الحدث

المنظمة الوطنية لحماية المستهلك بتيارت أطلقت صرخة تحذير

أدوات مدرسية تغزو الأسواق تهدد سلامة الطلاب وتعليمهم

تشهد الأسواق المحلية انتشارا واسعا لأدوات مدرسية مصممة بأشكال ملفتة، لكنها تحمل في طياتها مخاطر جدية على صحة الأطفال وعلى مستقبلهم الدراسي، وقد أطلقت المنظمة الوطنية لحماية المستهلك صرخة تحذير من هذه المنتجات التي تغزو الأسواق دون ضوابط كافية.

 

وفي هذا الصدد، أكد السيد “سي مرابط مولاي”، الأمين الولائي للمنظمة، أن “أسواقنا اليوم غمرتها أنواع كثيرة من الأدوات المدرسية التي تشكل خطرا على أطفالنا وتلاميذنا سواء من حيث الشكل أو المضمون”.  كما كشفت المراقبة الميدانية عن وجود منتجات صادمة منها ممحاة مصنوعة على هيئة علبة سجائر، إضافة إلى عبوات غراء تحاكي في تصميمها زجاجات المشروبات الكحولية، بينما تحتوي مواد التلوين والأدوات الأخرى على مكونات كيميائية لا تلتزم بالمعايير الصحية المطلوبة.

من جهة أخرى، تطرح هذه الظاهرة تحديات تربوية خطيرة داخل الفصول الدراسية، إذ تؤكد السيدة “مكي دعاء” عضو المنظمة أن التصاميم الزاهية التي تشبه الألعاب والشخصيات الكرتونية تتحول إلى مصادر إلهاء دائمة للطلاب، وبالتالي يجد المعلمون أنفسهم في مواجهة معضلة حقيقية، حيث “ينشغل التلميذ بأدواته أكثر من انشغاله بالدروس”، كما يشير التقرير. هذا الأمر يعرقل سير العملية التعليمية ويحول دون تحقيق الأهداف التربوية المنشودة.

علاوة على ذلك، تبرز مسؤولية الأولياء كعامل حاسم في مواجهة هذه التحديات، فالأطفال الصغار ينجذبون بشكل طبيعي للألوان البراقة والأشكال المميزة، دون إدراك للعواقب المحتملة. لذلك يتوجب على الآباء والأمهات عدم ترك حرية الاختيار للطفل وحده، بل اتخاذ قرار مدروس يراعي سلامة الطفل ومصلحته الدراسية. وفي السياق ذاته، تتضاعف المخاطر الجسدية لبعض هذه المنتجات التي قد تحتوي على حواف حادة أو مكونات قابلة للكسر، هذا الوضع يستدعي تدخلا عاجلا من الجهات المختصة لوضع ضوابط صارمة على استيراد وتسويق هذه المنتجات.

كذلك، تتطلب هذه المعضلة المتنامية تعاونا مشتركا بين مختلف الأطراف المعنية. فمن ناحية، يجب على السلطات الرقابية تشديد الرقابة على الاسواق ومنع دخول المنتجات المخالفة للمعايير. ومن ناحية أخرى، ينبغي للأولياء توخي الحذر والحكمة عند شراء المستلزمات المدرسية لأبنائهم.

وبناء عليه، تدعو المنظمة الوطنية لحماية المستهلك إلى ضرورة اليقظة المضاعفة خلال موسم الدخول المدرسي، إذ إن حماية الأطفال من هذه المنتجات المضرة تتطلب جهدا جماعيا يشمل الأسرة والمدرسة والمجتمع ككل. وفي الختام، تمثل هذه القضية تحديا حقيقيا يتطلب حلولا سريعة وفعالة، فالهدف الأساسي يجب أن يبقى توفير بيئة تعليمية آمنة وصحية، تساعد الطلاب على التركيز والتحصيل الدراسي بدلا من تشتيت انتباههم بأدوات قد تضر بصحتهم ومستقبلهم التعليمي.

ج.غزالي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى