
1بتاريخ 17 جانفي 1933، بزغ ذكر المجاهد “مصطفاي محمد” بمنطقة التمازنية، من عائلة عريقة محافظة، فأسقته بحسن الخلق الحميد وألهمته بالوطنية منذ طفولته ما جعلته يحتك بحركة الوطنيين، فاستهل مسيرته النضالية في 1958 بانضمامه للخلية سرية للمسبلين التي كانت النواة الأساسية للثورة التحريرية بالقرى التي ألهبت شوارع المستعمر ببطولاته وكسرت جبروت الأمن الاستعماري في حصن مدنه، ليواصل مسيرته الجهادية بالتحاقه بصفوف جيش التحرير الوطني بتاريخ 1958.
ولبس بردة الحق وهو فتى يافعا وسنه لا يتجاوز 25 سنة، فآثر أن يبيت مكلوم الطرف خاوي الجوي يتوسد الأحجار ويلتحف جليد السماء، لقد آثر منازلة الجيوش الاستعمارية الجرارة، ونضير حنكته وشجاعته، كلف بعدة مهام عسكرية داخل الوطن منها جمع الاشتراكات بالولاية الخامسة، المنطقة السادسة تحت مسؤولة بن يخلف وكجندي بنفس الولاية تحت قيادة “زين الدين”، ليلقى عليه القبض من السلطات الفرنسية بتاريخ 16ماي سنة 1959، وسنة 1961 كلف من جبهة التحرير الوطني وبأمر من “عبد الغاني زعطوط” في منصب collecteur de fond وممول إلى غاية سنة 1962، فأخذ من الجبال عطر لروحه و بعرين الثورة جند لمجده، فدأب فجر شبابه في سبيل الحق يسعى للنور لا يبغي عنه عوجا و هيأ للصبر والاستقامة والشجاعة مؤثرا، فاهتدى وهو يافع في مطلع العمر إلى السبيل القويم، فنذر حياته للجزائر ولم يعبأ بزخارف الدنيا ونوازع الشباب وهو يركب المخاطر، وعازم في أتون الجمر بصبر وكبرياء وأبرق للجيوش الاستعمارية درسا بليغا في التضحية وظل يقارع المحتل في عدة جبهات ومواجهات إلى أن بزع فجر الاستقلال في 05 جويلية 1962، منيرا ظلمة الاستعمار في ارض أجدادنا الطاهرة فطرق باب تنمية الجزائر وبنائها ووشحها بجهوده في عدة مجالات، كما كان حافظا لكتاب الله عز وجل، وظل على العهد صائنا ولأمانة الشهداء والمخلصين موفيا، إلا أن اصطفاه الله تعالى بجواره في 21 جانفي 2017.
مختار سلطاني