الحدث

المترشحون الثلاثة يتفنّنون في شرح برامجهم ويؤكدون:

"إنّ لكل نخيل طحينة"

رامـي الـحـاج

تدخل اليوم الحملة الانتخابية للمترشحين الثلاثة لرئاسيات السابع سبتمبر المقبل، أسبوعها الثالث والأخير، والشيء المؤكد أنّ المنافسة بين مرشح جبهة القوى الاشتراكية (يوسف أوشيش)، ومرشح حركة مجتمع السلم (عبد العالي حساني شريف) ومدير الحملة الانتخابية للمترشح الحر (عبد المجيد تبون) وممثليه من الأحزاب والمنظمات الداعمة له، ستعرف منحى تصاعديا وحماسا فياضا وسجالا سياسيا، كما ستسجل حضورا كبيرا للمواطنين وستعرف وتيرة متسارعة مع الأيام القليلة المتبقية، وسيجتهد كل مترشح في استغلال الزمن الضائع من الأيام الماضية ومحاولة إثبات بأنه الرئيس المقبل لدخول قصر المرادية.

 

الأسبوع الثالث من الحملة الانتخابية ليس كالأسبوعين الأولين والمترشحون الثلاثة يعرفون ذلك جيدا، ولهذا من المنتظر أن يُشمّروا على سواعدهم أكثر ويسخروا كل قواعده ليوم الاقتراع، وبشكل خاص سيعيدون قراءة ما جاء في خطابات بعضهم البعض لتدارك النقائص والاجتهاد في إبداع الأفكار والرؤى البديلة واقتناص الفرص القليلة المتبقية واللعب على عامل المكان وكيفية توظيفه لصالحهم. وعليه، خلال التجمعات الشعبية والنشاطات الجوارية المقبلة، سنشهد إنزالا قويا للأحزاب والمنظمات الداعمة للمترشح الحر، ونقولها صراحة البعض منها جاء متأخرا وظهر في استحياء ربما يدرك الركب، أما من كانوا على رأس القطار فهم ماضون بل وسيضاعفون الجهد وسيسهبون في وشرح محاوره البرنامج الانتخابي للسيد “عبد المجيد تبون” واستعراض خطوطها العريضة، إما بالدقة والتفصيل، أو بالمختصر المفيد وفق المكان والزمان. 

كما يحرصون كل الحرص لإظهار أوجه التباين بين برنامج مرشحهم الحر وبين برنامجي المترشحين الآخرين، وبشكل خاص نقاط الاختلاف وطرح الرؤى والتصورات وتـقديم الوعود والالتزامات لكل القطاعات. وهم بذلك سيؤكدون للناخبين والناخبين أنه فارس نبيل يخوض منافسة نزيهة ويقف كل أمام الآخرين الند للند بالحجة والبرهان والبديل الأمثل، وكأن لسان حاله يقول (إن لكل نخيل طحينة).

 

السيد “يوسف أوشيش” (مرشح جبهة القوى الاشتراكية)

لقد اجتهد مرشح جبهة القوى الاشتراكية السيد “يوسف أوشيش”، في عرض محاور برنامجه وأحيانا تطرق إلى بعض منها بالشرح المستفيض خاصة في الشق الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وفي كل مداخلاته ظل يحث المواطنين للذهاب يوم السابع سبتمبر المقبل والتصويت بقوة على الذي يرونه أنسب لقيادة البلاد والعباد، ولو أنّ في حديثه رسالة ضمنية للتصويت عليه، لأنه يحمل مشروعا واعدا وله آفاقا مشرقة وسيكون وفق طموحات وتطلعات الشعب الجزائري. وعليه فقد أبان مرشح (الأفافاس).

 

عبد العالي حساني شريف (مترشح حركة مجتمع السلم)

أما مترشح حركة مجتمع السلم، السيد “عبد العالي حساني شريف”، لم يدخر جهدا حيثما حل ليطرح نفسه بديلا للرئيس المقبل، وقد قالها صراحة في إحدى تجمعاته الشعبية، بأنهم (أي المترشحين الثلاثة) ليسوا خصوما ولكنهم يتنافسون من أجل دخول قصر الرئاسة. إنه يعرف جيدا من حيث تؤكل الكتف لهذا راح يعتمد في خطاباته على الواقعية والصراحة تارة الحماس والنرجسية تارة أخرى، ويدرك جيدا بأنّ أمامه مرشحين ليسا بالسهل تجاهلاهما بل أن يحسب لهما ألف حساب لأنهما يملكان من الحنكة السياسية والتجربة الحزبية بل ويتقنان فن الخطابة وكيف يحاورن الجزائريون.

 

السيد “عبد المجيد تبون” (المترشح الحر)

من جهته، المترشح الحر السيد “عبد المجيد تبون” وكل الأحزاب والمنظمات الداعمة له، سارعوا إلى مقارعة المرشحين الآخرين خلال التجمعات الشعبية واللقاءات الجوارية بما حققه السيد “عبد المجيد تبون” من إنجازات خلال عهدته الأولى، وبالتالي فهو بحاجة إلى عهدة رئاسية ثانية لاستكمال برنامجه ومواصلة التزاماته التي وفى بالكثير منها. 

وكان المترشح الحر ي مدينة وهران واضحا مثل العشب والماء وصريحا كالشمس في وضح النهار حين قدم حزمة من الإلتزامات الجديدة التي تفرّ وتميّز بها عن المترشحين الآخرين ولعل أبرزها (توفير 450 ألف منصب شغل – زيادة الجور لجميع الفئات – الاستفادة من السكن سينخفض إلى معدل العمر 27 سنة – سيكون نسبة تمثيل الشباب في البرلمان القادم بنسبة 50 بالمائة). كلها مؤشرات لها وزنها في بوصة الحملة الانتخابية، ولعل التجمع الشعبي الأخير للسيد “عبد المجيد تبون” المرتقب الأسبوع المقبل في الجزائر العاصمة، سيكشف خلاله عن مفاجآت أكيد ستسر ليس فقط الناخبين بل كل الشعب الجزائري، ولعمري، هذا ليس بجديد عليه ولا بثقة الشعب فيه لأنه سبق وأن وعد فأوفى والتزم فصدق وعاهد فصان. هذه معطيات برأي كل الملاحظين والمتتبعين ليوميات الحملة الانتخابية أصبحت ثابتة لا جدال فيها، وأضحت مُقاربة انتخابية سيعتمد عليها مستقبلا في الخطاب الانتخابي.

العد التنازلي

يجمع الملاحظون بأنّ العد التنازلي ليوم السابع سبتمبر المقبل قد بدأ فعلا مع انطلاق الأسبوع الثالث من الحملة الانتخابية، وعليه فإن كل مترشح قد طرح نفسه كخيار أنسب لرئاسة الجزائر من خلال برامجه، فعليه عدم تفويت الأيام المتبقية ومعرفة كيف يظفر بأصوات الناخبين، لأنّ كل حظوظ المترشحين الثلاثة متساوية لحد كتابة هذه السطور، وعليه استعمال الفراسة السياسية والحس الحزبي والحنكة النضالية في جذب اكبر عدد ممكن من الناخبين في صفه، وعليه أيضا أن ينتظر كل ما ستحمله مفاجآت منافسيه في الفترة المقبلة ويستعد لها للرد عليها بروح تنافسية نبيلة، وعليه أيضا أن يضع كل الاحتمالات أمام ناظريه، لأنّ الحملة الانتخابية يحضرها ليس فقط المناضلون لهذا الحزب أو ذاك، وإنما حتى المتعاطفون والمحبون وبدرجة أكبر عامة الناس، وهنا مربض الفرس لأنها ستمثل حتما المعادلة التي ستقلب الشطرنج الانتخابي تماما مثل المرأة والشباب لما لهما من وزن وثقل استراتيجيين في الوعاء الانتخابي. وإنّ غدا لناظره قريب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى