
شهد مركز المؤتمرات بوهرانفي الفترة الممتدة من 18 إلى 20 سبتمبر 2025 تنظيم الطبعة الثانية من المعرض الدولي لطب الأسنان “MDEX”،الذي جمع مختلف الفاعلين في قطاع طب الأسنان من داخل الجزائر وخارجها، في تظاهرة علمية وتجارية كبرى تميزت بتنظيم محكم وثراء في المحتوى.
حيث سجلت هذه الطبعة حضورا مميزا للنوادي الطلابية الجامعية، التي أصبحت اليوم تمثل شريكا فاعلا في مثل هذه الفعاليات وتؤدي دورا مهمًا في الربط بين التكوين الأكاديمي والممارسة المهنية.
النوادي الطلابية الجامعية شريك علمي وثقافي
في قلب فعاليات ” MDEX “،حضرت النوادي العلمية الجامعية بقوة من خلال أجنحتها وورشاتها وتفاعل أعضائها مع الزوار، وقد عبّر “زياني ربيع” طالب سنة خامسة طب ورئيس نادي “ابن سينا”، عن فخره بمشاركة ناديه في هذه التظاهرة للمرة الثانية، مؤكدًا أن المعرض يمثل فرصة مميزة للتكوين والاحتكاك بعالم المهنيين، مضيفًا أن نادي “ابن سينا”، وهو نادي علمي وثقافي تطوعي تابع لكلية الطب بجامعة وهران، يضم طلبة من مختلف التخصصات الطبية كالصيدلة والطب وطب الأسنان، يعمل على خلق فضاءات للتعلم والتبادل العلمي بين الطلبة، مشيرا إلى أن الطبعة الثانية من المعرض، شهدت تطورا ملحوظا سواء من ناحية التنظيم أو من حيث جودة العتاد الطبي المعروض، والدورات التكوينية المقدمة.
من جهته، صرح الطالب “بن خطاب حمزة”، وهو طالب سنة رابعة في طب الأسنان وعضو في نادي “إنسان”، أن الصالون شكّل إضافة حقيقية له ولزملائه الطلبة، حيث سمح لهم بالتعرف على أحدث الأجهزة والتقنيات المستعملة في طب الأسنان، مشيرًا إلى أهمية مثل هذه الفعاليات في دعم التكوين الجامعي وربطه بالواقع المهني، متمنيًا أن تصبح هذه المبادرات تقليدًا سنويًا لما لها من فائدة علمية ومهنية كبيرة.
نادي “لايت” وجسر التواصل مع فئة الصم
تميزت فعاليات المعرض كذلك بحضور نادي “لايت”، وهو ناد طلابي ناشط في كلية الطب بجامعة “وهران 1” وله عدة مشاريع رائدة، من أبرزها مشروع تعليم لغة الإشارة والتعاون مع جمعية “التواصل” بكلية الطب.
حيث صرحت الطالبة “صفية” عضوة في النادي، أن المشروع يهدف إلى تكوين طلبة الطب في لغة الإشارة من أجل تمكينهم من التواصل مع فئة الصم البكم، وهو ما يمثل خطوة مهمة نحو طب شامل وعادل، يراعي خصوصيات جميع فئات المجتمع، مضيفة أن النادي قد خرّج إلى حد الآن 3 دفعات متخصصة في لغة الإشارة، والدفعة الرابعة في طريقها للتخرج.
وأكدت المتحدثة أن طموح النادي لا يتوقف عند الطلبة فقط، بل يسعى إلى توسيع هذا المشروع ليمس المتخرجين الذين لم تتح لهم الفرصة للمشاركة فيه أثناء دراستهم، مشيرة إلى أن المشروع يمثل جسرًا حقيقيًا للتواصل بين طلبة الطب والأطباء من جهة، وفئة الصم من جهة أخرى ما يساهم في بناء منظومة صحية أكثر شمولا وإنسانية.
التكوين والتطوع أساس مستقبل واعد
ما يميز مشاركة النوادي الطلابية في مثل هذه الفعاليات، ليس فقط الحضور الشكلي بل المساهمة الفعلية في تقديم محتوى علمي وتكويني نوعي، يعكس روح المبادرة والمسؤولية لدى الطلبة، حيث شكلت الأجنحة الخاصة بهذه النوادي منصات للتفاعل وتبادل الخبرات بين الطلبة والزوار.
كما أظهرت هذه النوادي قدرتها على تنظيم ورشات تطبيقية ونشاطات تفاعلية، تركت صدى إيجابيا لدى المشاركين.
بن عبد الله ياقوت زهرة القدس