
تشكل المكالمات الهاتفية المجهولة وحتى الرسائل المختصرة ظاهرة جديدة في ظل العولمة، حيث حدث مع الكثير منا أن رنّ هاتفه من شخص الهوية لأغراض له سوى المكالمة وتمضية الوقت، المهم أن يكون المتكلمان من جنسين مختلفين.
قد تستمر المكالمة أو تنقطع وفقا لرغبة كل واحد منهما، أحيانا قد تثمر هذه المكالمة على علاقة بينهما وقد تعشق الأذن الشخص الآخر دون أن ترا ه العين، لكن هذا لا يمنع من وجود مداعبات هاتفية عبارة عن مغامرات غالبا ما تكون عواقبها وخيمة وقد ازدادت ظاهرة المكالمات الهاتفية بشكل جنوني بعد أن أصبح الهاتف النقال في متناول الجميع.
عشقت الأذن قبل ا لعين وكان ختامها زواجا
لم يخطئ الشاعر العباسي (بشار بن برد) حين قالها، لأنه كان ضريرا لكن هناك من عشقت أذنه رغم أنه سليم النظر، ومن هؤلاء (أحمد) شاب في مقتبل العمر عامل بإحدى الشركات الخاصة ربط الخط بينه وبين فتاة أسفرت علاقتهما بعد خمسة أشهر عن ميلاد اللقاء بينهما وتكررت المواعيد بينهما وتوطدت الصلة أكثر من ذي قبل. أصل القصة أن (أحمد) كان ينوي فقط الاتصال بأحد أقاربه لكنه أخطأ في الرقم ورد عليه صوت أنثوي رخيم سلب فكره، وكانت نبرات صوتها عذبة مما دفع به الاتصال مجددا، لكن هذه المرة قصد التقرب منها ومعرفتها أكثر بعد أن ترك صوتها أثرا بالغا في نفسه وانطبع في ذاكرته انطباعا حيث أكد لنا أن هذا الخطأ كان أكبر هدية يزفها له ا لقدر.
هروبا من الملل جربت التسلية بالهاتف
من جهتها الأنسة (نسيمة) الماكثة في البيت تقول بأنّ عملها في المنزل يلهيها كثيرا في الصباح، أما بعد الظهر فلا تجد شيئا تقوم به سوى مشاهدة القنوات الفضائية، لكنها ذات يوم لجأت إلى الهاتف قصد التسلي رغم علمها المسبق بأنها مجازفة مفتوحة على كل الاحتمالات كما أنها وسيلة سيئة تزعج الناس، ولكنها تعرفت على العديد من الشباب دون أن يتعلق قلبها بأحد منهم، لكنها مع مرور الأيام سمعت صوتا شجيا ذابت في نغمته للوهلة الأولى، فتمسكت بالرقم الذي استعملته عشوائيا، ومن يومها وهي تعيد ا لكرّة وتؤكد أنها في اتصال دائم معه مدة ثلاثة أشهر وشعرت في قرارة نفسها برباط متين يشدها إليه، ونفس الإحساس اعترف به لها وأصبح كلامهما ينتظر الفرصة المناسبة ليتم اللقاء بينهما لأول مرة.
تتحاشى الخوض في مغامرة مع مجهولين
إذا كان هناك من يؤمن بالحب من خلال الهاتف، فهناك من يعتبر ذلك مزاجا بحيث يمكن لشاب مرح إمساك سماعة الهاتف ويمزح مع بعض الفتيات طالبا المغامرة دون أن يتمسك بواحدة حتى لا تطول العلاقة بينهما وذلك بدافع الرغبة في قتل الوقت لا غير، خاصة إذا كان عاطلا عن العمل، بحيث يبقى الهاتف ملاذه الوحيد ومثال على ذلك الآنسة (نادية)، التي تعرف كل هذا وأكدت لنا بأنها غير متزوجة، لكن حين ترفع هاتفها النقال ويجيبها صوت رجل أو شاب متوددا إليها بسبيل من الحجج فإنها تردّ عليه بأدب وتخبره بأنها سيدة متزوجة ولديها أطفال قصد وضع حد لتلك المكالمة وحتى لا يعيد الاتصال بها مرة أخرى بعد أن يعتذر لها. وقالت أنها بهذه الطريقة تربح وقتها وهدوء أعصابها لأنها متأكدة لو واصلت حديثها معه حتما لن يقودها إلى بر الأمان.
عاهدت نفسها عدم تكرار التجربة
من جهتها الآنسة (فايزة) لم تكن محظوظة في علاقتها العاطفية عبر الهاتف وبنبرة امتزجت فيها الضحكات بالحسرة راحت تسرد حكايتها قائلة بأنها لا تؤمن بعلاقة حب يكون منبعها الهاتف، لكن حدث معها موقفا طريفا ذات صباح في بيتها حين رن الهاتف وأسرعت للرد عليه وكان المتكلم شخصا مجهولا لديها وعرضة لتلك المكالمة هو إقامة علاقة من باب التعرف، في البداية نهرته ولقنته درسا لا ينساه في الأخلاق لكنه صمم على إعادة الكرة مرة أخرى وثالثة، ولما وجدته متمسكا بها أثرت التجربة ودخلت عالمها من الباب الواسع، وما هي سوى أياما متواصلة حتى جمعت بينهما صلة قوية، وتمكن الشاب من معرفة أدق التفاصيل عنها وعرفت بدورها الكثير من الخصوصيات لكن لما نفذ صبرها لمحت له بضرورة اللقاء معه ففهم قصدها وأعطى لها موعدا لوضع النقاط على الحروف لكنها تفاجأت في اليوم الموعود أن الشاب الرقيق الصوت كان عجوزا جاوز الستين عاما وهيأته لا تسر الناظرين وله ملامحا لا يرتاح لها المرء، فكان اللقاء بينهما مقتضبا وعلى مضض ومن يومها لم يراها مرة أخرى ولم ترد على مكالمته الهاتفية، بل عاهدت نفسها ألا تكرر نفس الخطأ مستقبلا، واحد اكتشف أنها متزوجة والثاني كاد يطلق زوجته.
صديقه وجد نفسه في ورطة كبيرة
أما (عمر) طالب جامعي صرح لنا بأنه لا يرد أبدا على المكالمات الهاتفية المجهولة لأن أصحابها نواياهم غير صادقة بل هدفهم التسلية وتمضية الوقت وملأ فراغهم، ولكنه قال لنا أيضا أن صديقه وقع في ورطة كبيرة حين ارتبط عاطفيا مع امرأة عبر الهاتف واجعت أنها عزباء لكنها في الحقيقة كانت متزوجة، وتفاجأ حين اتصل به زوجها وهدده بأنه سيبحث عنه ويصفي حساباته معه. كما سرد لنا قصة صديق آخر له كان متزوجا وارتبط عاطفيا عبر الهاتف بامرأة مطلقة وكاد أن يخرب بيته بيديه لولا تدخل العقلاء الذين أعادوه إلى جادة الصواب وأعادوا زوجته إليه ثم وعدها بقطع كل صلة مع المطلقة.
هشام رمزي