الجهوي‎

المركز الجامعي بالنعامة بروح رقمية وآفاق واسعة:

البيداغوجيا الرقمية للأستاذ الجامعي حديث التوظيف

المركز الجامعي بالنعامة بروح رقمية وآفاق واسعة….يواصل المركز الجامعي “احمد صالحي” بالنعامة، دوراته التكوينية البحثية الدقيقة لفائدة الأساتذة حديثي التوظيف، تنفيذا للقرار الوزاري رقم 144 المؤرخ في 29 ديسمبر 2024، المعدّل والمتمم للقرار رقم 932 الصادر في 28 جويلية 2016، والمتعلق بكيفيات تنظيم المرافقة البيداغوجية لفائدة الأستاذ الباحث حديث التوظيف كإحدى آليات ضمان الجودة في التعليم العالي.


وفي السياق، كشفت الباحثة الدكتورة “بسنوسي”، أنه استنادا إلى الدليل المرجعي لمرافقة الأساتذة الجدد الصادر عن اللجنة الوطنية للتعليم العالي عن بعد، تم تنظيم ٤ ورشات حضورية شملت ٤ محاور تكوينية. تناول المحور الأول وسائل دعم استخدام تكنولوجيا الإعلام والاتصال في التعليم، وخصّص الثاني لـ إنشاء درس للتعليم بالنمط الهجين، فيما ركّز الثالث على منهجية تصميم تكوين للتعليم بالنمط الهجين، أما الرابع فتمحور حول تصميم دورة تكوينية مفتوحة المصدر عبر الإنترنت.وتهدف هذه الورشات في مجملها إلى تطوير كفاءات الأستاذ الباحث المستقبلي في مجال التكنولوجيا التعليمية، وتنمية حسّه البيداغوجي الإبداعي من خلال تزويده بالمناهج والآليات التي تمكّنه من دمج تكنولوجيا الإعلام والاتصال في ممارساته التدريسية، فضلا عن اكتساب تقنيات حديثة تتيح له إعداد دروس هجينة ذات جودة عالية، بما يواكب متطلبات التعليم العالي في عصر الرقمنة.

وأردفت ذات المتحدثة على أن امتلاك الكفاءة الرقمية لم يعد خيارا، بل أصبح ضرورة ملحّة للباحث المعاصر، بما يعزز جودة الإنتاج العلمي، ويسهم في إشعاع الجامعة ويدعم التنمية المجتمعية. فهذه التكنولوجيات لم تعد مجرد أدوات مساعدة، بل أصبحت دعامة أساسية للبحث العلمي، تتيح للباحثين الوصول السريع إلى المعرفة والمصادر الموثوقة، وتنظيم أفكارهم وتحليل بياناتهم بدقة، كما تكسر عزلة الباحث وتمكّنه من التواصل مع خبراء العالم ومشاركة إنتاجه العلمي بثقة واحترافية.

ومن يُحسن توظيف هذه التكنولوجيا في إعداد أطروحته، لا يكسب الوقت والجهد فحسب، بل يرتقي ببحثه إلى مستويات الإبداع والتميّز، كما تمثل هذه التكنولوجيا أداة محورية للبيداغوجيا الحديثة، إذ تمكّن الأساتذة والطلبة من تصميم تجارب تعلم مبتكرة، وتطبيق التعلم الهجين، وتعزيز التفاعل الأكاديمي والوصول إلى مصادر معرفية متنوعة، مع دعم التفكير النقدي والابتكار، ما يجعل التعليم أكثر فعالية ومرونة ويواكب التحولات الرقمية ومتطلبات الجودة الأكاديمية.

وعن تقييما الدورات التكوينية والأنشطة التكوينية، فأشارت مسؤولة التكوين في مادة تكنولوجيا الإعلام والاتصال على مستوى المركز الجامعي، على أنه تم تنظيم أيام دكتورالية في المادة، عُقدت في طبعتين متميزتين؛ الأولى جاءت تحت عنوان البحث الوثائقي في البيئة الرقمية: ركيزة أساسية لتأهيل طالب الدكتوراه كباحث مبتدئ، وركزت على تمكين الطلبة من تبنّي ممارسات رصينة في البحث العلمي، تقوم على المراقبة الوثائقية الدقيقة والتحقق من موثوقية المصادر باستخدام الأدوات الرقمية الحديثة، مع تيسير سبل الوصول إلى الإنتاجات العلمية، وعلى ترسيخ الوعي بآداب وأخلاقيات البحث، وتشجيع النشر على الصعيد العالمي، وتعزيز قنوات التواصل الأكاديمي، بما يسهم في ترقية جودة المعرفة، وتكريس حضور الباحثين في المشهد العلمي الدولي.

أما الطبعة الثانية، فقد حملت عنوان  نحو باحث متمكن في البيداغوجيا الرقمية والأدوات البحثية المتخصصة، وهدفت إلى تعزيز الرصيد المعرفي لطلبة الدكتوراه في مجال البيداغوجيا الرقمية، وإلى تمكينهم من إتقان أدوات التحليل والبرمجيات البحثية، بما يتيح تأهيلهم كباحثين قادرين على الجمع بين الصرامة الأكاديمية والمهارة العملية، والمساهمة الفعّالة في تطوير المعرفة العلمية والابتكار في بيئتهم الجامعية والمجتمعية.

فيما أشار من جهته الدكتور “بوعقادة بن عمر”، المدير المكلّف بتسيير شؤون المركز الجامعي على أنه، تم تسخير فريق تكوين يضم أساتذة باحثين متخصصين وذوي كفاءة عالية في هذا المجال، يحرص على تأطير المشاركين وتأهيلهم لاكتساب المهارات البيداغوجية والبحثية والرقمية التي تتطلبها الممارسة الأكاديمية الراهنة. كما أشار الدكتور بوعقادة في هذا السياق، إلى سياسة الوزارة الوصية والتي تضع محور البحث العلمي من بين أهم معايير، إلى جانب الحوكمة، التعليم والتطوير التكنولوجي والابتكار. وعليه، شدد على أن متابعة التكوين الحضوري في هذه التكنولوجيات تمثل فرصة محورية لطلبة الدكتوراه، باعتبارها رافعة أساسية لصقل معارفهم وتنمية كفاءاتهم البحثية والأكاديمية، شأنها شأن باقي المحاور التكوينية الأخرى على غرار التعليمية، الفلسفة، اللغة الإنجليزية، أسس وتقنيات البرمجة وأدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

ابراهيم سلامي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى