
احتفلت ولاية المنيعة بتدشين مرحلةجديدة من التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وذلك بتوزيع مقررات الاستفادة من 1018 وحدة سكنية بصيغة العمومي الإيجاري. لم يكن هذا التوزيع مجرد عملية إدارية، بل كان احتفالا مزدوجا، يجمع بين الفرحة بإيواء مئات العائلات، وبين إحياء الذكرى الـ71 لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 المجيدة.
يُعد هذا التقسيم السكني لـ 1018 وحدة سكنية الأكبر من نوعه في تاريخ ولاية المنيعة على الإطلاق، وهو إنجاز لم يسبق له مثيل منذ عقود، حيث لم تشهد الولاية توزيعا بهذا الحجم في فترة زمنية واحدة، هذه القفزة النوعية تُسجل كنقطة تاريخية مضافة لسجل “مختار بن مالك”، والي ولاية المنيعةالذي وضع إتمام هذا الملف ضمن أولوياته القصوى.
إن تنفيذ مشروع بهذا الحجم يتطلب رؤية استباقية وقدرة على تذليل العقبات الإدارية واللوجستية، تجسدت هذه الرؤية في التوجيهات الصارمة التي أصدرها الوالي لضمان إتمام الأشغال، ليثبت أن الإدارة في المنيعة ملتزمة بتعهداتها تجاه المواطن.
حضور مكثف وتأكيد على الجاهزية التامة
تميزت مراسم التسليم بحضور مكثف ووازن، جسّد التعبئة الشاملة للدولة، حيث سجل الحفل حضور ممثلين عن الأمن الوطني، الدرك الوطني، الحماية المدنية والهيئة التنفيذية للولاية، إلى جانب جموع المستفيدين وعائلاتهم. هذا الحضور يعكس الأهمية القصوى التي توليها السلطات المركزية والمحلية لهذا الحدث الاجتماعي.
وخلال كلمته، طمأن الوالي المستفيدين وأعلن أن هذه السكنات قد تم تزويدها بكل الضروريات الأساسية التي تضمن العيش الكريم، حيث أكد على جاهزية السكنات بشبكات الماء والكهرباء والصرف الصحي، مما يعني أن الوحدات السكنية جاهزة للانتقال بمجرد استلام المفاتيح.في المقابل، شكل “بلعمري يوسف” رئيس الدائرة، نقطة الارتكاز في تفعيل آليات التنفيذ الميداني لقرار الوالي. لقد كان التحدي الأكبر يكمن في ضمان العدالة والشفافية التامة في عملية اختيار المستفيدين وإعداد القوائم النهائية.
يُعد دور رئيس الدائرة حاسما في التنسيق بين مختلف المصالح، وعلى رأسها ديوان الترقية والتسيير العقاري(OPGI)، لضمان تطبيق المعايير القانونية بصرامة، ومحاربة أي محاولة للتجاوزات. هذا التنسيق المُحكم، هو ما سمح بإنجاح عملية التوزيع الهائلة في القطب العمراني الجديد.
تجدر الإشارة، كما أعلن ديوان الترقية والتسيير العقاري، إلى أن عملية تسليم الشهادات جاءت في هذا التوقيت الرمزي، وأن اختيار المستفيدين الذين تسلموا المقررات كان عشوائياً كتمثيل عن الفوج الكامل. أما الإعلان عن بدء تسليم مفاتيح السكنات للمستفيدين، فسيتم الإعلان عنه خلال الأيام القادمة من طرف ديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية المنيعة، لتكتمل الفرحة وينتقل المستفيدون إلى بيوتهم الجديدة التي طال انتظارها.
إن هذا الإنجاز النوعي والتاريخي بولاية المنيعة هو خير دليل على أن تكاثف الجهود، والقيادة الواعية والملتزمة، قادرة على تحقيق طفرات تنموية ملموسة تخدم المواطن وتجسد رؤية الدولة في بناء جزائر جديدة.
الهوصاوي لحسن



