تكنولوجيا

تحذيرات من المحتوى المالي الرائج  على منصة ” تيك توك ” 

المحتوى المالي الرائج  على منصة ” تيك توك ” .. أصبحت منصة “تيك توك” في الآونة الأخيرة مصدرا أساسيا للمعلومات، والمواد التعليمية المتعلقة بمجال الاستثمار والأسواق المالية، حيث يعتمد عدد متزايد من المستخدمين والمتابعين على محتواها المتجدد لاتخاذ قرارات مالية مصيرية تمس مدخراتهم ومستقبلهم المالي.


 

وكشفت دراسة متخصصة أجرتها هيئة تنظيم الصناعة المالية في الولايات المتحدة، بالتعاون مع معهد المحللين الماليين المعتمدين، عن نتائج مذهلة مفادها أن 37 بالمائة من مستثمري “جيل زد”، يعتبرون منصات التواصل الاجتماعي عاملا محوريا وأساسيا في قرارهم بدخول عالم الاستثمار واختيار مجالاته. أظهرت بحوث أخرى متعددة أن منصة “تيك توك” تحظى بمكانة خاصة ومتميزة بين الشباب والمراهقين كمصدر رئيسي وأول للحصول على نصائح الاستثمار والإرشادات المالية المختلفة.

 

دراسة جديدة تكشف نسبا مقلقة من المحتوى المالي الرائج  على منصة ” تيك توك “

يدعو بحث جديد صادر عن موقع “داي ترادر” المتخصص في توفير الأدوات والموارد التعليمية للمستثمرين الأفراد، إلى توخي الحذر الشديد والانتباه الدقيق عند الاعتماد على نصائح الاستثمار عبر منصة “تيك توك”، وذلك بعد النتائج المقلقة التي توصلت إليها الدراسة.

وبينت الدراسة التحليلية المتعمقة أن 70 بالمائة من المحتوى المالي الذي تم تحليله على المنصة يصنف كمعلومات مضللة وغير دقيقة، وقد تكون خطيرة في بعض الأحيان. اعتمدت المنهجية البحثية على تحليل دقيق وشامل للوسوم الأكثر انتشاراً وشيوعاً بين المستخدمين مثل (ستوك توك وفين توك وفاينانس توك وكرابتوتوك) وغيرها من الوسوم المتعلقة بالمجال المالي.

أجرى هذه الدراسة التحليلية المتخصصة المحلل المالي المخضرم “بول هولمز”، الذي يتمتع بخبرة عملية تزيد عن 15 عامافي المجال المالي ومتابعة الأسواق. وركز البحث العلمي على مقاطع الفيديو التي حققت نسب مشاهدة مرتفعة جداً وتضمنت ادعاءات مالية واضحة وصريحة وتناولت مزيجاً متنوعاً من موضوعات التمويل والاستثمار بمجالاته المختلفة. أوضح “جيمس بارا” المشارك في إعداد الدراسة، أن الهدف الأساسي كان الوصول إلى قائمة نهائية من 10 مقاطع فيديو خلال شهر سبتمبر تمثل خلطة واقعية وحقيقية لما يشاهده المستثمرون الأفراد فعليا على المنصة.

 

تقييم المحتوى المالي وكشف التناقضات الخطيرة

حصل كل مقطع فيديو تم تحليله على تقييم دقيق ومنظم من A إلى F لكل فئة من الفئات المحددة، مما أدى إلى تقييم إجمالي شامل للمحتوى المعروض. أظهرت النتائج النهائية بشكل واضح أن 70 بالمائة من المقاطع المحللة حصلت على تقييم C أو أقل، مما يعني تصنيفها الفوري كمحتوى مضلل وغير موثوق.

وكشفت التحليلات المتعمقة أن صانعي هذا المحتوى يهتمون أساساً وبشكل رئيسي بالحصول على أكبر عدد ممكن من النقرات والإعجابات والمشاهدات، وبالتالي تحقيق دخل مادي كبير من هذه المشاهدات والإعلانات المرتبطة بها. أبدى الباحث هولمز تشككاً واضحاً وجلياً في مدى تطبيق صانعي المحتوى للنصائح التي يقدمونها في حياتهم الشخصية واستثماراتهم الفعلية، واستشهد الباحث خلال التحليل بمثال واضح وصارخ على هذا التناقض، حيث ناقش أحد صانعي المحتوى المشهورين قيمة الفائدة المركبة كمفهوم مالي مهم وأساسي في عالم الاستثمار الطويل الأجل.

في نفس المقطع قام نفس صانع المحتوى بتسليط الضوء بشكل مكثف على فرص الاستثمار قصيرة الأجل والمضاربة في الأسواق، مما يعني تقديم نصائح متناقضة ومتضاربة للمتابعين في آن واحد. يظهر هذا التناقض الصارخ الفجوة الخطيرة والهوة الكبيرة بين المحتوى الجاذب للمشاهدات والمعلومات المالية السليمة والموثوقة.

تؤكد هذه النتائج والمشاهدات، على ضرورة الحذر الشديد والانتباه الكامل عند التعامل مع النصائح المالية عبر المنصات الاجتماعية المختلفة،تشكل هذه الظاهرة الخطيرة خطراً حقيقياً وملموساً على مستثمري “الجيل زد”، الذين يعتمدون بشكل متزايد ومطرد على منصات التواصل الاجتماعي في تعلم أساسيات الاستثمار ومفاهيمه الأساسية.

تبرز الحاجة الملحة والعاجلة لزيادة الوعي المجتمعي حول مخاطر الاعتماد على مصادر غير موثوقة في اتخاذ القرارات المالية المصيرية التي قد تؤثر على المستقبل المالي للأفراد. يجب على المستثمرين الشباب والمراهقين الرجوع إلى الخبراء الماليين المعتمدين والمصادر الرسمية الموثوقة قبل تنفيذ أي نصيحة استثمارية يطلعون عليها عبر المنصات الاجتماعية. تمثل هذه الدراسة في مجملها جرس إنذار قوي وواضح للمستخدمين والجهات التنظيمية والحكومات على حد سواء.

ياقوت زهرة القدس بن عبد الله 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى