
شهدت في الآونة الأخيرة العيادات الخاصة بجراحة وتجميل الأسنان ببلدية المشرية شمال ولاية النعامة إقبالا كبيرا من كلا الجنسين، في سبيل الحصول على أسنان صحية وسليمة، تكون الواجهة لابتسامة مشرقة من خلال تقنيات دخلت الجزائر مؤخرا. بعدما شهدت انتشارا كبيرا في عديد من الدول العربية.
لم تعد عيادة تجميل الأسنان مقصد بنات حواء فقط، بل أصبح الجنس الخشن هو الآخر يبحث عن كل شيء يعيد له نصاعة أسنانه ويخلصّه من مشاكلها، خاصة أن معظم من يعاني من مشاكل الأسنان يعمل على إخفائها تجنبا للإحراج أمام الناس. تعتبر فئة الشباب من أكثر المقبلين على عيادات تجميل وتبييض الأسنان، وحسب بعض أصحاب تلك العيادات، فقد تصدرت النساء القائمة، سيما المقبلات على الزواج ممن يبحثن عن بياض ناصع يلفت انتباه الشريك المستقبلي، وحسب الملاحظ فإنه وبالرغم من ارتفاع أسعار تلك الخدمات، إلا أن الزبائن في تزايد مستمر ويدفعون المطلوب مقابل الحصول على أسنان ناصعة البياض.
الأسعار لا تهم، المهم الحصول على أسنان صحية
وبحثا عن تفاصيل أكثر، زرنا بعض العيادات الخاصة بتجميل الأسنان والتي تعرف إقبالا متزايدا، أين لاحظنا توافد عدد كبير من الزبائن عليها وتفاجأنا أن أغلبهم من الشباب، حيث أكد لنا أحدهم أن سبب قدومه إلى هذا المكان هو رغبته في إعطاء بريق ناصع لأسنانه قبل زواجه، أما عن الأسعار فقال إنها لاتهمه فمسألة حصوله على أسنان صحية قد طال.
ولم يقتصر الأمر على كبار السن، بل حتى الأطفال وجدوا من تلك العيادة حلا سريعا لمشكلتهم، خاصة بعد أن طالت رحلة بحثهم عن من يجيد تقنية إعادة الأسنان إلى وضعها الطبيعي، وهو ما جعل “خديجة” تكون أول الحاضرين لعل وعسى تجد حلاّ لمشكلة تشوه أسنان ابنها، ما تسبب له في مشاكل نفسية بعد تعرضه لمضايقات وتعليقات جارحة من قبل أصدقائه، وهو ما دفعها للبحث عن عيادة خاصة لتعيد له جمال أسنانه. وحسب قولها، فإن كثيرا من العيادات فشلت في تحقيق حلم ابنها في الحصول على أسنان جذابة بالرغم من العملية التي أجريت.
شابة أخرى في مقتبل العمر وجدناها بنفس العيادة، كان فشل خطوبتها سببا في بحثها عن عيادة خاصة تعيد الجمال لفكها وتعطي إطلالة جميلة لأسنانها، وقد أخبرتنا أنها اقترضت المال لتقويم أسنانها بتلك العيادة، خاصة بعدما سمعت عنها من خلال تجارب صديقاتها، مرجعة سبب إصرارها على هذا هو رفض عائلة خطيبها إتمام الزواج بمجرّد النظر إلى أسنانها المشوهة، وتراجع الخطاب عن الارتباط بها مبررين رفضهم لها ببشاعة فكها.
انتهينا من الحديث مع بعض الزبائن المتواجدين بالمكان، فكان علينا أن نطرق باب مكتب الطبيب الذي قيل إنه حقق نجاحا فائقا في هذا المجال، حيث أراد استغلال خبرته الواسعة في هذا المجال في ظلّ قلّة عيادات التجميل ونقص خبرة الأطباء المختصين، كما يضيف المتحدث ذاته أن تقنيات التجميل تتطلب الدقة والصبر مع المرضى وهو السرّ الذي يملكه مقارنة بالآخرين، كما يضيف أنه حرص على وضع موسيقى ينشغل بها المرضى عند إجراء العمليات لهم لكي لا يشعروا بالملل طيلة ساعات تجميل الأسنان، وحسب قول الدكتور فإن مسألة تعقيم أدوات طب الأسنان تبقى ضرورية للوقاية من انتقال الأمراض المعدية.
وعن أنواع التقنيات المستعملة للتجميل، فيذكر بخصوصها تقنية تبييض الأسنان لفترة طويلة أو تركيب أسنان صناعية مكونة من السيراميك، وهي من بين الطلبات الكثيرة للمرضى، مرجعا ارتفاع أسعارها إلى نوعيتها الجيدة وتكاليف باهظة لاستيرادها من الخارج مؤكدا بخصوصها أنها دائمة وتخلص الزبائن من عناء تبييضها في كل فترة، أما بخصوص زبائنه فيقول إن معظمهم من ميسوري الحال بينما الفئات المتوسطة الدخل فيفضلون تبييض الأسنان بالمعاجين الزرقاء والتقنية الضوئية التي لا يتجاوز سعرها 5000 دينار.
قلة تعقيم الأدوات وراء انتقال كثير من الأمراض
يفضل محدودي الدخل اللجوء إلى المستشفيات العامة لتجميل أو تقويم أسنانهم في ظل عدم قدرتهم على الأسعار المرتفعة التي تفرضها العيادات الخاصة، لكن إهمال تعقيم أدوات طب الأسنان جعل بعضهم يدفع ثمنا غاليا بعد إصابتهم بأمراض معدية نقلت لهم بفعل غياب سبل نظافة الأجهزة المستعملة من قبل آلاف المرضى الذين يلجأون إلى قسم طب الأسنان العمومي.
هذا ما حدثتنا عنه بعض ضحايا عمليات تقويم الأسنان ومن بينهم سليمة التي أصيبت بالتهاب الفيروس الكبدي بعدما أجرت عملية تقويم الأسنان في إحدى العيادات، “سليم” طفل لا يتجاوز سنه الـ10سنوات علمنا من أسرته أنه أصيب بمرض السل المعدي بعد إجرائه لعملية التقويم.
تقنيات تقليدية لتبييض الأسنان لا تزال رائجة
يقبل كثير من المواطنين عن المستحضرات التي تعرف رواجا كبيرا بقنوات الإعلانات، خاصة ما يباع بأسعار ملتهبة، باحثين عن كل ما يعرضه المعلنين الذين يعمدون على إغراء المتلقين بطرق خاصة لإقناعهم بمدى فعاليتها في تخليصهم من مشاكل الأسنان، لكن ما علمناه من حديث بعض ممن استخدموا تلك المستحضرات أنهم لم يجدوا فعالية بالرغم من إنفاقهم أموالا كثيرة عند شرائها، حيث أكدت إحدى من تحدثنا إليها في الموضوع أن القنوات الإعلانية قد أغرتها بفعالية تلك المعاجين في تخليصها من مشكلة اصفرار الأسنان، لكن حسب قولها فإنها لم تجن أيّ فائدة منها بالرغم من رواج مستحضرات تبييض الأسنان المستوردة بالمحلات، فإن الطرق التقليدية لا تزال تصنع البديل بالنسبة للبعض، خاصة بعد التجارب التي أبرزت نجاحها، حيث أصبحت الطرق القديمة واسعة الاستعمال، خاصة القرويين الذين يعتمدون على طرق بسيطة أبرزت فعالية فاقت ما تقدمه بعض المستحضرات الكيميائية، حيث علمنا أن سكان الصحراء يستبدلون معاجين الأسنان بالفحم والسواك، حسبما أكدته إحدى قاطنات ولاية تندوف، حيث يستعملن مستحضرات محضرة من الأعشاب لتبييض أسنانهم بواسطة قطع الفحم وهو سر ابتسامتهن المتميزة.
ابراهيم سلامي