تكنولوجيا

العلماء المسؤولون يدقون ناقوس الخطر

الذكاء الإصطناعي وعلاقته بإنتاج الإسلحة

أصبحت ماهيات الذكاء الاصطناعي عديدة وأثار الكثير من الجدل بين المخاوف والتحذير منه، والمزايا وضرورة الإهتمام به والتعامل معه، بحث أصبحت إمكانيات الذكاء الاصطناعي غير محدودة بل وتزاوجت كل توقعات وتخمينات الخبراء، وبالتالي طرحوا الكثير من المسائل من باب القلق والخوف، والقضايا من حيث التحذير والإحتياط، ولعل أهمها ما تعلق بصنع الجراثيم وابتكار الكيماويات وتصميم القنابل،ـ وغيرها م يهدد الوجود البشري بأكملة على وجه المعمورة

لا يختلف إثنان في أنّ القدرات العلمية للإنسان ساهمت على مر العقود إما في إسعاد أو تدمير الإنسانية من خلال الإبتكارات على جميع الأصعدة، ونفس هذه القدرات هي التي في أوجّ تطورها وتقدمها نتج عنها ميلاد “الذكاء الاقتصادي” ، وهذا الخير يعتبر تحصيل خاصل لفكر الإنسان، ولا غرابة إن تم تسييره بالطريقة اليلبية المدمرة للإنسانية، يمكنه إنتاج المُركّبات الكيميائية وأيضا كل أنواع الأسلحة بما فيها المتعلقة بالدّمار الشّامل. ومن هذا المُنطلق، يؤكد بعض الخبراء وفي مُقدّمتهم، الخبير الأكاديمي ورئيس وحدة السياسات بمركز حوكمة الذكاء الاصطناعي (ماركوس أندرلو)، يؤكد أن ما وصلت إليه قدرات الذكاء الاصطناعي، وما يطرحه صناع القرار في الدول الكبرى من قرارات تصبُّ في تجاه التسلح التكنولوجي الجنوني، يفتح أكثر من قوس بل وأنّ الباحثين حول العالم يدقون ناقوس الخطر لمواجهة المخاطر المحتملة بسبب سء استعمال الذكاء الإصطناعي.

 التخوف من تفوُّق الذكاء الإصطناعي على البشر

وعليه، فقد قام مجموعة من الخبراء منذ حوالي سنة (أبريل 2023)، بجامعة “كارنيجي ميلون” الأميركية، باختبار القدرات الكيميائية للذكاء الاصطناعي، بحيث طُلب منه إنتاج عدد من المواد المُركَّبة بمجرد إدخال كلمتين فقط هما “تركيب إبوپروفين”، وكانت النتيجة مذهلة للغاية، بمعنى أنّ الذكاء الاصطناعي كان على عِلم مُسبقا بمكوِّنات “الإبوپروفين” وكيفية تصنيعه، بل واكثر من ذلك اكتشف هؤلاء الباحثين أن الذكاء الإصطناعي بهم يمكنه إنتاج كيماويات أخطر بكثير من المُسكِّنات، واتباع كل التعليمات لإنتاج عقار مُخدِّر أو سلاح كيماوي قد تمّ استعماله من قبل في الحرب العالمية الأولى. وليس أخيرا، بحث هؤلاء الخبراء، أكدوا بعد تجارب إضافية أخرى، أن للذكاء الإصطناعي القدرة أيضا على التلاعب بأدوات البحث على الإنترنت من خلال تغيير المصطلحات، استنتجوا بأنه له القدرة المُذهلة أيضا على إنتاج أي سلاح فتّاك أو تصنيع قنابل ومركبات كيمياوية. لقد أصبح مؤكدا اليوم بأنّ ثورة الذكاء الاصطناعي في كل مجالات الحياة إنفجرت بوتيرة جد متسارعة وغزت كل شيء من التعرّف على الوجوه واستنساخ الأصوات إلى كتابة النصوص والتصاميم المعمارية واللوحات الفنية، مرورا بمساعدة الطلبة في أبحاثهم وتدفع آفاق العلوم واكتشاف العقاقير الجديدة وصولا إلى بحوث الانصهار النووي، وما خفي كان أعظم

 إحتمالات الإنزلاق في الهاوية في أي لحظة

في ظل غزو الذكاء الاصطناعي لكل القطاعات حتى مجل التسلح، تصبح احتمالات المخاطر التي يجلبها أكثر وتتضاعف مع المزيد من هذه الإكتشافات في قطاع التسلح، فهل سنشهد يوما -عسكرة الذكاء الإصطناعي” أكثر من الجوانب الإنسانية؟ الجواب أكيد ليس اليوم ولن يكون غدا، لأنّ المعلومات المُضلِّلة، وأساليب التجسس التي تستعملها العديد من الدول على بعضها البعض، ليس بعيدا على الذكاء الاصطناعي من إنتاج الجراثيم واختراق البنى التحتية الحيوية مستقبلا، هذا إذا لم ينطلق فعلا في انتاجه في مخابر جد سرية، بل إن العلماء المسؤولين عن تطوير الذكاء الاصطناعي أنفسهم يحذروننا اليوم من مغبّة ما يصنعونه، مؤكدين بأن تقليص خطر الانقراض بسبب الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أولوية عالمية، جنبا إلى جنب مع غيرها من أولويات مثل مكافحة الأوبئة وتفادي الحرب النووية، ولتفادي الإنزلاق في الهاوية في أي لحظة، أصبح لزاما صياغة إجراءات أمان جديدة، رغم اعترافهم مسبقا بأنّ المهمة جد صعبة للغاية، على ضوء السرية المطلقة التي تُحيطُ بنماذج الذكاء الاصطناعي المستقبلية والتي هي قيد التصميم.

بقلم: رامــي الــحــاج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى