
كعادتها صنعت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بتلمسان الاستثناء حين استضافت في جلستها الفكرية لقاء الفكر صاحب جائزة البوكر العربية الروائي عبد اللطيف ولد عبد الله في عرض كتابه حمو رابي وهي القصة التي جمعت بين السردية والتشويق وبين التاريخ والإبداع في طابق إبداعي مميز وبالتفصيل.
عرض الكاتب أجزاء من الرواية التي تحمل صور عميقة وأحداث سردية من الذاكرة خلال العشرية السوداء التي عاشها الشعب الجزائري وجمعت الرواية في عدة محطات بين التحقيق البوليسي والخيال حيث يروي البطل أحداث أمام محققين في ثكنة عسكرية لجا إليها بعد مطاردته من طرف سكان القرية بتهمة تهديمه لقبة ولي صالح سيد المجدوب فيما تتهمه السلطات بالخيانة عبر مساعدة البعثة الأجنبية في سرقة الآثار وكذا بقتل ثلاثة أشخاص من أبناء قريته ويتميز المكان الذي تدور فيه الأحداث بوجود مقامان كل واحد منهما على قمة جبل وهما مقامي “الحراق” و “المجدوب حيث يتبارك بهما الناس إلا أن الحفريات اثبتت أن هذين المقامين لا يوجد بهما أي أجساد إذ أنهما مجرد هيكلين بناهما الرحالة هاينريش فون مالتسان في القرن التاسع عشر كإشارة إلى موقع أثري مهم يقع في إحدى المغارات ولذلك دلالة على سطوة الخرافة والشعوذة في المجتمع ومحاولة الغرب الإستحواذ على تراث مستعمراته ويضيف الكاتب من خلال الرواية أنه وبعد تسلسل الأحداث تظهر حقائق كثيرة حول سلسلة الجرائم في القرية ومع كثافة الأسئلة يعرض المحققين صور جريمة بشعة وقعت منذ ثمانية أعوام لامرأة قتلت رفقة ابنتها وابنها الصغير بعد اغتصابهم فينفي وحيد حراس معرفته بهؤلاء رغم أن تلك الصور تعود لزوجته وابنيهما واهم ما ميز الرواية هو ذلك الإبداع الذي تمكن من خلاله الكاتب عبد اللطيف الجمع بين الواقع والخيال والتحكم المميز في الشخوص حيث تمكن من صياغة نصه البوليسي المشوق بلغة وتراجيديا مشوقة وحسب مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بتلمسان محمد طرشاوي فإن التظاهرة تدخل ضمن برنامج منتدى الكتاب كما أنها تهدف إلى إبراز اعمال مختلف الأدباء والروائين.
ع. جرفاوي