
تعد المملكة المتحدة واحدة من الدول الرائدة عالميًا في مجال الرقمنة، حيث شهدت تحولًا كبيرًا نحو الاقتصاد الرقمي خلال العقود الماضية. بفضل السياسات الحكومية الداعمة والابتكار المستمر في القطاع التكنولوجي، أصبحت المملكة المتحدة نموذجًا يحتذى به في مجال الرقمنة،البنية التحتية المتطورة ساهمت البنية التحتية المتطورة للاتصالات في تعزيز مكانة المملكة المتحدة كقوة رقمية. تتمتع البلاد بشبكة إنترنت عالية السرعة تغطي معظم أنحاء البلاد، بالإضافة إلى انتشار واسع لتكنولوجيا الجيل الخامس هذا التطور في البنية التحتية أتاح للشركات والأفراد الاستفادة من الخدمات
الرقمية بشكل فعال وسريع، مما ساهم في نمو الاقتصاد الرقمي،البيئة القانونية والتنظيمية الداعمة اتخذت الحكومة البريطانية خطوات كبيرة لتهيئة بيئة قانونية وتنظيمية تسهم في تعزيز الرقمنة من خلال وضع قوانين تحمي البيانات الشخصية وتشجع الابتكار، مثل قانون حماية البيانات العامة تمكنت المملكة المتحدة من بناء ثقة المستخدمين في الخدمات الرقمية،كما دعمت الحكومة الابتكار من خلال سياسات تحفيزية للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، مما أدى إلى ازدهار قطاع التكنولوجيا المالية وغيره من القطاعات الرقمية،الابتكار في القطاع التكنولوجي تعد المملكة المتحدة موطنًا لعدد كبير من الشركات الناشئة والمبتكرة في مجال التكنولوجيا. تمتلك لندن، على وجه الخصوص، بيئة حاضنة للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، حيث تتوفر الموارد المالية والبشرية اللازمة لدعم الابتكار. تبرز الشركات البريطانية في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا المالية، وإنترنت الأشياء، مما يعزز من مكانة البلاد كقوة رائدة في مجال الرقمنة،التعليم والتدريب الرقمي أولت الحكومة البريطانية اهتمامًا كبيرًا لتطوير المهارات الرقمية لدى المواطنين. من خلال برامج تعليمية متخصصة ومبادرات تدريبية، تم تجهيز الأجيال الشابة بالمهارات اللازمة للعمل في الاقتصاد الرقمي. تعتبر الجامعات البريطانية من بين الأفضل عالميًا في مجال التكنولوجيا والمعلوماتية، حيث تخرج أعدادًا كبيرة من المهندسين والمبرمجين ذوي الكفاءة العالية،التأثير الاجتماعي والاقتصادي للرقمنة ساهمت الرقمنة في تحسين جودة الحياة في المملكة المتحدة من خلال تسهيل الوصول إلى الخدمات العامة والخاصة. أصبحت الخدمات الصحية، والتعليمية، والمالية أكثر كفاءة وسهولة في الوصول بفضل التحول الرقمي. من الناحية الاقتصادية، أسهمت الرقمنة في خلق فرص عمل جديدة وزيادة الإنتاجية، مما عزز النمو الاقتصادي في البلاد، مستقبل الرقمنة في المملكة المتحدةتنظر المملكة المتحدة إلى المستقبل بعين التفاؤل فيما يخص الرقمنة. تستمر الحكومة في الاستثمار في البنية التحتية الرقمية وتطوير السياسات الداعمة للابتكار. كما تسعى البلاد إلى تعزيز مكانتها كقوة رائدة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات، مما يمهد الطريق لمزيد من التقدم والازدهار في العصر الرقمي،في الختام، يمكن القول إن المملكة المتحدة قد نجحت في تحقيق تحول رقمي شامل بفضل البنية التحتية المتطورة، والبيئة القانونية والتنظيمية الداعمة، والابتكار في القطاع التكنولوجي، والتعليم والتدريب الرقمي. ومع استمرار هذه الجهود، من المتوقع أن تظل المملكة المتحدة في طليعة الدول الرائدة في مجال الرقمنة، مما يعزز من مكانتها الاقتصادية والاجتماعية على الساحة العالمية.
بقلم:جلال يياوي