الجهوي‎

المشرية ولاية النعامة

أكبر مدينة بلا معالم عمرانية

إن الزائر لمدينة المشرية، الواقعة شمال ولاية النعامة وباستثناء اللافتات، التي تدل عليها، لا يمكنه العثور على معالم عمرانية تبرز الطابع المميّز لسكانها أو تخلّد رمزا من رموزها، إنه الواقع الذي تقاطعت فيه آراء المواطنين.

وفي هذا الشأن أبدى سكان بعض أحياء المدينة خاصة  سكان العيداوي، البدر، النصر، العابد، النفطال،السكنات التساهمية، تجزئة الأمل  وأحياء أخرى استياءهم وتذمّرهم من الوضعية، التي آلت إليها مجمعاتهم السكنية الخالية من المرافق العمومية الموجهة للخدمة العمومية بأكبر مدينة بالولاية،وهذا في ظل غياب مستوصف أو فرع بلدي أو متوسطات وهذا بالرغم من وجود مساحات مخصصة لهذه المرافق .

هذا وتعدّ مدينة المشرية شمال النعامة بوابة الجنوب الغربي على الطريق الوطني رقم 6. غير أن مدخلها بالجهة الشمالية يفتقر لأدنى المواصفات العمرانية، التي تؤهّلها لتكون في مستوى الموقع، الذي تحظى به والكثافة السكانية، التي تفوق 160 ألف نسمة.

حيث تنامت الانشغالات وتحوّلت إلى هواجس يومية أرّقت المواطنين، خاصة ما تعلق بالنظافة والإنتشار الواسع للقمامات وبقايا مواد البناء، وحتّى هياكل المركبات، الأمر الذي أثار مخاوفهم بعدما تحولت هذه الأماكن إلى مراتع للحيوانات من جهة وتكاثر الحشرات السامة من جهة ثانية  وما زاد الأمر تعقيدا موسم الحرّ الذي لا تفصلنا عنه الا شهور قليلة مع ما يحمله من مخاطر تهدّد الصحة العمومية في مثل هذه المواضع.

كما تحدّث السكان وأصحاب المركبات عن هاجس الطرقات، التي تدهورت بشكل فظيع في أغلب المقاطع وتحوّلت إلى مسالك ترابية وحفر ونتوءات صخرية تعيق حركة المرور وسير السيّارات، فضلا عن انشغالات أخرى، طالب أصحابها بضرورة تفعيل المراقبة التقنية ومتابعة المشاريع وأشغال الإنجاز، التي كثيرا ما يشوبها الغش والرداءة؛ وهو ما أكدته مواطنة قاطنة بحي بلخادم، التي تحدّثت عن اختفاء بالوعات الصرف الصحي، ما أرغم المواطنين على اقتنائها، تفاديا للخطر.

ودائما في سياق انشغالات الأحياء، طالب السكان بضرورة الارتقاء بالمدينة إلى مصاف المدن الكبرى، خاصة بالطريق الوطني رقم 6، في اتجاه ولاية سعيدة، الذي لا يزال يفتقر إلى النظافة. في حين طالبت جهات أخرى بتهيئة المساحات الخضراء والغابات، الواقعة في هذه الواجهة، لتكون متنفّسا أسبوعيا للعائلات المشراوية التي اختنقت في هذه المدينة، بعدما زحف الإسمنت على الأراضي البيضاء والجيوب العقارية، وأحيانا على ساحات لعب الأطفال.

ويرى العارفون بخبايا ما يحدث، أن سبب هذه الانتكاسة التي انعكست أضرارها على التنمية المحلية في جميع مجالاتها، إلى ما شهدته المجالس الشعبية البلدية منذ ما يقارب أربع عهدات سابقة من تصدع وصراعات هذه الأخيرة التي عطلت النهوض بالشأن التنموي، وبالرغم ما تعرفه بلدية المشرية من تحركات من أجل تدارك التنمية التي ظلت غائبة عنها منذ مدة الا أنها تبقى غير كافية نظرا للتوسع الذي عرفته وفي انتظار تلاحم ابنائها، تظل مدينة المشرية تترقب مظاهر التغيير والتجديد وتحسين وضعها التنموي.

ابراهيم سلامي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى