واصل المنتخب الجزائري حصد النتائج الإيجابية وكسر الأرقام القياسية، منذ تولي المدير الفني، “فلاديمير بيتكوفيتش”، قيادته خلفا للمدرب السابق، “جمال بلماضي”، بعد أن سجل فوزا جديدا كبيرا على منتخب توغو بنتيجة 05 أهداف لهدف، في الجولة الـ03 من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025.
ورفع المحاربين رصيدهم إلى 9 نقاط في المجموعة الخامسة من 03 انتصارات حققها تباعا أمام غينيا الاستوائية وليبيريا وأخيرا توغو. ويحل المنتخب الجزائري (الإثنين المقبل) ضيفا على منافسه الطوغو لحساب الجولة الـ04 من تصفيات النسخة المقبلة للمسابقة الأبرز في القارة، في وقت فشل نجم الأهلي السعودي مجددا في فك عقدة عدم التسجيل في المباريات الرسمية للمنتخب الوطني المتواصلة منذ 18 شهرا.
ومنذ المواجهة أمام النيجر ضمن تصفيات كأس أمم إفريقيا 2023، عجز النجم الأسبق لمانشستر سيتي عن تسجيل أي هدف في مباريات “الخضر” الرسمية. يذكر أن رياض محرز يملك في سجله 95 مباراة مع منتخب الجزائر، أسهم خلالها في 71 هدفا ما بين صناعة وتسجيل، وعكس محرز تألق نجم نادي أولمبيك ليون سعيد برحمة وكان له نصيب هدفين من خماسية الانتصار التي فاز بها المنتخب الجزائري على نظيره الطوغولي، برسم الجولة الثانية من تصفيات “كان” 2025، وحصد بن رحمة إشادة المدرب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش وثناء فئة واسعة من الجماهير الجزائرية، بعد توهجه اللافت في المباراة، فيما استغل من جانبه الحارس ألكسيس قندوز فرصته كاملة وباقتدار لحراسة مرمى “الخضر” خلفا لأنتوني ماندريا الذي غاب لأسباب شخصية.
نجم بيرسيبوليس الإيراني شارك في أول مباراة له بقميص “محاربي الصحراء”، بعد أن خاض العام الماضي 5 مباريات ضمن بطولة أمم إفريقيا للمحليين لم يستقبل خلالها أي هدف، يذكر أن قندوز بدأ مسيرته الكروية في فرنسا من بوابة نادي سانت إيتيان، قبل أن ينشط في الدوري الجزائري تباعا مع اتحاد العاصمة وشباب بلوزداد. ومن جهته، دشن اللاعب الواعد ابراهيم مازة ظهوره الأول مع منتخب الجزائر، حيث منحه المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش فرصة اللعب في الدقيقة الأخيرة من المباراة.
وسبق لإبراهيم مازا أن مثل معظم منتخبات ألمانيا للفئات السنية، قبل أن يقوم مؤخرا بتغيير جنسيته الكروية إلى جزائرية، ويعتبر مازا أحد أبرز الواعدة في ألمانيا وتم ربط اسمه بعدة فرق كبرى في ألمانيا تتطلع للتعاقد معه خلال فترة الانتقالات الصيفية لعام 2025.
بيتكوفيتش يحقق معدل تهديفي قياسي
من جانب آخر، نجح المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش في إعادة الروح لمنتخب الجزائر بعد صدمة الخروج من دور المجموعات في كأس أمم إفريقيا الأخيرة، فالمدرب الأسبق للاتسيو الإيطالي تولى مهمة تدريب “محاربي الصحراء” في شهر فبراير الماضي خلفا لجمال بلماضي، ويمتد عقده مع الاتحاد الجزائري لكرة القدم حتى عام 2026.
وبعد بداية صعبة، نجح فلاديمير بيتكوفيتش في ترك بصمته مع المنتخب الجزائري، بتحقيق بعض الأرقام المبهرة التي حققها في مبارياته الـ7 الأولى على رأس القيادة الفنية للخضر. وسجل بطل إفريقيا في مناسبتين مع المدرب السويسري 19 هدفا خلال المباريات الـ7 التي خاضها بمختلف المسابقات، المتمثلة في الدورة الدولية الودية للفيفا وتصفيات كأس العالم 2026 وتصفيات أمم إفريقيا 2025.
وبلغ المعدل التهديفي للمنتخب الجزائري 2.71 هدفا في المباراة الواحدة، وهو معدل قياسي لم يسبق أن حققه مع أي مدرب سابق على الأقل خلال القرن الحالي.
معدل نقاط مرتفع
كما فاز المنتخب الجزائري “نسخة ” بيتكوفيتش بـ5 مباريات من أصل 7 خاضها، بجانب تعادله في مباراة واحدة وخسارته أخرى تحديدا أمام غينيا في تصفيات المونديال، وبلغ معدل النقاط التي حصدها الخضر مع المدرب السويسري 2.28 نقطة في المباراة، وهو أيضا معدل مرتفع للغاية، كما نجح المحاربين في مرحلة ما بعد بلماضي، في تسجيل 19 هدفا من 7 مباريات، فيما اهتزت شباكه بـ9 أهداف.
ووصل فارق الأهداف إلى (+10)، ولو أنه كان بإمكانه أن يكون أكبر لولا الأهداف الـ5 التي تلقاها “الخضر”، خلال المواجهتين الوديتين أمام بوليفيا وجنوب إفريقيا في شهر مارس الماضي.
طرق لعب متنوعة
وأظهر المدرب المنحدر من أصول بوسنية مرونة تكتيكية في مستهل مغامرته على رأس “محاربي الصحراء”، وهو ما انعكس إيجابيا على النتائج المحققة في مختلف المسابقات، واعتمد فلاديمير بيتكوفيتش على 4 طرق لعب مع منتخب الجزائر، وهي 4-4-2 و4-2-3-1 بجانب 4-3-3 وأيضا 3-4-3، وفاز المنتخب الجزائري على نظيره الطوغولي بـ05 أهداف مقابل هدف واحد في الجولة الثالثة من تصفيات كأس أمم إفريقيا، “حفلة الأهداف” استمرت في الشوط الثاني، حيث سجل كل من بن رحمة وعوار وغويري وعمورة.
وافتتح المنتخب الطوغولي باب التسجيل مبكرًا في الشوط الأول، حيث باغت اللاعب كيليجي حارس “الخضر” في الدقيقة 11، بعد خطأ من مدافع المنتخب الجزائري أمين توغاي. اللاعب سعيد بن رحمة كان سريعًا في الأخذ في الثأر لفريقه، وسجل هدافا من مسافة بعيدة، بقذفة في الزاوية التسعين، هز بها شباك الحراس الطوغولي في الدقيقة 29.
حفلة الأهداف استمرت في الشوط الثاني، حيث أضاف اللاعب بن رحمة هدفًا آخر، وسجّل كل من حسام عوار وأمين غويري ومحمد الأمين عمورة هدفًا لكل منهما، لتنتهي المباراة بنتيجة ثقيلة لصالح محاربي الصحراء.
أرقام :
ـ فوز رابع على التوالي لمنتخبنا الوطني والخامس لبيتكوفيتش في 7 مباريات (+ تعادل وهزبمة).
ـ لأول مرة تصل الجزائر إلى الشباك 5 مرات على الأقل في مباراة رسمية منذ 3 سنوات يوم فزنا على النيجر 6-1 في البليدة خلال أكتوبر 2021 (لعبنا بعدها 25 مباراة رسمية).
ـ لأول مرة يسجل “الخضر” 4 أهداف على الأقل في الشوط الثاني منذ المباراة المذكورة كذلك (سلجنا يومها 5 في المرحلة الثانية).
ـ وصلنا مع المدرب الجديد إلى 19 هدفا (منها 14 في الأشواط الثانية) في 7 مباريات مع تلقي 9 أهداف.
ـ وصل منتخبنا إلى المباراة رقم 17 تواليا دون هزيمة في تصفيات كأس إفريقيا (13 فوزا و4 تعادلات).. آخر خسارة كانت في البنين في أكتوبر 2018.
ـ لأول مرة يسجل بن رحمة ثنائية بعد 31 مباراة دولية رافعا رصيده إلى 4 أهداف (سجل اليوم نفس عدد الأهداف التي سجلها في 30 مباراة سابقة).
ـ عوار يسجل للمباراة الثالثة تواليا (أوغندا، غينيا الاستوائية والطوغو) رافعا رصيده إلى 5 أهداف في 13 مباراة دولية.
ـ سجل غويري بدوره للمباراة الثالثة تواليا (غينيا الاستوائية، ليبيريا والطوغو) موقعا هدفه الدولي الرابع في مباراته التاسعة مع “الخضر”.
ـ عمورة يجدد العهد مع الشباك بعد صيامه دولي دام سنة تقريبا (منذ هدفه في ودية الرأس الأخضر يوم 12 أكتوبر 2023 التي انتهت بنفس نتيجة اليوم) موقعا سابع أهدافه الدولية في 27 ظهور بقميص “الخضر”.
– لاعبان دشنا اليوم أول مشاركة دولية لهما وهما الحارس قندوز والشاب مازة الذي قام بتمريرة مفتاحية رائعة في أول كرة يلمسها مع “الخضر”.
– دخل مازة في قائمة “التوب 10” لأصغر اللاعبين الذين سجلوا ظهورهم الأول مع “الخضر” (18 سنة، 10 أشهر و16 يوما) ويتعداه فقط كل من شريف الوزاني، بوعناني، مدان، لعزيزي، بن جاب الله دراجي، بتروني، بن ناصر وقديورة ناصر.
ـ لأول مرة يسجل “الخضر” خماسية بملعب عنابة في المباراة رقم 29 بملعب 19 ماي 1956، وقد سجل منتخبنا بهذا الملعب 57 هدفا مع تلقي 26 هدفا وحققوا فيه الفوز رقم 17 مقابل 9 تعادلات و3 هزائم منها هزيمة رسمية واحدة أمام الغابون في 2004.
م/شريف
