الحدث

الرئيس تبون يدشن منشئات هامة لمختلف القطاعات ويؤكد نجاح العرس المتوسطي

مع انطلاق الألعاب المتوسطية بوهران اليوم

أشرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خلال  زيارة العمل والتفقد إلى ولاية وهران، على تدشين منشآت تنموية في مختلف القطاعات، واستقبل الرئيس تبون السلطات المدنية والعسكرية بالمطار الدولي لوهران “أحمد بن بلة” وهران، واستمع  للنشيد الوطني وتابع استعرض تشكيلة من الجيش الوطني الشعبي التي أدت له التحية الشرفية.

ورحبت أربع مقاتلات من سلاح الجو التابعة للجيش الوطني الشعبي، بالرئيس تبون أثناء وصوله إلى مطار وهران الدولي.

وببلدية عين الكرمة -غرب الولاية-، التي حل بها على متن طائرة مروحية استقلها عقب وصوله إلى مطار وهران الدولي، أشرف الرئيس في أول محطة من زيارته على مراسم وضع حجر الأساس لإنجاز محطة لتحلية مياه البحر بالرأس الأبيض بطاقة 300.000 متر مكعب في اليوم.

وشدد رئيس الجمهورية، على ضرورة ضمان تزويد المواطنين بالماء الشروب خلال هذه الصائفة، مع عدم قطع التموين لمدة طويلة، وقال بهذا الخصوص ممنوع منعا باتا قطع الماء لمدة يومين متتاليين على المواطن، ونبّه الرئيس، إلى أنه يتعين على السلطات المعنية أن توفي بالتزاماتها تجاه المواطنين بخصوص برامج توزيع الماء الشروب، وشدد على أنه من الأفضل تزويد المواطن بالماء الشروب ساعتين أو ثلاث في اليوم بدل قطعه عنه لفترة طويلة.

وأوضح بالمناسبة، بأن مسألة توزيع المياه تعد قضية تسيير أكثر منها قضية ندرة، وذكر بأن المياه المحلاة توجه للتزويد بالماء الشروب، في حين تخصص المياه الجوفية والسطحية للسقي الفلاحي.

وأوضح الرئيس تبون، أنه بالإمكان توجيه المياه المحلاة للفلاحة في حال بروز أزمات طارئة وهذا لمدة محددة، بالنظر إلى التكلفة العالية لإنتاج هذا النوع من المياه، وذكر بأن الجزائر تمتلك 74 سدا، 90 بالمائة منها شيدت بعد الاستقلال ما يعتبر العدد الأكبر مغاربيا و إفريقيا، غير أن هذا العدد لم يعد كافيا نتيجة الجفاف الذي تعرفه البلاد منذ أربع أو خمس سنوات.

وأضاف أنه إزاء ذلك، أضحت تحلية مياه البحر الوسيلة الأكثر ضمانا لتزويد المواطن بالماء الشروب، مثلما أكد الرئيس تبون الذي أضاف مؤكدا إننا أصبحنا قادرين على انجاز هذه المحطات بأيدينا، وسيسمح تضافر الجهود بجعل الجزائر في منأى عن مشاكل التزويد بالماء الشروب.

وفي معرض حديثه عن شركة سوناطراك، التي تشرف بعض فروعها على إنجاز هذه المحطة لتحلية المياه، أبرز رئيس الجمهورية ثقل هذه الشركة الوطنية التي اعتبرها من الأدوات القوية التي تسمح للجزائر بممارسة سيادتها، واصفا إياها بالدرع الذي يحمي الجزائر بعد قواتها المسلحة والمناضلين والمواطنين الأحرار

ووجه الرئيس، شكره الخالص لجميع عمالها نظير مجهوداتهم وتحليهم بالروح الوطنية ليؤكد على أن التاريخ سيسجل أن هذه الشركة الوطنية سمحت للجزائر بأن ترفع صوتها ورأسها في ظروف جد حساسة.

وأكد الرئيس تبون، على ضرورة إعادة النظر في استثمار الشركة في مجال إنتاج المازوت، مشيرا الى أن المنحى يتجه عالميا نحو التقليص من استعمال هذا النوع من الطاقة، ليسدي تعليماته بدراسة هذه المسألة مع وزارتي النقل والطاقة حتى لا يضيع الاستثمار في إنتاج هذا النوع من الوقود.

وحيا  الرئيس جهود سوناطراك لإنتاج مواد كانت الجزائر تستوردها إلى غاية اليوم، مشيدا بسعي هذا المجمع للدخول في السياسة الجديدة لتقوية الإنتاج الوطني والتخلي عن الاستيراد إلا عند الضرورة.

وفي قطاع النقل، أشرف رئيس الجمهورية على تدشين المحطة الجوية الجديدة لمطار وهران الدولي “أحمد بن بلة” التي تقدر طاقة استيعابها 3.5 مليون مسافر سنويا قابلة للتوسعة إلى 6 ملايين مسافر ليطوف بعدها بمختلف المرافق التابعة لها.

وشدد الرئيس تبون، على ضرورة تدعيم هذا المرفق الجديد بشركات قوية تابعة للدولة تتكفل بصيانة المنشأة، داعيا مسؤولي المطار إلى تحسين نوعية الخدمات المقدمة للمسافرين والتسيير الأمثل له، ولفت رئيس الجمهورية إلى أنه من الآن فصاعدا، يجب تغيير نمط التسيير ومنح الشباب ذوي الكفاءات مسؤولية تسيير المشاريع الكبرى.

وفي مجال السياحة والفندقة، شدد الرئيس تبون لدى إشرافه على تدشين فندق من فئة خمس نجوم “أ.زاد وهران الكبير” على ضرورة إزالة العراقيل البيروقراطية التي تقف حجر عثرة في وجه الاستثمار، منبها إلى أنه لن يتسامح مع أي أحد عندما يتعلق الأمر بذلك، وبعد أن أكد بأنه أصبح بالإمكان أن يجتهد المستثمر النزيه ويعمل ويكد وأن يجمع المال ويصبح ثريا في بلاده، ذكر رئيس الجمهورية بأنه كان هناك أناس يأخذون المال من الدولة ويهربونه للاستثمار في الخارج.

وببلدية بئر الجير، أشرف الرئيس تبون على تدشين المركب الاولمبي الجديد الذي يحمل اسم اللاعب الدولي السابق المرحوم ميلود هدفي، وعاين بنفس المركب ملعبا لكرة القدم بسعة 40 ألف متفرج والقاعة المتعددة الرياضات والمركز المائي.

ودشن رئيس الجمهورية القرية المتوسطية ومستشفى لعلاج المصابين بالحروق، والذي تبلغ سعة استيعابه 125 سريرا على مصلحة للحروق الكبرى ومصلحة لجراحة التجميل والترميم للصغار والكبار ومصلحة للإنعاش وأخرى لجراحة الوجه والفك.

وبهذه المناسبة، أكد الرئيس تبون على أهمية توفير مستشفيات كبيرة تختص في علاج الحروق.

وهران أعدّت العدّة والعدد للعرس المتوسطي، حيث جنّدت لإنجاحه كل الوسائل الماديّة والبشرية، ما بين تجهيزات حديثة، ومنشآت رياضية وثقافية وإعلامية لاستقبال ضيوف الباهية في أحسن الظروف، ينتظر أن يطبعها حفل افتتاح ضخم.

وتراهن الجزائر في هذا الصدد،  على التفوق فيما هي مقدمة عليه بعد تحديها لكل الظروف التي أحاطت بالنسخة 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط، خاصة جائحة كورونا كوفيد 19، التي أخلطت الكثير من أوراقها بسبب توقف كل الأنشطة عبر العالم تخوفا من انتشار الفيروس، ما جعل التزود بالمواد الأولية الخاصة بالبناء أمرا صعبا للغاية، بسبب حالة الإغلاق الجزئي والتام، والعزلة الدولية جراء توقف الملاحة الجوية، البحرية وحتى البرية، والوتيرة البطيئة التي كانت تسير بها الأشغال في الورشات، بسبب نظام العمل الذي كان يفرض التباعد الجسدي، والإصابات المتكررة في أوساط العمال.

ومع ذلك أخذت بلادنا على عاتقها الاستمرار في تنظيم التظاهرة، حيث ضخّت استثمارات ضخمة في تشييد منشآت رياضية جديدة منها ملعب بئر الجير، وشرعت في بذل المزيد من الجهود منذ إعلان حالة التعافي التدريجي من الوباء، وسط خوف كبير من الفشل في جاهزية المنشآت، لم يخفه حتى رئيس اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط “تيزانو”، الذي أعلن صراحة خلال زياراته الأخيرة لوهران عن سعادته وانبهاره من التقدم الكبير الذي أحرزته الجزائر على جميع الأصعدة، والتزام هذه الدولة بتعهداتها لإنجاح الدورة 19.

والجزائر هي ذاتها التي راهنت على احتضان كأس إفريقيا للأمم وفي 1990، في وقت حرج للغاية، كان يمر فيه العالم  بتحولات دولية ضمن سياقات في غاية الأهمية، وما أعقب انهيار المعسكر الشرقي بزعامة الإتحاد السوفياتي وسقوط جدار برلين، ومرور الدول الموالية لهذا المعسكر بأزمات خانقة ومنها الجزائر، ومع ذلك نجحت في تنظيم الدورة بل وفازت بأول كأس في تاريخها.

ونظمت قبلها ألعاب البحر الأبيض المتوسط في 1975، ورالي داكار-باريس الجزائر داكار في 1981 و1988، وأربع دورات لبطولة إفريقيا لكرة اليد للرجال في سنوات 1976، 1989، 2000، و2014، والألعاب الإفريقية في 1978 و2007، وبطولة إفريقيا لكرة الطائرة للرجال في 1993، وبطولة إفريقيا لكرة الطائرة لأقل من 23 سنة، فبطولة إفريقيا لكرة السلة في 1995 و2005، ثم الألعاب العربية في 2004، والبطولة الإفريقية لألعاب القوى لصنف أواسط أقل من  20 سنة التي احتضنتها مدينة تلمسان، والبطولة الإفريقية لأقل من 20 سنة في 2013، وبطولة شمال إفريقيا لكرة القدم لمنتخبات أقل من 23 سنة في 2015 وغيرها.

كما نظمت عدة مهرجانات ثقافية دولية للسينما وللفيلم العربي بوهران والمتوسطي بعنابة، والمهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية بالجزائر، والمهرجان الثقافي الإفريقي الثاني وغيرها، فضلا عن احتضان عاصمة الزيانيين لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية في 2010، و”سيرتا” التاريخية لقسنطينة عاصمة الثقافة العربية في 2015.

كما أن الجزائر، سجلت عودة قوية فيما يتعلق باستضافة المنافسات الدولية والإقليمية المهمة، منها أهم نسخة في كأس “ديفيس” للتنس للمجموعة الإفريقية الثالثة، التي ستحتضنها ميادين باش جراح بالجزائر العاصمة في الفترة مابين 10 إلى 13 أوت المقبل بمشاركة كل من الجزائر، المغرب، زمبابوي، كينيا، البنين، كوديفوار، الموزمبيق وناميبيا، وهذا بعد 19 سنة من الغياب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى