الحدث

اللقح الجديد “كورونا فاك” تحدي قوي ضد الفيروس

فيما تواصل الجزائر معركتها ضد متحورات كورونا

للعام الثاني على التوالي، فرص الملف الصحي بالجزائر نفسه بالنظر لإستمرار وباء كورونا أين دفع السلطات لمضاعفة جهودها من أجل مكافحة هذه الجائحة، لا سيما مع وصولها للذروة بالدخول في الموجة الرابعة التي كانت بمثابة امتحان لنجاعة المنظومة الصحية الوطنية في توفير الوسائل لمجابهته وتفادي السيناريو الذي عاشته العديد من دول العالم.

وتواصلت جهود الدولة في محاربة وباء كورونا عبر تجنيد كافة الإمكانيات المادية والبشرية والرفع من القدرات الإنتاجية لمادة الأوكسجين، كما تمكنت وفي ظل المنافسة من وفير اللقاح بالمقارنة مع العديد من الدول من اقتناء عدد كبير من الجرعات ولم تتوقف الجهود عند هذا الحد بل وضعت الدولة  تحديا أكبر وهو العمل على إنتاجه على المستوى المحلي وهو الأمر الذي تجسد على أرض الواقع  بالتنسيق مع المخبر الصيني “سينوفاك” لتعرف الصناعة الصيدلانية في الجزائر قفزة نوعية بكسب رهان إنتاج لقاح “كورونا فاك” على مستوى المحلي بحيث وصف العديد من الخبراء في قطاع الصحة هذه الخطوة بالخيار الإستراتيجي والمشروع العلمي للجزائر الجديدة وبالأمر الذي سيساهم في تقليص  فاتورة الإستيراد.

وهو الأمر الذي جاء بعد أن أعطى رئيس الجمهورية  عبد المجيد تبون خلال اجتماع مجلس الوزراء، تعليمات من أجل برمجة دخول الإنتاج المحلي للقاح الجزائري-الصيني حيز الخدمة شهر سبتمبر الماضي بطاقة إنتاج تصل إلى 2 مليون جرعة في الشهر سبقتها محادثات مع الشريك الصيني شهر ماي الماضي تحت وصاية وزارة الصناعة الصيدلانية ومعهد باستور والوكالة الوطنية للمنتجات الصيدلانية  لتتوج هذه المحادثات بالتوقيع على عقد الشراكة في 25 جويلية 2021.

وكانت عملية إنتاج اللقاح ضد كوفيد-19 قد انطلقت في 29 سبتمبر2021، بوحدة صيدال بولاية قسنطينة وتم تجنيد ما يقارب 147 عاملا وسيتم  الشروع في تسويقه في بداية سنة 2022 وشرعت  الوحدة ذاتها في إنتاج “كورونافاك” بكمية من 1 مليون جرعة إلى 2 مليون جرعة. وكشف مدير وحدة صيدال بأن هذه الأخيرة ستصل إلى إنتاج أزيد من 5.3 مليون جرعة من اللقاح ابتداء من جانفي 2022.

وحسب تصريحات وزير الصناعة الصيدلانية عبد الرحمان جمال لطفي بن ، فإن مجمع صيدال يعتزم إنتاج 96 مليون جرعة سنويا من لقاح “كورونافاك” على أن يتم تعديل الكمية المنتجة من هذا اللقاح حسب تطور الحاجيات الوطنية من أجل التوجه نحو التصدير إلى البلدان الإفريقية كما أن إنتاج ذات اللقاح محليا سيسمح باقتصاد 60 بالمائة من قيمته عن الاستيراد.

وقام وفد من مخابر “سينوفاك” الصينية بزيارة إلى الجزائر للوقوف على مدى تقدم شراكته مع مجمع صيدال، والمتعلقة بإنتاج اللقاحات المضادة لفيروس كورونا وكانت فرصة لمراجعة تعزيز الشراكة وتوسيعها لتشمل إنتاج لقاحات أخرى.

ظهور أوميكرون وإطلاق حملة واسعة للتلقيح

 ورافق سعي الجزائر لإنتاج اللقاح المضاد لفيروس كورونا “كورونا فاك” تحدي آخر وهو العمل على الرفع من نسبة التلقيح، التي انطلقت بصفة إيجابية في مرحلتها الأولى لتسجل تراجعا بحيث كشفت أرقام وزارة الصحة عن نسبة تلقيح في حدود 27 بالمائة وهو ما اعتبرته بالضعيف ولابد من الرفع من وتيرة عملية التلقيح.

وشهدت سنة 2021 إطلاق حملة تلقيح واسعة لمواجهة جائحة كوفيد-19 التي عرفت ذروتها  شهر جويلية الفارط، بتسجيل قرابة 18 ألف حالة استدعت في معظمها استعمال الأوكسيجين وهو ما دفع  وزارة الصحة لوضع استراتيجية لتشجيع الإقبال على حملة التلقيح وتخصيص يوم لأكبر حملة للتلقيح، ودخلت الجزائر سنة 2021 الموجة الرابعة من فيروس كورونا وسجلت أربع حالات إصابة مؤكدة  بالمتحور أوميكرون المنتشر حاليا عبر أكثر من 60 دولة في العالم.

اشتراط الجواز الصحي لدخول الفضاءات العامة

 وقررت الحكومة سنة 2021 اعتماد الجواز الصحي للتلقيح كشرط للدخول والخروج من التراب الوطني، والولوج إلى بعض الفضاءات والأماكن والمباني ذات الاستعمال الجماعي  بعد أن سبق وأن تم تفعيله للولوج إلى الملاعب وقاعات الحفلات.

ويتعلق الأمر في مرحلة أولى بالملاعب وأماكن إجراء التظاهرات والمنافسات الرياضية، قاعات الرياضة والمنشآت الرياضية والمسابح وكذا الفضاءات والأماكن التي تحتضن لقاءات ومؤتمرات وندوات، كما يشمل هذا الإجراء قاعات السينما والمسارح والمتاحف وفضاءات وأماكن العروض وكذا فضاءات وأماكن إجراء الاحتفالات والتظاهرات ذات الطابع الوطني والمحلي بالإضافة إلى القاعات والصالونات والمعارض وقاعات الحفلات والحمامات.

ق.ح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى