
تزامنا مع الحملة التحسيسية والتوعوية التي نظمها المكتب الولائي لاتحاد التجار والحرفيين لولاية معسكر الخاصة بتوعية أصحاب المحلات التجارية بدون استثناء، وكذا المواطنين بعدم رمي الكرتون والنفايات العشوائية في الأماكن العمومية والمحلات والإدارات والمؤسسات وحتى قرب المنازل.
جريدة “البديل” قامت بهذا الروبورتاج لتوعية المواطن وكذا أصحاب المحلات التجارية.
ظاهرة الرمي العشوائي للنفايات سلوك غير حضاري يشوه وجه المدينة
أصبحت ظاهرة الرمي العشوائي للنفايات مهما كان نوعها، تشوه الوجه الحضري للأحياء الراقية، وتجاوزت هذه السلوكات غير حضارية، حدود السيطرة رغم المجهودات المبذولة من قبل رجال النظافة وسهرهم على تنظيف الأحياء والأماكن العمومية.
وتعتبر النفايات العشوائية ظاهرة سيئة الطباع قبيحة العواقب مسببها المواطن نفسه، فأين يكمن الخلل وما هو الحل وهل نملك ثقافة نظافة المحيط أم لا؟ المسؤولية هي مسؤولية الجميع وحلقتها تبدأ من المواطن وتنتهي عنده.
معا ضد الرمي العشوائي للنفايات
يكشف تشخيص “الرمي العشوائي” في الإنسان الحديث عن ظاهرة مُزعجة، هذا المصطلح الذي يخفي وراءه واقعا يفضل الكثيرون تجنبه، وذلك حين يعمد الأفراد إلى رمي النفايات من نافذة سيارتهم أثناء التنقل، أو التخلص من فضلاتهم في الطريق العام حتى بوجود صناديق قمامة قريبة، فهل هم على علم بتداعيات هذه السلوكيات غير المتحضرة على الصحة العامة والبيئة؟ هذا السلوك الذي يُلاحظ على الأحياء وقرب المحلات ينعكس أيضا على مستوى المدن، حيث تصبح نوافذ وشرفات المنازل أيضا نقاطًا للرمي العشوائي.
رمي النفايات عشوائيا، مشكلة حقيقية للتخلص من القمامة
مناديل ومنشورات، علب الصودا وأكياس بلاستيكية، كراتين وعلب بيتزا، بقايا وجبات وأعقاب سجائر والمزيد. في حين، يُعتبر البعض تلويث البيئة أمرا غير مقبول تماما، ينظر آخرون إلى رمي النفايات في الطبيعة كسلوك تقليدي يأتي تلقائيًا بدون تفكير، كما يبدو أن “الرماة العشوائيين” يشملون عددا كبيرا من الجزائريين، وهذا النوع من السلوك يظهر بوضوح عادة رمي النفايات عبر نافذة السيارة أو في الشارع أو في المنزل أو في العمل أو حتى في المدرسة.
رئيس المكتب الولائي للتجار والحرفيين السيد “بوصبيع مصطفى”
كلنا نعرف بأن المواطن بالدرجة الأولى هو المسؤول الوحيد على محيطه والمكان الذي يعمل فيه والذي يعيش فيه. وعليه، نحن نعمل كل ما بوسعنا مع اللجوء إلى المديريات المعنية كمديرية البيئة ومركز الردم ومؤسسة النظافة للعمل معهم بالتنسيق، للخروج بهدف واحد يهم المصلحة العامة للمواطن، بحيث نقوم ببرمجة أيام تحسيسية وتوعوية وحتى تكوينية إن أمكن لتبليغ وحث المواطن على المحافظة على المحيط والنظافة المستمرة وتجنب الرمي العشوائي للنفايات بالفعل الحملات التي نظمت وخاصة مع فئة التجار، وهذا لتحسيسهم بجمع النفايات الكرتونية خاصة، والتي أصبحت تشكل عائقا على شاحنات جمع النفايات.
مع العلم أن مديرية البيئة بالتنسيق مع المكتب الولائي للتجار والحرفيين ومركز الردم بولاية معسكر، دعت التجار وأصحاب المحلات والمواطنين إلى تفادي السلوكيات السلبية التي من شانها الإضرار بمحيطهم وعلى رأسها الرمي العشوائي للنفايات، واحترام مواقيت إخراجها وفي أماكنها المخصصة، وعدم رمي القمامة على حواف الطرقات والشوارع والتنزه والراحة ووضعها في أماكنها المخصصة لها.
كما دعت التجار وأصحاب المحلات إلى تسهيل عمل أعوان النظافة، مؤكدة على ضرورة تغيير الذهنيات، حيث إن نظافة المحيط لا تقتصر فقط على عمال النظافة. وحثت أيضا على تشجيع المبادرات عبر الأحياء، والتنسيق مع المصالح المختصة عند تنظيف الأحياء لاستعمال التقنيات المعمول بها.
السيد “سجال بوعلام” عضو ولائي بالاتحاد العام للتجار والحرفيين
من بين الأسباب التي تفسر هذا الفعل، هو الحاجة إلى التخلص مما يثقل علينا، فمثلا تكون زجاجة الماء مفيدة فقط عندما تكون ممتلئة، وبمجرد أن تفرغ، تصبح عبئا بسرعة وتمثل شيئا يجب التخلص منه على الفور، ولسوء الحظ، لا تكون الصناديق الصغيرة للنفايات دائما على مقربة منا، وبالتالي يصبح رمي النفايات على الأرض حلاً سهلاً.
يضاف إلى ذلك، ظاهرة التنصل من المسؤولية تحت إطار إذا فعل الآخرون ذلك، فليس بالأمر السيئ بل عاديا، فيما نعتقد أن عمال النظافة سيكونون هنا للتنظيف، ويغذي هذا النوع من التفكير دائرة مفرغة من التلوث، فكلما كان المكان أكثر قذارة، كلما كان الأفراد أقل اهتماما به. وقبل أن نقوم برمي النفايات يحب أن نفكر في الإنسان الذي يقوم بالنظافة، وهو عامل النظافة الذي يسهر على نظافة المحيط نقول باختصار الرمي العشوائي إهمال مدمر.
السيد “بن بكار الطيب” المدير العام للمؤسسة لتسيير مراكز الردم
إن المؤسسة تقوم بجمع هذه النفايات الكرتونية عن طريق الشاحنة والخروج في أوقات معينة، محددة من الثامنة مساء إلى غاية منتصف الليل، وعلى أصحاب المحلات احترام مواقيت إخراجها، ولتسهيل العملية ـ يضيف ـ “أرجو منهم فتح الكراتين وتوضيبها من أجل جمع أكثر عدد ممكن لكون هذه الأخيرة توجه مباشرة إلى مركز تجميع النفايات القابلة للرسكلة المتواجد بحي المحطة ببلدية معسكر من أجل إعادة توضيبها وإعطائها شكل آخر وتأمينها كمداخيل ثانوية للمؤسسة”.
السيدة “خلاف خيرة” ممثلة مديرية البيئة
سعيا منا للحد من هذه التصرفات والسلوكيات السلبية التي تنافي عاداتنا وتقاليد ديننا السمحة ومصداقا لقوله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ “وقوله صلى الله عليه وسلم)، إن من السرف أن تأكل كل ما اشتهيت.
وبغرض تحسيس وتوعية المواطن بمسؤوليته تجاه بيئته والمحيط الذي يعيش فيه، فإننا نوصي بعدم الرمي العشوائي للقمامة واحترام مواقيت إخراجها وفي أماكنها المخصصة، عدم رمي القمامة على حواف الطرقات والشوارع، عدم الرمي العشوائي للنفايات في فضاءات الاستجمام والتنزه والراحة ووضعها في أماكنها المخصصة لها، تسهيل عمل أعوان النظافة، تغيير الذهنية بأن نظافة المحيط لا تقتصر فقط على عمال النظافة، وتشجيع المبادرات عبر الأحياء، وتوجيه فكر المواطن أن نظافة وحماية البيئة مسؤولية الجميع التنسيق مع المصالح المختصة عند تنظيف الأحياء لاستعمال التقنيات المعمول بها .
النفايات والقمامة، أوكار للأمراض
تمثل مكبات النفايات فقط تلوثًا للبيئة، بل هي بشكل أساسي مصدر متنوع للأمراض من بينها الملاريا والتسمم الغذائي، حمى التيفوئيد والكوليرا، وغيرها الكثير من الأمراض الأخرى.
إن تراكم النفايات المنزلية في المدينة، على طرقنا وفي بيئتنا، بغض النظر عن السبب، يؤدي إلى ضرر على الصحة، ويمكن أن تعزز هذه التراكمات انتشار الجراثيم والطفيليات وغيرها من وسائل انتقال الأمراض يؤدي التعفن إلى حدوث روائح كريهة وأبخرة مهيجة قد تسبب ردود فعل تحسسية أو حتى التهاب رئوي، فعند التعفن، تطلق النفايات المنزلية غازات سامة مثل كبريتيد الهيدروجين، والميثان، وثاني أكسيد الكربون.
آثارها على صحة الأطفال
كشفت الدراسات الحديثة أن مكبات النفايات متورطة في حدوث تشوهات جينية وراثية لدى الأطفال المولودين من الآباء والأمهات الذين يعيشون على بعد أقل من 3 كيلومترات من الموقع، لذلك من المهم التذكير بأنه وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يؤدي كل عام تلوث البيئة إلى وفاة 3 ملايين طفل في العالم.
قل لا للرمي العشوائي
أمام هذا التقدير المثير للقلق، لا يزال بإمكاننا التصرف للتخلص من هذه الظاهرة الخطيرة، حيث يمكن اعتماد عدة سلوكيات “مسؤولة” مثل عدم رمي أي شيء من نوافذ السيارات، حتى لو كانت “فقط” نفايات عضوية مثل قشر الفاكهة خذ قليلا من الوقت وتوقف للتخلص من النفايات في الأماكن المخصصة، لذلك إذا لم تكن قادرا على رمي نفايتك في سلة المهملات، فاحتفظ بها في حقيبتك أو جيبك، أين ستنساها بسرعة وستتاح لك الفرصة للتخلص منها بمجرد وصولك إلى المنزل، تجنب المواد والأشياء القابلة للتصرف، اشتري المنتجات بالجملة بدلاً من المنتجات المعبأة بشكل فردي أو بأحجام فردية، قم بإعادة تأهيل المساحات العامة (تنظيف، إزالة النفايات) في أوقات الفراغ، سواء كان ذلك على الطريق العام أو خارجه، في منطقة عامة أو على موقع خاص.
وعليه، فإن جميع النفايات ليست لها نفس الخصائص، فبعضها أكثر خطورة من غيرها، لذلك يجب عدم رميها عشوائيا. بالنسبة للبعض، يجب معالجة المشاكل التي يسببها التخلص من النفايات في مجملها، ليس فقط من خلال حملات التوعية، ولكن أيضا من خلال تطبيق العقوبات على المخالفين.
مختار سلطاني