
كشفت خلية الإعلام بمديرية الثقافة والفنون لولاية تلمسان في بيان صحفي لها والتي تحوز عليه “البديل”، أنه تم رسميا المصادقة على تصنيف المتحف العمومي الوطني للآثار الإسلامية المدرسة سابقا، الواقع ببلاص العود بوسط مدينة تلمسان، ضمن قائمة التراث الوطني، وذلك خلال اجتماع اللجنة الوطنية للممتلكات الثقافية، المقام يوم الثلاثاء الماضي، على مستوى وزارة الثقافة والفنون، والذي قدم خلاله مدير الثقافة والفنون لولاية تلمسان “أمين بودفلة”، عرضا حول المعلم مبرزا أهميته التاريخية والعمرانية المدرسة الإسلامية.
تعود فكرة إنشاء المعلم التاريخي (المدرسة) إلى 30 ديسمبر 1850، وهو تاريخ صدور قرار إنشاء ثلاث مدارس جهوية للتعليم الفرنسي الإسلامي (الأولى بالعاصمة والثانية بالمدية والثالثة بتلمسان، أما بناء المدرسة فكان بعد التصويت بالإيجاب لمنح قرض لبنائها بتاريخ 1896، دشنت في 07 ماي 1905. تاريخيا تعتبر معلم للعلم والوطنية، حيث تتلمذ فيها رجال أصبحوا فيما بعد مجاهدين، قادة عسكريين، ديبلوماسيين للدولة الجزائرية، وزراء وعلماء أجلاء نذكر من بينهم: “بن علي بودغن” المعروف بـ “العقيد لطفي”، مناضل وطني وقائد الولاية الخامسة، (عبد العزيز زناكي الحاج طاهر زرهوني، ماهي خليل ومصطفى اسطمبولي).
أما الجانب المعماري يبين الهوية البصرية للعمارة الإسلامية، وذلك عبر استعماله لفنون المعمار لكل الحقب التاريخية التي مرت بها تلمسان، أولها استخدام عنصر الصنجات الذي تم استخدامه في محراب المسجد الكبير في مدينة تلمسان الذي أُسس في الفترة المرابطية، ثانيا استخدام زخارف نباتية عبارة عن مراوح نخيلية ملساء مزدوجة وهذا ما استعمل بكثرة في الفترة المرابطية، ثالثا استخدام نفس نمط العقود مفصصة متجاوزة أي متداخلة فيما بينهم، رابعا دمج زخارف نباتية وهندسية فيما بينها، وهذا ما تم جلبه من مميزات مدخل المدرسة التاشفينية التي بنيت في الفترة الزيانية، قد تم إحاطة المدخل ببرجين مربعين الشكل تم تزيينهم بمجموعة من المعينات التي نجدها في جميع المآذن الزيانية، مع إضافة نوافذ صغيرة مفتوحة بعقود: سنة 1962، بعد الاستقلال أصبحت البناية تابعة لمديرية التربية، وفي سنة 1991، تحولت إلى متحف ومركز للوكالة الوطنية للآثار، وخلال سنة 2007، أصبحت فرعا للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية.
وبصدور المرسوم التنفيذي رقم 12-197 المؤرخ في 3 جمادى الثانية عام 1433 الموافق لـ 25 أبريل 2012، المتضمن إنشاء المتحف العمومي الوطني للآثار الإسلامية لمدينة تلمسان تم هدم مقر مديرية التربية بتلمسان، وبناء هذا الأخير وضم متحف تلمسان (المدرسة) إلى عمارته، وفي ديسمبر 2024، تُصنف المدرسة في قائمة التراث الوطني.
عمر بكاي