الحدث

الرئيس تبون يستقبل محمود عباس تحضيرا للقمة العربية

العلاقات التي تربط الشعبين تؤكد دعم الجزائر الثابت للقضية الفلسطينية

حظي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لدى وصوله إلى الجزائر في إطار زيارة دولة تدوم ثلاثة أيام، باستقبال حار يعكس عمق العلاقات التي تربط الشعبين الشقيقين ودعم الجزائر الثابت للقضية الفلسطينية.

وقد كان في استقبال الرئيس عباس بمطار هواري بومدين الدولي، رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وكبار مسؤولي الدولة يتقدمهم رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، رئيس المجلس الشعبي الوطني ابراهيم بوغالي، رئيس المحكمة الدستورية عمر بلحاج، الوزير الأول، وزير المالية أيمن بن عبد الرحمان، ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق السعيد شنقريحة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية كمال بلجود وعدد من أعضاء الحكومة.

فيما صرح وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، بأن الزيارة تدخل في إطار التحضيرات للقمة العربية المقبلة في الجزائر، وأضاف المالكي الزيارة تأتي من أجل التنسيق بين دولة فلسطين والجزائر من أجل أن تكون القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى على جدول أعمال القمة القادمة، وقضايا أخرى مرتبطة أيضا بدور الجزائر في الأمم المتحدة وبقية المنظمات الدولية والإقليمية.

وتحتضن الجزائر في مارس المقبل، القمة العربية، حيث ستتناول حسب تصريحات سابقة للرئيس تبون، الموقف العربي من القضية الفلسطينية وكذا إصلاح الجامعة العربية.

وتعد هذه أول زيارة دولة للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الجزائر منذ خلافته للرئيس الراحل ياسر عرفات على رأس السلطة الفلسطينية، وزيارته الوحيدة للجزائر كرئيس كانت خلال احتضانها للقمة العربية سنة 2005.

وعشية وصول الرئيس عباس الجزائر، أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أن الزيارة تهدف للتنسيق بين فلسطين والجزائر بشأن تطورات القضية الفلسطينية، إلى جانب التحضير للقمة العربية التي تنعقد بالجزائر في مارس المقبل وأبرز قائلاً بأن الجزائر تريد السماع من الرئيس عباس ماذا تريد فلسطين من القمة العربية، وكان قد أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بأن القمة العربية المقبلة ستكون القضية الفلسطينية على رأس أجندتها.

وأكد سفير فلسطين لدى الجزائر فايز أبو عطية، وجود تنسيق على أعلى المستويات مع الأشقاء في الجزائر ونحترم الموقف الجزائري ونعتقد بأنها ستكون قمة فلسطينية بامتياز وستكون في مواجهة كل المؤامرات التي قامت بها الولايات المتحدة وإسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية.

وتأتي زيارة محمود عباس إلى الجزائر قبل أشهر قليلة من انعقاد القمة العربية، التي يعول أن تكون محطة لتوحيد المواقف العربية اتجاه القضية الفلسطينية ولدعم نضال الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، كما أنها تأتي بعد أيام قليلة من زيارة وزير الدفاع لدولة الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس إلى المغرب.

ويرى المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة الجزائر الدكتور توفيق بوقعدة، أن الزيارة لها أهميتها في إطار السياق الزمني والمسارات التي أخذتها القضية الفلسطينية، وتراجع مواقف عديد الدول عن الإجماع العربي الذي ظل المحدد في تعاطي كل طرف مع الملف.

وبخصوص أجندة الزيارة صرح الدكتور بوقعدة، إن محور المحادثات بين الجانب الجزائري والفلسطيني ستكون حول ملف القضية الفلسطينية وقراءة كل طرف الموقف الإقليمي والدولي، مشيراً إلى أن الجزائر ستستمع من الرئيس محمود عباس أولويات العمل خلال المرحلة القادمة، وما يمكن أن تقدمه القمة العربية في الجزائر حتى يمكن البدء في التحضير لمحاور النقاش العام والسري بين القادة العرب خلال القمة المقبلة، وأكد أن الجزائر سوف تجدد لمحمود عباس دعمها المطلق القضية الفلسطينية ماليا ودبلوماسيا في مختلف المحافل الدولية.

وبرأي الدكتور بوقعدة، فإن الظرفية الزمنية سوف تلقي بظلالها خلال هذه المحادثات، خاصة بعد زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي للمغرب وعقد اتفاقيات أمنية بين الطرفين.

من جهته، يرى الإعلامي والمحلل السياسي الدكتور رشيد ولد بوسيافة بأن زيارة الرئيس الفلسطيني إلى الجزائر جاءت في وقتها إذ تجري التحضيرات لعقد القمة العربية في الجزائر ومعروف أن الجزائر اختارت أن تكون قمة لتأكيد الحق الفلسطيني بعد أن تخلت عن العديد من الأنظمة العربية وعقدت اتفاقات مع الصهاينة، كما تأتي مباشرة بعد الزيارة المشؤومة لوزير الدفاع الإسرائيلي إلى المغرب وما تخللها من توقيع اتفاقية العار للدفاع المشترك.

وأكد الدكتور ولد بوسيافة، بأنه من الواضح أن الجزائر التي تكاد تغرد منفردة في موضوع التطبيع تسعى إلى وضع الفلسطينيين بالدرجة الأولى أمام مسؤولياتهم التاريخية من خلال فعل شيء لصالح القضية الفلسطينية خلال القمة المقبلة، من خلال إعادة طرح الحق الفلسطيني في أروقة الجامعة العربية بالدفع نحو مواجهة الواقع الجديد الذي فرضته اتفاقيات التطبيع، ولا يستبعد المتحدث أن تكون بعض المواقف المعلنة من قبل السلطة الفلسطينية محل تساؤل خصوصاً ما تعلق بالسكوت أو دعم الاتفاقيات بين الكيان الصهيوني وبعض الأنظمة العربية.

وتوقف الإعلامي الجزائري عند تحديات ستواجه الجزائر خلال القمة العربية وعلى رأسها، أن دولا عربية فاعلة عقدت اتفاقيات وذهبت بعيداً في التطبيع الدبلوماسي والسياسي والإعلامي والاقتصادي وحتى الديني، دون الحديث عن اتفاقية الدفاع المشترك التي وقعتها المغرب، وهذا يعني وجود تيار قوي داخل الجامعة العربية يدعم التطبيع، والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة في هذا السياق، وفق الدكتور ولد بوسيافة هو هل تستطيع الجزائر مواجهة هذا التيار الجارف لوحدها، وهل تنجح في استمالة الدول التي لا زالت إما رافضة للتطبيع أو هي في المنطقة الرمادية؟ ذلك ما سنراه في القمة.

للتذكير، أن الرئيس محمود عباس بعد محطة الجزائر سيتوجه إلى تونس بدعوة من الرئيس التونسي قيس سعيد.

ق.ح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى