الجهوي‎محطات

المسجد ”العتيق” … معلم ديني وتحفة فنية رائعة

تيسمسيلت

تتواجد بولاية تيسمسيلت العديد من المعالم الدينية العتيقة، ومن بين هذه المعالم نجد المسجد ”العتيق”، المتواجد بعاصمة الولاية تيسمسيلت، هذا المسجد الذي يعد أقدم مسجد بالولاية، وهو حاليا يستوعب بطوابقه الثلاثة أكثر من 2000 مصلي.

ما إن نذكر مدينة تيسمسيلت، إلا ونتذكر معها ذلك الرمز الديني الذي عمرت سمعته الأفاق، وخرقت مؤلفاته البراري والأعماق، إنه العالم العلامة “أحمد بن يحىي الونشريسي”، الذي زين أنوار هذه البلدة في القرن العاشر الهجري، ولازالت بلاد الونشريسي تفخر بعالمها وتزهو به  إلى اليوم، هذه البلاد الواقعة بين سفوح جبال الونشريسي، وسهول قومت السنوات وعهود طويلة، خاصة في ظل الوجود الإستعماري. وظل أهلها متمسكون بدينهم قابضون على هويتهم، رغم سياسة التجهيل والتفقير التي إنتهجها المستعمر الفرنسي، حيث تواجدت بها على مر التاريخ زوايا، ظلت الرافد الأول للتعليم والتنوير الديني، من أمثال زاوية “سيدي مولاي العربي”، الواقعة بقلب الونشريس، وكذا زاوية “سيدي علي الجدارمي” المحاذية لسهل “السرسوا”، دون أن ننسى زواية “سيدي محمد بن أحمد” الواقعة بالمعلم السياحي “المداد” بثنية الحد، وكانت هذه الزوايا في حدود القرنين 18 و19 المحصن الأكبر للطلبة، من أجل التحصيل العلمي والديني، كما أنها كانت ملاذا لإيواء الفقراء واليتامى والأرامل. وفي ظل القبضة الحديدية للاستعمار الفرنسي لم يسجل على مستوى بلدة تيسمسيلت تواجدا للمساجد الخاصة بصلاة الجمعة والأوقات، وسجل لها التاريخ تواجد مسجد واحد هو المسجد المعروف اليوم بالمسجد “العتيق”، بقلب مدينة ”فيالار” تيسمسيلت، وقد كتب الله أن قبض رجلا من أهل الصلاح والتقوى، إنه الولي الصالح “سيدي بن شرقي” دفين مدينة العطاف، وهو يزور مدينة تيسمسيلت، حيث حث الناس على ضرورة بناء مسجد يجمع الناس، وتجتمع فيه كلمتهم، وكان له ذلك في حدود سنة 1912م، حيث تم تحقيق أمنية الشيخ وافتتاح أول جمعة بمنطقة الونشريسي العامرة، وبافتتاح المسجد العتيق بتيسمسيلت، بدأ الناس يتوافدون على هذا المعلم الديني للتعليم والعبادة وقراءة القرآن، هذا وتداول على الإمامة والصلاة بهذا المسجد، لعلى من أشهرهم الشيخ “سيدي الهواري”، الذي تسمى اليوم مقبرة البلدية باسمه، الشيخ “سيدي احمد بن جلول”، المدعو “بوعبيب”، الذي بنى مسجدا يعرف باسمه اليوم بتيسمسيلت والشيخ “سيدي أمعمر بونجار”.

جطي/ عبد القادر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى