صيفيات

العرس المستغانمي

أفراح الجزائريين "التحزام"

من بين العادات والتقاليد التي لا تزال راسخة وسط العائلات المستغانمية “التحزام”، وهي عادة قديمة ترسخت في أعراس ساكنة مستغانم، وما هي إلا حلقة من بين حلقات العرس المستغانمي الذي يستمر لمدة 7 أيام كاملة، تبدأ بما يعرف بـ “ذبيحة الكبش” ثم “الطعيم”، “المداحات”، “الترويح”، “التحزام”، وصولا إلى “القطيع السالف”، و”التحزام” في العرس المستغانمي، معناه أن العروسة وضعت رجلها في بيت زوجها، وأظهرت على أنها مؤهلة لبناء أسرة قوامها الخير والسعادة.

طقوس “التحزام” تجري خلال اليوم الأول من العرس، وهذا بارتداء العروس اللباس التقليدي المعروف بـ “الشدة المستغانمية”، حيث تقدم العروس طبقا من الغداء التقليدي للحاضرين، يتكون من “الثريد بالمرق الأحمر والدجاج”، وهو عبارة عن قطع من العجين الرفيع والرقيق، وبعد أكلة طبق “الثريد” يبدأ حفل “التحزام” والذي ينظم عادة في فناء المنزل، حيث تختار عائلة العريس امرأة متقدمة في السن ومحترمة من قبل الجميع، تُكلّفُ بوضع في وسط الصحن قطعة من الخشب، ثم تأخذ بيد العروس وتجعلها تقف في داخلها، قبل أن تُحزّمها بحزام أخضر وتلُفها، وهي واقفة داخل القصعة 7 لفات، بعد ذلك تضع الحاضرات النقود في أكمام (مداخل الثوب) الشدة المستغانمية، كما تـُعطى لها حزمة من السنابل كدليل عن عزمها في تكوين عائلة والسهر على راحته، وفي الأخير لا تنزع العروس الحاشية الخضراء، وتقوم بحمل طفلا صغيرا يقدم لها ماء مُحلى بالسكر، فتشرب منه ثم ترمي الحلوى من خلفها، ليسارع الأطفال بالتقاطها في صورة تعكس تفاؤل العروس، بأن تكون كل أيامها حلوة ومملوءة بالسعادة.

بعد مرور يومين أو 4 أيام من عملية “التحزام”، يتسوق والد الزوج ويشتري بالنقود التي جمعتها العروس يوم “التحزام” السمك الأحمر على وجه الخصوص، وعند إحضاره السمك تقوم العروس بتنظيفه وقليه، ثم تقديمه كغذاء للأسرة والحاضرين في صورة فأل خير وجلب الرزق، لذا يقال بأن هذه العروسة “مرزاقة”، بعدها تقوم بعجن الخبز إظهارا لمهارتها وقدرتها على تدبير شؤونها.

وخلال آخر يوم من العرس المستغانمي المسمى بـ” القطيع السالف” يكون مخصصا لأم العروس، حيث تحضر والدتها وهي تحمل معها الغداء المعروف بـ”الزاورة”، تتناوله مع ابنتها وعائلتها الجديدة، عند الانتهاء من الغداء، تُقدم الأم بعض النصائح الهامة لابنتها كحسن العشرة والمودة وطاعة الزوج، وربط علاقات محبة مع أفراد عائلته، متمنية لها حياة سعيدة.

 

ق.م/ وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى