تكنولوجيا

الرقمنة في كندا: نموذج متقدم للتحول الرقمي الشامل

تُعد كندا من الدول الرائدة في مجال الرقمنة، حيث تُظهر التزامًا كبيرًا بتحويل كافة جوانب الحياة إلى صيغ رقمية متطورة، بدءًا من الحكومة الإلكترونية وصولًا إلى التعليم والصحة. تُولي الحكومة الكندية أهمية قصوى لتطوير بنية تحتية رقمية قوية، تدعم الابتكار وتُعزز الكفاءة في مختلف القطاعات،الحكومة الإلكترونية والخدمات الرقمية في إطار الجهود المبذولة لتعزيز التحول الرقمي، أطلقت الحكومة الكندية العديد من المبادرات التي تهدف إلى رقمنة الخدمات الحكومية. تُعد بوابة “كندا الرقمية” نموذجًا لهذه الجهود، حيث تتيح للمواطنين الوصول إلى مجموعة واسعة من الخدمات الحكومية عبر الإنترنت بسهولة وأمان. تشمل هذه الخدمات تقديم الضرائب، الحصول على المساعدات الاجتماعية، وإجراءات الهجرة واللجوء،التعليم الرقمي تُعتبر كندا رائدة في تقديم التعليم الرقمي، حيث تعتمد الجامعات والمدارس الكندية على تقنيات التعليم عن بُعد والمنصات التعليمية الرقمية لتقديم محتوى تعليمي متميز. تسعى الحكومة إلى جعل التعليم متاحًا لجميع الطلاب، بغض النظر عن موقعهم الجغرافي، من خلال توفير البنية التحتية اللازمة والوصول إلى الإنترنت عالي السرعة في المناطق النائية،الصحة الرقمية في قطاع الصحة، تُعد كندا من أوائل الدول التي تبنت حلول الصحة الرقمية. يُستخدم السجل الصحي الإلكتروني بشكل واسع في المستشفيات والعيادات، مما يُسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية وتوفير الوقت والموارد. كما تُستخدم تطبيقات الصحة الرقمية لتقديم الاستشارات الطبية عن بُعد، ما يسهم في تقليل الضغط على المرافق الصحية وتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية،الابتكار والذكاء الاصطناعي تستثمر كندا بشكل كبير في مجالات الابتكار والذكاء الاصطناعي، وتُعتبر مونتريال واحدة من أبرز مراكز البحث والتطوير في هذا المجال. تدعم الحكومة الكندية العديد من المشاريع البحثية والشركات الناشئة التي تُركز على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها في مختلف الصناعات، مثل الزراعة، والطاقة، والنقل،الأمن السيبراني تُولي كندا أهمية كبيرة للأمن السيبراني، حيث تعمل على تعزيز القدرات الوطنية لمواجهة التهديدات السيبرانية المتزايدة. تُعتبر مبادرة “استراتيجية الأمن السيبراني الكندية” إحدى الجهود الرئيسية في هذا السياق، والتي تهدف إلى حماية البنية التحتية الحيوية والمعلومات الحساسة، وتعزيز الوعي بأهمية الأمن السيبراني بين المواطنين والشركات،الاستدامة الرقمية تسعى كندا إلى تحقيق الاستدامة الرقمية من خلال تبني ممارسات صديقة للبيئة وتقنيات رقمية تساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية. تُعتبر مبادرات المدن الذكية التي تُركز على تحسين كفاءة استهلاك الطاقة وإدارة الموارد مثالًا واضحًا على هذه الجهود،بفضل الاستثمارات الكبيرة والسياسات الداعمة، تُواصل كندا ريادتها في مجال الرقمنة، معززةً مكانتها كواحدة من الدول المتقدمة في تبني التكنولوجيا وتحقيق التحول الرقمي الشامل. يمثل النموذج الكندي مثالًا يُحتذى به للدول التي تسعى لتحقيق التقدم الرقمي والتنمية المستدامة.

بقلم:جلال يياوي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى