
احتضنت ولاية المنيعة فعاليات اليوم الإعلامي والتحسيسي حول فتح مناصب التمهين والرسم على التمهين، الذي نظمته مديرية التكوين والتعليم المهنيين تحت الرعاية السامية لـ”مختار بن مالك”، والي الولاية، وقد شكّل هذا الحدث محطة هامة لتبادل الرؤى بين مختلف الفاعلين، وتعزيز الجهود الرامية إلى تطوير مسار التمهين وتوسيع آفاق الإدماج المهني للشباب.
انطلقت الفعاليات بآيات بينات من الذكر الحكيم والنشيد الوطني، قبل أن يُلقي “بن يوسف العيورات”، مدير التكوين والتعليم المهنيين، كلمته الافتتاحية، التي تطرق فيها إلى الجهود المبذولة لمواكبة احتياجات سوق العمل وتوفير تكوين ينسجم مع متطلبات المؤسسات الاقتصادية.
وفي كلمة ألقاها نيابة عن الوالي، أكد الأمين العام للولاية “منون بشير”، أن هذا اليوم يندرج ضمن سياسة الدولة الرامية إلى تطوير التمهين كخيار عملي فعال، يضمن تكوينا معتمدا وفق مدونة الشعب المهنية لسنة 2019، وعبر عقود رسمية تُحدّد حقوق وواجبات المتمهن والمؤسسة، بما يضمن مسارًا مهنيًا واضحًا ومستقرا.
مداخلات تقنية واقتصادية لدعم الرؤية
شهد اللقاء تقديم مداخلات متعددة شملت: رئيس مصلحة التمهين والتكوين المتواصل والشراكة، الذي استعرض حصيلة التمهين والبرامج المسطّرة للسنة الجارية، المفتشة الولائية للتشغيل، التي أبرزت دور أجهزة التشغيل في مرافقة المؤسسات والشباب ضمن مسار الإدماج.
وفي خطوة هامة، فُتح باب النقاش أمام أرباب المؤسسات لعرض الانشغالات التي تعترض مسار استقطاب اليد العاملة المؤهلة. وقد أجمع المتدخلون على ضرورة تعزيز التنسيق بين القطاعين المهني والاقتصادي، وتكييف التكوين وفق احتياجات الميدان. وقدّم الأستاذ “بوسته عبد الناصر”، رئيس مصلحة بالمديرية، عرضًا أوضح فيه أهمية الإصغاء لانشغالات الشركاء واعتمادها كأساس لتطوير البرامج التكوينية.
كما أكد “علي جديد”، مدير مركز التكوين المهني بحاسي القارة، أن المركز يعمل على تكييف التكوينات بما يتماشى مع طلبات المؤسسات، سواء عبر التكوين التأهيلي أو عبر التمهين المباشر.
قطاع المخابز… أزمة حقيقية في اليد العاملة
وفي مداخلة لافتة، تطرق “بوحميدة عز الدين”، صاحب عدة مخابز بالولاية، إلى النقص الحاد في اليد العاملة المؤهلة في قطاع المخابز، وهو ما ينعكس على استمرارية هذا المرفق الحيوي، وقد دعا إلى ضرورة تشجيع الشباب على الالتحاق بهذه المهن عبر تحسيس ميداني وتكوين تطبيقي فعال.
وأجمع المتدخلون على أهمية المرافقة الإعلامية والتحسيسية في جلب المتربصين، وتحفيز الشباب على التكوين. كما شدد مدير القطاع، السيد “بن يوسف العيورات”، على الدور المحوري الذي يمكن أن تقوم به المساجد في الحملات التحسيسية، باعتبارها فضاءات ذات تأثير مباشر وواسع.
توقيع اتفاقية تعاون جديدة
وفي إطار تعزيز التعاون المؤسساتي، تم توقيع اتفاقية شراكة بين مديرية التكوين والتعليم المهنيين وشركة “TRAVOCOVIA”، بهدف توفير التأطير التطبيقي داخل المؤسسة وتنصيب متمهنين جدد، بما يعزز تكوينهم ويمنحهم مهارات احترافية في الميدان.
اختُتم اللقاء بكلمة للأمين العام للولاية، أكد فيها التزام السلطات المحلية بمرافقة الشباب وتوفير الظروف المناسبة لإدماجهم في سوق العمل، مشيدًا بالشركاء الاقتصاديين والمؤسسات المنخرطة في هذا المسار. واختتم اليوم بوجبة غداء جمعت الحضور في أجواء مهنية إيجابية، عكست روح التعاون والالتزام بدفع عجلة التنمية المحلية.
الهوصاوي لحسن



