تكنولوجيا

العالم الرقمي

هل تؤثر الاختصارات النصية على المصداقية والعلاقات؟

باتت الاختصارات في الرسائل النصية والمحادثات المكتوبة ظاهرة شائعة، إلا أن هذه الطريقة في الكتابة قد تحمل تأثيرات غير متوقعة على الطريقة التي يُنظر بها إلى المرسل. فقد أظهرت أبحاث حديثة أن استخدام الاختصارات بدلاً من كتابة الكلمات بشكل كامل يجعل المرسل يبدو أقل مصداقية ويقلل من فرص التفاعل الإيجابي معه.

الرسائل التي تعتمد على الحروف المختصرة تُظهر أصحابها وكأنهم يفتقرون إلى الجدية، حيث ينظر إليهم المتلقون باعتبارهم أقل التزاماً بالتواصل، بل وأحياناً كسالى. وعلى الرغم من أن البعض يعتقد أن الاختصارات تسهّل التقارب بين الأطراف، فإن النتائج تكشف أن هذا الأسلوب قد يأتي بنتائج عكسية، ما يؤدي إلى ضعف التواصل وفقدان الثقة.

تجارب مكثفة أُجريت على مجموعات محادثة عبر تطبيقات التواصل، كشفت أن الشباب هم الأكثر استخداماً للاختصارات مقارنة بالفئات العمرية الأخرى، لكن المفارقة تكمن في أنهم لا يميلون إلى تقديرها عند استخدامها من قِبل الآخرين.

كما تبين أن الأشخاص الذين يكتبون رسائل مختصرة يحصلون على استجابات أقصر وأقل تفصيلا، ما يقلل من جودة المحادثة، وقد ينعكس سلبا على بناء العلاقات الاجتماعية عبر الإنترنت. الإفراط في هذا الأسلوب من الكتابة لا يقتصر على التأثير اللحظي، بل يمكن أن يؤدي على المدى الطويل إلى شعور بالوحدة وإضعاف الروابط الاجتماعية، حيث يصبح التواصل سطحياً ومفتقراً للمعاني العميقة.

خبراء في علم النفس الاجتماعي يحذرون من أن اختيار الكلمات بعناية وكتابتها بشكل كامل يعكس احتراما للمستقبل ورغبة صادقة في بناء تواصل قوي، مشيرين إلى أن الرسائل المكتوبة بوضوح تعزز من فرص التفاعل الإيجابي وتقوي العلاقات الشخصية والمهنية.

في عصر يعتمد فيه التواصل الرقمي على النصوص القصيرة، يبدو أن العودة إلى الاهتمام بالتفاصيل، حتى في أبسط الرسائل، هو خطوة نحو بناء علاقات أفضل وأكثر متانة.

ياقوت زهرة القدس بن عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى