
في زاوية دافئة من عالم الجمال الطبيعي، أجرت جريدة “البديل” حوارا خاصا مع سلوى جديد، المؤسسة المشاركة للعلامة التجميلية الواعدة Azul Cosmétique .
هذه العلامة التي جذبت أنظار النساء الباحثات عن الجمال الطبيعي الأصيل، تستمد فلسفتها من الطقوس الجمالية الجزائرية القديمة، وتعيد إحياء وصفات الأمهات والجدات في عبوات أنيقة تليق بعصرنا الحديث.
سلوى، شكرًا لتلبيتك دعوتنا دعينا نبدأ من البداية… من أنت؟ وما هو مسارك المهني؟
سلوى جديد: شكرا أنا “سلوى جديد”، جزائرية الأصل، مقيمة بين الجزائر وفرنسا، ومؤسسة مشاركة لعلامة Azul Cosmétique.
تربيت في محيط تقليدي غني بالممارسات الجمالية الطبيعية، حيث كانت النساء في عائلتي يستعملن مكونات بسيطة مثل الزيوت النباتية، الطين والأعشاب، ليس فقط للعناية بالبشرة، بل كنوع من الطقوس اليومية التي تعزز الصلة بالجسد والروح.
بعد أن تابعت دراستي العليا في فرنسا، وبدأت مسيرتي المهنية هناك، شعرت مع مرور الوقت بفراغ داخلي شيء ما كان ينقصني، كان ذلك الشيء هو الارتباط الحقيقي بجذوري، بما ورثته من والدتي وجدتي. فبدأت أطرح على نفسي أسئلة: لماذا لا نُبرز هذا التراث؟ لماذا لا نخلق شيئا حقيقيا نابعا من أرضنا؟ وهكذا وُلدت فكرة Azul.
ما الدافع الرئيسي الذي جعلكِ تطلقين هذه العلامة؟
سلوى: كان هناك دافعين متكاملين: نقص في السوق وإرث شخصي غني.
من جهة، لاحظت أن المستحضرات المتوفرة في السوق، رغم وفرتها، تفتقر للعمق الثقافي، قد تكون طبيعية، لكنها ليست متجذّرة لا تحمل قصة. ومن جهة أخرى، كنت أحمل بين يدي إرثا حقيقيًا: وصفات، طقوس، وفلسفة، عناية نقلتها إليّ والدتي من بيئتنا الجزائرية.
شعرت أن من واجبي تقديم هذا الكنز للعالم في قالب يليق بجماله وأصالته، فكان المشروع بمثابة جسر بين الماضي والحاضر، بين الذاكرة والحداثة.
كامرأة في عالم ريادة الأعمال، هل واجهتِ صعوبات؟
سلوى: دون شك المرأة، خصوصًا في القطاعات الصناعية أو التقنية أو ريادة الأعمال، غالبًا ما تواجه أحكامًا مسبقة في الاجتماعات الأولى، أُنظر لي أحيانًا كمجرد “شغوفة بالتجميل”، لا كقائدة مشروع جاد.
ثم هناك الجانب الشخصي: كوني أمًّا وزوجة، كان عليّ أن أتعلم التوازن، أن أكون منظمة، حازمة، وألا أشعر بالذنب حين أُخصّص وقتًا للمشروع أو العكس.
ولكن، هذه التحديات لم تضعفني، بل شكّلتني علمتني أن أكون مرنة، قوية، وألا أتنازل عن رؤيتي، حتى في أصعب الظروف.
من كان دعمك الأول في هذا المسار؟
سلوى: عائلتي قبل كل شيء، زوجي هو شريكي في الحياة والعمل، وكان أول من آمن بالفكرة، دعمه غير المشروط، وثقته بقدرتي على النجاح، كانا امرين أساسيين.
أما والدتي، فهي الروح التي تنبض في كل منتج من منتجاتنا، لم تكن فقط مصدراً للوصفات، بل ملهمة لأسلوب حياة، لطريقة نظرنا للجمال كفعل حب واحترام للذات والطبيعة.
كذلك، كانت هناك مجموعة من الزبونات الأوائل اللواتي دعمنّي منذ البدايات، تعليقاتهن، تفاعلهن وتشجيعهن، كلها كانت دفعة قوية للاستمرار.
كيف توفقين بين حياتك الأسرية والمهنية؟
سلوى: بصراحة، أواجه صعوبة أحيانًا، التوازن أمر هش ومتغير أنا أمّ لطفلة صغيرة، ومسؤولة عن شركة ناشئة تتطلب قرارات يومية وجهد متواصل.
أحاول وضع قواعد: أوقات لاستخدام الهاتف، أوقات للراحة، لحظات مخصصة فقط للعائلة، لكنني لا أزعم أنني أنجح دائمًا.
ما أتمسك به هو الاتساق مع نفسي، عندما أشعر أنني أخرج عن هذا الاتساق، أعيد ترتيب الأولويات.
لننتقل إلى الحديث عن المنتجات… ما الذي تقدّمونه؟ ولمن؟
سلوى: نحن نقدم مستحضرات طبيعية فعالة مستوحاة من التراث الجزائري، باستخدام مكونات خام، نقية ومحلية قدر الإمكان.
منتجنا الأبرز حاليًا هو زيت بذور التين الشوكي، المعروف بخصائصه المضادة للأكسدة ومكافحة علامات التقدّم في السن. منتجاتنا موجهة لكل من يريد العناية ببشرته بوعي، أي بطريقة آمنة، فعالة وذات معنى.
ما الذي يُميزكم عن غيركم في السوق؟
سلوى: نحن لا نبيع فقط “منتجات طبيعية”، نحن نُقدّم قصصا وهوية، نحن نستخدم وصفات قديمة مجرّبة، ندمجها مع دقة علمية وتعبئة أنيقة، لا نكتفي بالمكونات الطبيعية، بل نولي اهتماما لكل تفصيل: من أين أتت المادة؟ كيف جُمعت؟ هل تم احترام البيئة والمجتمع؟
كل منتج منAzul هو تجربة حقيقية، وليس مجرد كريم أو زيت، هو دعوة للمرأة لتعيد الاتصال بذاتها، بجذورها، وبأرضها.
حدّثينا أكثر عن المكونات والعبوات.
سلوى: نستخدم زيوتا نباتية غير مكررة مثل: زيت المستكة (lentisque)، زيت الزيتون البكر وزيت بذور التين الشوكي، هذه الزيوت مشبعة بالفيتامينات والأحماض الدهنية المفيدة للبشرة.
كما أننا نحرص على استخدام عبوات زجاجية ومواد قابلة لإعادة التدوير، لأننا نؤمن بأن الجمال لا يجب أن يأتي على حساب البيئة.
كيف يمكن الحصول على منتجاتكم؟
سلوى: عبر موقعنا الإلكتروني:
www.azul-cosmetique.com
نحن نوفر خدمة دعم عبر الرسائل لمساعدة كل عميلة في اختيار المنتج المناسب لها، بناءً على نوع بشرتها واحتياجاتها، كما أننا نشيطات جدًا على إنستغرام، حيث نشارك قصص المنتجات، المكونات والطقوس اليومية ونستمع لمجتمعنا.
ما هي خطوتكم القادمة؟
سلوى: افتتحنا مؤخرًا وحدة إنتاج خاصة بنا في الجزائر، وهو إنجاز كبير يمنحنا مرونة وجودة أكبر، نعمل حاليًا على توسيع مجموعة المنتجات، ونطمح لأن تتحوّلAzul إلى مرجع في مجال العناية بالبشرة الطبيعية المستوحاة من شمال إفريقيا في فرنسا، الجزائر وربما في أسواق جديدة.
وأخيرًا… ما هي رسالتك لنساء اليوم؟
سلوى: رسالتي هي: لا تخافي من أن تكوني قريبة من حقيقتك. الجمال لا يُقاس بالمكياج أو المنتجات المعقدة، بل بالصدق مع الذات، وبالعودة إلى ما هو بسيط وطبيعي. ابدئي بشيء صغير، ابدئي من حيث أنتِ، واعملي بقلبك… فكل ما ينبع من القلب، يصل.
في ختام هذا الحوار، تذكّرنا “سلوى جديد” أن قوة المرأة لا تكمن فقط في ما تحققه، بل في وفائها لنفسها، لجذورها، ولما تؤمن به. لكل امرأة تحمل حلمًا صغيرًا أو فكرة بسيطة: آمني بها، وامنحيها وقتك وقلبك، فكل البدايات الكبيرة كانت يومًا مجرّد بذرة في يد امرأة قررت أن تزرعها.
حاورتها: ياقوت زهرة القدس بن عبد الله