حوارلك سيدتي

الطالبة “بشكيط إيمان”، السنة الخامسة في المدرسة العليا للاقتصاد:

"شهدنا تحولاً هائلاً من الأنظمة التقليدية إلى الحلول الرقمية"

“بشكيط إيمان”، طالبة في السنة الخامسة في المدرسة العليا للاقتصاد في وهران، حيث تدرس تخصص الاقتصاد الرقمي وتحليل البيانات.
كانت رحلتها الأكاديمية مليئة بالتحديات والفرص التي أتاحت لها دراسة هذا المجال المتطور، حيث تعمل على دمج التقنيات الرقمية مع تحليلات البيانات لاكتساب رؤى استراتيجية تعزز من فهمنا للأمور الاقتصادية وتوجهات السوق.

هلا حدثنا قليلاً عن عملك؟
كطالبة، أود أن أتحدث عن أهمية تخصص الاقتصاد بشكل عام، الاقتصاد هو الركيزة الأساسية التي تقوم عليها الدول وتزدهر بها، فهو يشكل العمود الفقري لسياسات التنمية واستراتيجيات النمو. من خلال دراسة الاقتصاد، نتمكن من فهم كيف يمكن للموارد المحدودة أن تُدار بشكل فعال لتحقيق أقصى فائدة، وكيفية تصميم السياسات التي تعزز من استقرار الأسواق وتدفع عجلة النمو. التخصص في الاقتصاد ليس مجرد دراسة أرقام وإحصاءات، بل هو علم يربط بين النظرية والتطبيق لتقديم حلول ملموسة للتحديات الاقتصادية، كل مشروع اقتصادي هو بمثابة “وقود” لدولة ما، إذ يساهم في بناء اقتصاد قوي ومستدام، من خلال التحليل العميق للبيانات وتطوير استراتيجيات مدروسة، يمكننا أن نساعد في توجيه السياسات واتخاذ القرارات التي تؤثر بشكل إيجابي على الاقتصاد والمجتمع.

ما هي علاقاتك مع المؤسسات الأخرى من نفس النوع؟
كوني طالبة في تخصص الاقتصاد الرقمي وتحليل البيانات، فإن دراستي توفر لي فرصة للتفاعل مع العديد من المؤسسات الأكاديمية والبحثية المتخصصة، من خلال التعاون مع أساتذتي وزملائي، أشارك في مشاريع بحثية تهدف إلى تطبيق مبادئ الاقتصاد الرقمي في سياقات مختلفة، مما يعزز من فهمي للمجال ويعمق معرفتي حول كيفية استخدام البيانات لتحسين القرارات الاقتصادية، كما أستفيد من الروابط التي أُقيمها مع المؤسسات المتخصصة في تحليل البيانات والتكنولوجيا، حيث أشارك في ورش العمل والندوات التي تنظمها هذه الجهات.
علاوة على ذلك، توفر مدرستنا فرصة للتدريب العملي خلال كل إجازة، مما يعني أن الطلاب يمكنهم إجراء تربصين سنويًا، مدة كل منهما خمسة عشر يوماً. هذا التدريب العملي يعزز من التفكير المهني ويكسبنا مهارات مهنية عالية، أنا شخصياً قمت خلال عامين بالتدريب في شركات متنوعة تشمل مؤسسات حكومية وخاصة مثل البنوك وشركات ذات مسؤولية محدودة، هذه التجارب أكسبتني ثقة وتجربة قيمة، وساعدتني في توسيع قاعدة معرفتي وتطبيق ما تعلمته في بيئات عمل مختلفة.

مما يتكون مشروعك الحالي على المدى المتوسط والطويل؟
على المدى المتوسط، أركز حالياً على إتمام مذكرة التخرج الخاصة بي بنجاح، أعمل بجد على تطوير بحثي وتحليلاتي في مجال الاقتصاد الرقمي وتحليل البيانات، مع الحرص على تحقيق مستوى عالٍ من الجودة والإتقان في العمل. إنني أسعى للحصول على تقدير ممتاز يعكس جديتي والتزامي في هذا المجال الأكاديمي.
أما على المدى الطويل، فإنني أؤمن بشدة بقدرتي على إطلاق شركة ناشئة تسعى لتقديم حلول رقمية متقدمة. من خلال هذا المشروع، أهدف إلى الاستفادة من مهاراتي ومعرفتي في تحليل البيانات وتطوير استراتيجيات مبتكرة تعزز من فعالية الحلول الرقمية في السوق، إن طموحي هو خلق تأثير إيجابي ومستدام في هذا القطاع، والمساهمة في تحقيق تقدم تكنولوجي يعزز من التنمية الاقتصادية.

لماذا اخترت هذا المجال؟ هل هو عن قناعة أم فضول أم غير ذلك؟
اخترت مجال الاقتصاد الرقمي وتحليل البيانات عن قناعة تامة، وذلك نظراً لأهمية هذا التخصص في عصرنا الحالي، في عالم يتجه بشكل متسارع نحو الرقمنة، أصبحت البيانات جزءاً أساسياً من كل قطاع اقتصادي وتجاري. التخصص في هذا المجال يوفر لي الفرصة لفهم وتحليل البيانات التي تشكل أساس القرارات الاستراتيجية، مما يساهم في تحقيق نمو مستدام وابتكار في مختلف المجالات، لقد أيقنت أن القوة في زمننا الحاضر تكمن في القدرة على جمع البيانات وتحليلها بفعالية، امتلاك المهارات اللازمة لتحليل هذه البيانات يجعلني قادرة على تقديم رؤى قيمة تدعم اتخاذ القرارات وتساهم في تحسين الأداء الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، فإن مجال الاقتصاد الرقمي هو مجال ممتع وديناميكي، حيث يوفر لي فرصة دائمة للبقاء على اطلاع بأحدث التطورات والتقنيات، مما يعزز من شغفي واهتمامي بهذا التخصص.

كيف ترى مستقبل ما تقوم به؟
أرى مستقبل مجال الاقتصاد الرقمي وتحليل البيانات مشرقاً ومليئاً بالفرص المثيرة، مع استمرار التقدم التكنولوجي وتزايد الاعتماد على البيانات في كل جانب من جوانب حياتنا، يتوقع أن يصبح هذا المجال أكثر أهمية من أي وقت مضى. البيانات ستظل تلعب دوراً حاسماً في تشكيل الاستراتيجيات الاقتصادية وصنع القرار على جميع المستويات، من الشركات إلى الحكومات. القدرة على تحليل البيانات واستخلاص رؤى دقيقة ستكون مهارة أساسية في تحقيق النجاح والتفوق في العديد من القطاعات.
أنا متفائلة بشأن التوجهات المستقبلية في هذا المجال، بما في ذلك تطورات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الكبيرة. هذه الابتكارات ستفتح أبواباً جديدة للإبداع والتحسين، وستوفر أدوات أكثر قوة لتحليل المعلومات واتخاذ قرارات مدروسة.

هل لديك شراكات مع مؤسسات أو شركات أخرى؟
الحمد لله، أدرس في مدرسة تتمتع بسمعة ممتازة في بناء وتعزيز علاقاتها مع المؤسسات والشركات المتنوعة، المدرسة تعمل بجد لتطوير شراكات قوية مع عدد من الشركات الرائدة مثل موبيليس وصوميز وسيور وناتكسيز وغيرها، مما يوفر للطلاب فرصاً فريدة للتفاعل مع بيئة العمل الحقيقية ويعزز من قدرتهم على تطبيق ما يتعلمونه في سياقات عملية.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى المدرسة لتوسيع نطاق شراكاتها على الصعيد الدولي، وذلك بهدف تعزيز مكانتها واعتبارها على المستويين الوطني والدولي. هذا التوجه الدولي يفتح أمام الطلاب آفاقاً واسعة للتواصل والتعاون مع مؤسسات تعليمية وشركات من مختلف أنحاء العالم، مما يساهم في تعزيز تجربتهم الأكاديمية والمهنية.

ما الذي يمكنك إضافته ولم نتناوله في هذا الموضوع؟
أود أن أضيف بعض النقاط التي قد تكون ذات أهمية فيما يتعلق بتخصص الاقتصاد الرقمي وتحليل البيانا،. من المهم أن نذكر التحديات التي قد تواجهها في هذا المجال. على الرغم من الفرص الكبيرة، هناك أيضاً تحديات تتعلق بحماية البيانات والخصوصية، وهي قضايا أساسية في عصر الرقمنة.
من الضروري أن نتعامل مع هذه القضايا بجدية لضمان استخدام البيانات بشكل مسؤول وآمن، كما أن هناك فرصة كبيرة للتوسع في التطبيقات العملية لتخصص الاقتصاد الرقمي، مثل تطوير حلول مبتكرة لمشاكل محددة في المجتمع. على سبيل المثال تحليل البيانات يمكن أن يساعد في تحسين الخدمات الصحية، تعزيز التعليم، وتقديم حلول فعالة لمشاكل التنمية المستدامة.

ما رأيك في الرقمنة؟ هل تم تعميمها في كل القطاعات؟ كيف ترين المستقبل على ضوءها خاصة في مجال عملك؟
الرقمنة أصبحت أحد العناصر الأساسية في العصر الحديث، وقد أثرت بشكل كبير على مختلف القطاعات، لقد شهدنا تحولاً هائلاً من الأنظمة التقليدية إلى الحلول الرقمية التي تسهم في تحسين الكفاءة وتعزيز القدرة على اتخاذ القرارات. في الواقع، الرقمنة ليست مجرد خيار بل ضرورة استراتيجية للأفراد والشركات على حد سواء، لأنها تسهم في تسريع العمليات وتقديم خدمات أفضل وأكثر تفاعلاً.. في مجال الاقتصاد الرقمي وتحليل البيانات، أرى أن المستقبل يحمل إمكانيات كبيرة.
التطورات المستمرة في مجال الذكاء الاصطناعي تعزز من قدرة تحليل البيانات بشكل أعمق وأكثر دقة، مما يوفر رؤى قيمة تساهم في تحسين استراتيجيات الأعمال واتخاذ القرارات. الذكاء الاصطناعي يمثل أداة قوية لإدارة وتحليل كميات ضخمة من البيانات، مما يعزز من قدرة المؤسسات على الابتكار وتقديم حلول مخصصة. فبالرغم أن تخصصنا ليس من التخصصات التقنية بشكل مباشر، فإننا ندرك أهمية الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي ونسعى جاهدين لدراسته وتطبيقه في سياق الاقتصاد الرقمي.

ما هي كلماتك الأخيرة في هذا الحوار؟
في الختام، أود أن أعبر عن امتناني لهذه الفرصة للتحدث عن مجالي الأكاديمي وتطلعاتي المستقبلية. إن دراسة الاقتصاد الرقمي وتحليل البيانات تتيح لنا فهم التغيرات السريعة في عالمنا الرقمي وتزويدنا بالأدوات اللازمة للتعامل مع هذه التحديات بفعالية.
أنا متحمسة للمساهمة في هذا المجال المتطور، وأؤمن بقوة بأن الرقمنة والذكاء الاصطناعي سيشكلان جزءاً أساسياً من المستقبل، مقدمان لنا فرصاً غير مسبوقة للابتكار والنمو. أطمح إلى استخدام معرفتي وشغفي لتحقيق تأثير إيجابي في هذا المجال والمساهمة في تطوير حلول مبتكرة تسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز التنمية الاقتصادية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى