
طبيعة الإنسان أنه يأنس لأخيه الإنسان ويرفض النأي بنفسه عن الجميع لأنه لا بد من الاندماج في المجتمع وإلا سيعيش الفرد حربا داخلية طاحنة لا ينتصر فيها إلا بمدد من الآخرين، وهذا بطرح تلك الأفكار التي تتناقض في داخله لتجد لها أخرى تتماشى أو تصحح أو توضح له ما كان لبسا من قبل وهذه العملية الطبيعية التي جعلها الله بين الناس نعمة وحكمة حيث لا يمكن الاستغناء عن بعضنا إلا في فترات وجيزة ومتباعدة لمراجعة الذاتت وإصلاحها حتى يكون تأثير الفرد إيجابيا على محيطه فيتجلى هذا في المحبة بين الناس وترك كل ما يباعد ويفرق ونبذ الصفات الخبيثة في النفس ومحاربتها كالنميمة والغيبة وأشد منها الحسد والبغضاء والعياذ بالله. كذلك لا بأس أن نذكر أنفسنا أن ملكي السؤال في القبر لا يسألانا عن فلان كم راتبه ولا عن آخر من أين اشترى سيارته…بل عن ديننا ونبينا وأعمالنا. لدى وجب علينا من الآن التحضير لذلك اليوم والإبتعاد عن التجسس والبحث عن الأخبار الحصرية التي لا تعنينا ولا تخصنا في شيء ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. فالواجب أن نفرح إذا فرح الآخر ونحزن لمصيبته فنعينه عليها ما استطعنا ولا نشمت به ونحن كلنا خطايا. تا الله لأني في نعمة رأيت أن أحدث بها الناس فيسعدوا ويطمئنوا فليس صعبا أن تعيش مطمئنا راض بما رزقك الله من فضله معتقدا يقينا بأن الله عز وجل هو النافع الضار فيرتاح بالك ولا تهزك الضوضاء ولا تشغلك الفوضى ونحن في عصر الفتن هذا لابد من الثبات والرجوع إلى الأصل وإلا تاه الإنسان وزاغ عن الحق وضل عن السبيل. وليس صعبا أن تبتسم وتفشي السلام وتعين وتتطوع وتبادر لكل ما هو جميل وذلك الزرع الطيب الذي يؤتي أكله كل حين..
بقلم: أ.عباس العربي