
منذ أن ولجت الرقمنة عوالم الحاسوب في ظل البرمجيات المعاصرة واستغلالها في الحياة اليومية للإنسان أصبحت الرقمنة هي العنصر المهم في حياته إذ لا يمكنه الاستغناء عنها.
الرقمنة والبنك المعلوماتية:
تم تفعيل الرقمنة في معظم مؤسسات الدولة بغية تقريب الإدارة إلى المواطن وتوسيع نطاق الشبكة الإلكترونية في تدوين معلومات الأشخاص الخاصة، وتكون البداية في استخراج شهادة الميلاد الخاصة (12S)، ومن بعدها بطاقة التعريف البيومترية ليصحبها في ذلك جواز السفر البيوميتري وحتى رخصة السياقة البيوميترية.
كما أتمت ذلك في وضع برنامج يتعلق باستخراج الوثائق الخاصة دون اللجوء إلى المؤسسة العامة، مثل شهادة الجنسية وصحيفة السوابق العدلية واستمر ذلك في أن صار أولياء التلاميذ يطلعون على نتائج أبنائهم ومداومتهم الدراسية دون الذهاب إلى مؤسساتهم التربوية.
بل تطور الأمر في تحديث ذلك مع المسابقات التعليمية والوظيفية إذ اعتمدت تقنية البروغرس في التسجيل على منصات الجامعة دون الذهاب إليها، بل حتى مسابقات التوظيف والدكتوراه أصبحت تتم عن طريق ذلك. وهو ما قرب الإدارة إلى المواطن بشكل فعال جدا ومثمر.
الرقمنة والسيرورة الوظيفية:
أصبحت معظم مؤسسات الدولة لا تستغني عن الرقمنة من خلال المراسلات الإدارية وتدوين كل ما يتعلق بها، فمن جهة على سبيل المثال لا الحصر على مستوى قطاع التربية الذي صار يرتكز على الرقمنة بشكل فعال دون توقف، فصار تسجيل التلاميذ أو خروجهم أو تحويلهم أو شطبهم أو تحيينهم أو وضع علاماتهم واستخراج كشوفاتهم الفصلية أو مواظبتهم اليومية في الحضور والغياب لا يتم إلا بالرقمنة، والأمر نفسه مع عمال التربية وقد صاروا يستخرجون شهادة عملهم بالرقمنة، ويتم ضبط حصيلة راتبهم الشهري أو منحة المردودية بالرقمنة وكل هذا يندرج وفق المنصة الوزارية التي من خلالها تطلع على مجريات إدارة كل مؤسسة إذ صارت الرقمنة بذلك تمثل المتنفس الأكبر لديها.
التواصل بين المؤسسات الإدارية
سهلت الرقمنة عملية التواصل والاتصال بين المؤسسات الإدارية عبر فضاء البريد الالكتروني الذي جنب عملية التنقل وكثرة استعمال الورق وتفادي المسافات الطويلة، فهي بذلك حلقة ربط راقية تجمع بين المؤسسات ذات القطاع المشترك، كما أصبحت عملية اقتصادية تخدم كلا أطراف التواصل بين الإدارة ووعمالها.
الرقمنة لم تعد مجرد فضاء إلكتروني بل أصبحت الوسيلة الأكثر نجاعة في تحسين مستوى الخدمات بين أفراد المجتمع الواحد وتلبي حاجياته من عدة جوانب حياتية لا يمكن الاستغناء عنها. الرقمنة هي الفضاء الذي صار يتنفس منه الجميع ويتعامل به الجميع على ما لديها من إيجابيات كثيرة قد يطول الشرح فيها ولكن يكفي أن يكون الاستعمال الحسن لها هو الفائدة الكبرى مما لديها
بقلم: الدكتور. عبد القادر مسكي