما اعتنى رواني بالموسيقى الحضرية في الجزائر؛ ما أثار تناقضاً في طرائق انتقالها مع تركيبتيها المفاهيمية والتطبيقية.
وفي مقال موسوم ب: “إعادة النظر لآلات العود الشمال إفريقية: العود والكويترة في الموسيقى العربية في المنطقة المغاربية”، لسالفاتور مورا (Salvator Morra)، أستاذ بجامعة البحوث والدراسات في توسيا، حاول فهم الفرق بين ثلاث آلات موسيقية: العود التونسي والعود العربي والكويترة الجزائرية، استناداً على مقال رواني حول “الموسيقى العربية في المنطقة المغاربية” المنشور سنة 1922.
كما سعت “هيلينا تيرفاين “من جامعة هلنسكي في فنلندا، في مقالها الموسوم ب: “موسيقي من إلسنوير في رحلة بحث عن المعرفة في الماضي والحاضر في أفكار أرماس لونيس حول العادات الموسيقية في شمال إفريقيا”، وقد أنجز أرماس لونيس دراسة ميدانية على سكان ريف الجزائر سنة 1920، لفهم السلوك والممارسات الموسيقية بالاستناد على الملاحظة المباشرة لهذه الفئة مع اطلاعه على مختلف الأعمال الأكاديمية. استناداً على تحليل مذكرة رحلات لونيس سنة 1927 ومحاضرات ألقاها سنة 1928.
حاولت تمارا دي تورنر، أستاذة مستقلة من جنوب يوت في الهند، في مقالها المعنون ب: “الموسيقى السوداء: في الجماعات المغاربية: ممارسات وأداء لدى رواني”، تحليل عمل رواني حول الديوان الجزائري الذي ينقسم إلى ديوان الشرق المؤسس على الإيقاع وديوان الغرب ذات الطابع العلاجي، من حيث اللغة وأحكامه، سعياً في تصويبه، بوصف الديوان الجزائري متنوع يتأسس على ثلاث مدارس.
منصور.ج