بلغت أزمة العطش في بعض البلديات بتيارت إلى درجة خروج بعض سكان أحيائها وقراها إلى الشارع للمطالبة بتوفير المياه، فقد قطع عدد من سكان الرحوية شمال الولاية الطريق الوطني رقم 23 الرابط بين بلديتهم وعاصمة الولاية بالحجارة والمتاريس وأضرموا النار في العجلات، مما شل حركة المرور وعدم السماح لأصحاب المركبات والشاحنات بالعبور.
وقال هؤلاء إن معاناتهم لا توصف بسبب انقطاع الماء عنهم لأكثر من شهر رغم أن مركز الجزائرية للمياه وبضع الشباب الناشطين قاموا بمبادرة جلب صهاريج ماء من بلدية وادي السلام ومنداس لولاية غليزان وبلدية جيبالي بن عمار وببلدية فروحة بمعسكر توقف صهريج بلديتهم الذي كان يمونهم بالمياه، وفئة أخرى ما دعاهم إلى الاستنجاد بمياه يجهل مصدرها والتي تشكّل خطرا كبيرا عليهم، بسبب خلوها من المعالجة، ما يهددهم بالأمراض المتنقلة عن طريق المياه كالتيفوئيد الأمر الذي استدعى تنقل الوالي إلى الرحوية، حيث تحاور مع ممثلين من السكان إلا أن نتيجة الحوار باءت بالفشل حسب تصريحات أحدهم للجريدة أمام الإصرار على تزويدها بالصهاريج.
وببلدية تيارت عاصمة الولاية، احتج سكان حي الرحمة وأحياء أخرى مؤخرا على النقص الفادح لماء الشرب، حيث لا تسيل حنفياتهم ـ كما قالوا ـ ولا بقطرة ماء واحدة بسبب انعدامه من الشبكة العمومية، خاصة وأنهم اطمأنوا على أنها ستكون متوفرة من الشط الشرقي، حيث كانت الانطلاقة الرسمية لذلك من قبل وزير الري الأربعاء المنصرم، والذي صرح أمام وسائل الإعلام أن أزمة الماء لعاصمة الولاية انحلت، خاصة وأنه سيتم تزويدهم بـ 30 ألف متر مكعب و 08 آلاف متر مكعب من آبار توسنينة إلا أن الأمور لا تزال على حالها .
بينما بمنطقة الفرجة بفرندة، تم غلق الطريق الوطني رقم 14 الرابط بيت تيارت وسعيدة ومعسكر على النقص الفادح لماء الشرب، وانعدامه من الشبكة العمومية، و كذا عن الوسائل مما اضطر المسافرين على تحويل مسارهم إلى الطريق الولائي رقم 2 من منطقة عين درهم باتجاه عاصمة الولاية والذي حتما سيكون هناك زيادة في السعر مما يثقل كاهل المسافرين .
ويبقى المواطن بين سندان العطش ومطرقة الوعود الكاذبة لحل أزمة العطش، ما يستوجب حسب المتتبعين للشأن المحلي تدخل رئيس الجمهورية في إنزال حكومي للوقوف على المشكل.
للإشارة، أن زيارة وزير الداخلية والجماعات المحلية إلى تيارت في الأسبوعين كان قد طمأن أن الأزمة ستعرف انفراجا مؤقتا لإيصال الماء عن طريق الشط الشرقي لمسافة 42 كلم وستعرف تزويد المدينة قبيل عيد الأضحى وسيتم الانطلاق في مشروع عجرماية لمسافة 120 كلم يوم العيد على أن ينتهي المشروع في أقرب الآجال .
فيما كانت 3 زيارات متتالية لوزير الري الذي وعد بحل المشكل قبل العيد وكان قد قام بالانطلاق الرسمي لتزويد الماء من الشط الشرقي إلا أن الأمور لا تزال على حالها.
ج.غزالي