تكنولوجيا

الرياضات الإلكترونية في إفريقيا تنمو بسرعة رغم العقبات التقنية

تعيش سوق الرياضات الإلكترونية في إفريقيا طفرة لافتة. حيث سجلت قيمة هذا القطاع في عام 2024 نحو 66مليون دولار. وهو رقم يعكس توسعا استثنائيافي مجال كان حتى وقت قريب هامشيا في كثير من بلدان القارة. وتظهر وتيرة النمو أن القارة الإفريقية تسير بمعدل يتجاوز المتوسط العالمي بنحو 6 أضعاف. مدفوعة بشكل رئيسي بالانتشار الواسع للألعاب الرقمية على الهواتف المحمولة.

 

تشير الإحصاءات إلى أن ما يقارب 95 في المئة من النشاط الرقمي في هذا المجال. يتم عبر الأجهزة المحمولة، ما يعكس تفضيلا واضحا لهذا النوع من الألعاب بسبب انخفاض تكلفته وسهولة الوصول إليه.

غير أن هذا التوسع يصطدم بعقبة أساسية تتمثل في ضعف البنية التحتية للاتصالات. وهو ما يحد من قدرة اللاعبين على خوض منافسات احترافية عالية المستوى

وتتطلب الرياضات الإلكترونية الحديثة اتصالا ثابتا وسريعا بالإنترنت، وهو أمر لا يزال يشكل تحديا في العديد من الدول الإفريقية. حيث تعاني شبكات الاتصال من انقطاعات متكررة وضعف في السرعة. ما يؤثر على جودة التجربة الرقمية ويحد من فرص اللاعبين المحليين في المنافسة على المستوى العالمي.

 

الرياضات الإلكترونية في إفريقيا .. فرص استثمارية في بيئة نامية

رغم التحديات التقنية، تواصل القارة الإفريقية جذب الاهتمام العالمي في مجال الألعاب الرقمية. ويتوقع أن تصل إيرادات هذا القطاع إلى 83 مليون دولار بحلول عام 2029. مع معدل نمو سنوي يقدر بنحو 6 في المئة.

كما ينتظر أن يرتفع عدد مستخدمي هذه الألعاب إلى أكثر من 50 مليون مستخدم. ما ينبئ بتحول هذا القطاع إلى رافد اقتصادي جديد لعدة دول.

وتبرز بلدان مثل جنوب إفريقيا،نيجيريا وكينيا بوصفها مراكز رئيسية للاستثمار في البنية التحتية الرقمية ومراكز التدريب. وتشهد هذه الدول ارتفاعاً في عدد الشركات الناشئة التي تتخصص في تطوير الألعاب المحلية.

إلى جانب توجه واضح من قبل الشركات الكبرى لدعم بطولات محلية وإقليمية بهدف استقطاب جمهور جديد وفتح أسواق جديدة.

وتسعى عدة منصات إعلامية إلى تخصيص مساحات متزايدة لتغطية هذه الرياضات. كما بدأت الجامعات والمراكز الشبابية في إدراج برامج تدريبية لتعليم تصميم الألعاب وتطويرها. مما يعكس اعترافا رسميابأهمية هذا القطاع ومساهمته في التنمية الرقمية والاقتصادية.

 

نهضة رقمية يقودها الشباب

 

يمثل الشباب الإفريقي المحرك الرئيسي لهذا النمو. إذ تعد فئة المراهقين والشباب الأكثر استخداماً للألعاب الرقمية. سواء على مستوى الترفيه أو التنافس.

وتنتشر المبادرات المجتمعية في عدد من الدول التي تهدف إلى استغلال هذا الشغف لصالح بناء مهارات تقنية. من خلال معسكرات تدريبية وبرامج توعية تُنظمها جمعيات أهلية وشركات خاصة.

وتعد هذه المبادرات وسيلة فعالة لدمج الشباب في سوق العمل الرقمي، خاصة في ظل التحديات التقليدية التي تواجه التعليم والتوظيف في القارة، وتفتح هذه البرامج الباب أمام آفاق جديدة للابتكار وريادة الأعمال. حيث يمكن تحويل شغف اللعب إلى مسار مهني حقيقي يدر دخلًا ويصنع شهرة.

ورغم محدودية الإمكانيات في بعض الدول، فإن العزيمة التي يظهرها اللاعبون والمدربون والمطورون تعكس رغبة صادقة في إثبات الذات واحتلال مكانة في المشهد العالمي، وتُظهر الأرقام أن القارة تمضي بخطى ثابتة نحو ترسيخ حضورها، مستفيدة من النمو المتسارع في جمهور المتابعين، والدعم المتزايد من المستثمرين، والدور الفعال للمجتمع المدني.

تعيش إفريقيا حاليا لحظة فارقة في مسيرتها الرقمية،حيث تتقاطع الطموحات الشبابية مع الإمكانيات التكنولوجية، لتُرسم ملامح جديدة لصناعة الألعاب الإلكترونية في القارة، وبينما لا تزال التحديات قائمة، فإن الحماس والإبداع كفيلان بدفع إفريقيا نحو صدارة هذا المجال في المستقبل القريب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى