محلي

المنظمة الوطنية للمكفوفين الجزائريين تكسب رهان التعليم بوهران

المكفوفون يفوزون بـ 100% في شهادات الابتدائي، المتوسط والبكالوريا

تمكنت المنظمة الوطنية للمكفوفين الجزائريين من صنع الفارق وتحقيق فوز عريض في قطاع التربية،بعدما كسب منتسبوها من التلاميذ نتائج جيدة في كل شهادات التعليم، انطلاقا من الابتدائي، المتوسط والبكالوريا.

 

حيث أكد “محمد لحوالي”، رئيس المنظمة الوطنية للمكفوفين الجزائريين أن أبناء ولاية وهران من المكفوفين تمكنوا من تحقيق الأهداف المسطرة تحت إشراف إطارات المنظمة والتلاميذ المنضوين لها.

فقد نجح 5 تلاميذ من بينهم ابنتين اجتياز شهادة التعليم الابتدائي، أو ما يسمى بتقييم المكتسبات القبلية، كانت نسبة النجاح 100 بالمائة، يدرسون بمدرسة الأطفال المعاقين بصريا، ببوزفيل بعين الترك بوهران، التي تضم 70 تلميذا، وتسير بنظام الداخلية ونصف الداخلية، صغار المكفوفين من مستغانم، سيدي بلعباس وعين تموشنت، كما حقق تلاميذ الطور المتوسط نجاحا بـ 100بالمائة في شهادة التعليم المتوسط وعددهم 13 تلميذا، بمعدلات تراوحت بين 13,58 و15,47.

وأضاف “لحوالي”، أن شهادة البكالوريا عرفت تسجيل 5 مترشحين من المكفوفين، وقد حصلوا على الشهادة كلهم بمعدلات جيدة صاحب المرتبة الأولى “عبد القادر بن شيخ” بمعدل 15,25 بشعبة آداب ولغات أجنبية، “قليل نسيم” بمعدل 14,22 بشعبة تسيير واقتصاد، هذه الشعبة التي رفع فيها “نسيم” التحدي، كونها تقنية محضة، لما يتلقونه من دروس في مادة المحاسبة العامة والمحاسبة المعمقة والرياضيات وغيرها من المواد التي تحتاج إلى تركيز وتدقيق.

وقد نجح “نسيم” في رفع حاجز النظر معتمدا على ذكائه، تركيزه، وذاكرته، لاسيما وأنه حسب رئيس المنظمة قد عرف رفضا في بداية تمدرسه من الثانوية التي درس بها، عندما سجل أول مرة ليدرس بها، لأنها تخوفت من إعاقته البصرية، وقد حاولت إبعاده بكل قوة وتحويله إلى ثانوية أخرى لكن المنظمة الوطنية للمكفوفين الجزائريين تدخلت وأصرت على أن يتابع دراسته هناك، لأنها قريبة من منزله، وهو ما يخفف عنه عناء التنقل لمسافات طويلة ويريح عائلته، ليدرس بكل ثقة وحزم ويشرف المؤسسة والعائلة والمنظمة، كذلك “خروب عبد المالك” نجح بمعدل 12,37 آداب ولغات أجنبية، بينما “بن عمير وليد” فاز بمعدل 10,43 أدب وفلسفة، إضافة إلى “عبيد رفيق” الذي نجح بـ 10,24 شعبة آداب ولغات أجنبية.

 

الناجحون تلقوا دروس دعم من مكفوفي المنظمة الجامعيين

وفي سياق الحديث عن نجاح تلاميذ المنظمة، في اجتياز مختلف محطات التعليم بتفوق وامتياز، أكد “محمد لحوالي”، أن هؤلاء كانوا يخضعون إلى دروس وجلسات دعم، ينشطها إطارات المنظمة بشكل مجاني.

وأضاف “محمد لحوالي”، رئيس المنظمة الوطنية للمكفوفين الجزائريين، في حديثه إلى يومية “البديل”، أن كل دروس الدعم أشرف عليها إطارات المنظمة الذين تخرجوا من الجامعة أو مازالوا يدرسون، وبشكل مجاني، موضحا أن فقدان البصر لدى الطرفين يساعد على التفاهم ومعرفة نقاط القوة والضعف وتحديد مستوى كل تلميذ، ليتم التكفل به بشكل خاص، حتى يتمكن من استيعاب المعلومات وحسن استغلالها وتوظيفها في الإجابة على الأسئلة وحل التمارين.

كما أردف “لحوالي” أن دعم المنظمة الوطنية للمكفوفين الجزائريين التلاميذ لم يقتصر على دروس الدعم فقط، بل وفرت الأدوات المدرسية اللازمة على غرار لوحات كتابة البراي، أوراق الكتابة…

 

إدراج مكفوفين بمحو الأمية لإدماجهم ضمن التعليم العادي

ولأن البعض من المكفوفين لم يسعفهم الحظ للالتحاق بمدرسة المكفوفين لسبب أو لآخر، فقد تم تسجيلهم بمحو الأمية بالتنسيق مع بالديوان الوطني لمحو الأمية لدى الكبار، في إطار الاتفاقية التي تجمع الطرفين (المنظمة الوطنية للمكفوفين الجزائريين والديوان الوطني لمحو الأمية)، بعدما تم تحيينها في 15 أكتوبر 2024 بمناسبة “العصا البيضاء”، هذه الاتفاقية التي سبق وتم توقيعها في فبراير 2009، حسبما ذكره “لحوالي”.

وأضاف ذات المتحدث، أن هذه السنة عرفت تسجيل عدة أشخاص بمحو الأمية، لمواصلة رفع التحدي، بعدما كان قد سجل في مرحلة سابقة 3أشخاص،تدرجوا وتألقوا وتحرروا من الأمية وحصلوا على شهادة القاعدية، التي أهلتهم للتسجيل في المركز الوطني التعليم عن بعد لمواصلة مسارهم الدراسي، حيث نجحوا وهم اليوم من حملة الشهادات الجامعية.

ميمي قلان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى