
في قضية محاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب في مانهاتن، حيث سيقرر مصيره هيئة محلفين مكونة من 12 شخصًا، قامت صحيفة “بيزنس إنسايدر” بتجربة فريدة من نوعها باستخدام الذكاء الاصطناعي لتقييم احتمالات إدانته. في خطوة غير تقليدية، جُمعت أوراق القضية التي تتألف من 4179 صفحة، تتضمن جميع الإجراءات بما في ذلك استجواب مايكل كوهين، محامي ترامب ومساعده السابق، وقُدمت لروبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لمعرفة رأيها في القضية،كيف استخدم الذكاء الاصطناعي في المحاكمة؟
تأثير الذكاء الاصطناعي على القضية
على الرغم من أن نتائج روبوتات الدردشة تقدم وجهات نظر مثيرة للاهتمام، إلا أنها ليست بديلاً عن هيئة المحلفين البشرية. فإن برامج الدردشة الآلية هي مجرد برامج كمبيوتر مدعومة بنماذج لغوية كبيرة تستخدم الخوارزميات والبيانات لتشكيل استجابة شبيهة بالاستجابة البشرية. بينما المحلفون الحقيقيون يجب أن يزنوا الأدلة ويتخذوا قرارهم بناءً على شكل الحكم وتعليمات القاضي، مما قد يختلف عن تحليلات الذكاء الاصطناعي،تقدم هذه التجربة لمحة عن كيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة في مجال القانون، وتبرز التحديات والفرص التي يمكن أن تساهم بها الذكاء الاصطناعي في تقديم رؤى جديدة. ومع ذلك، يبقى القرار النهائي في أيدي البشر، الذين يجب أن يوازنوا بين الأدلة وتعليمات القاضي لتحقيق العدالة في نظام قضائي معقد،تجربة استخدام الذكاء الاصطناعي في تقييم قضية ترامب تفتح آفاقًا جديدة حول كيفية دمج التكنولوجيا في العمليات القانونية. على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقدم تحليلات سريعة ودقيقة للأدلة، إلا أن هناك قضايا جوهرية تتعلق بالموثوقية والأخلاقيات والاعتماد على التكنولوجيا في اتخاذ القرارات الحاسمة،فوائد وتحديات الذكاء الاصطناعي في القانون الفوائد السرعة والدقة: يمكن للذكاء الاصطناعي معالجة كميات ضخمة من البيانات بسرعة ودقة، مما يساعد في تحليل الأدلة بشكل أكثر فعالية التخفيف من العبء: يمكن أن يساعد في تخفيف العبء على المحامين والقضاة من خلال توفير ملخصات وتحليلات دقيقة للأدلة،الشفافية: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تحقيق شفافية أكبر في العمليات القانونية من خلال توفير تحليلات موضوعية تعتمد على البيانات التحديات الموثوقية: تعتمد دقة نتائج الذكاء الاصطناعي على جودة البيانات التي يُدرب عليها. إذا كانت البيانات غير كاملة أو منحازة، فإن النتائج ستكون مشكوك فيها الأخلاقيات: هناك مخاوف حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في القرارات القانونية. هل يمكن الاعتماد عليه بشكل كامل؟ وما هي الضوابط الأخلاقية التي يجب وضعها؟ التبني والقبول: هناك تردد في قبول الذكاء الاصطناعي كأداة موثوقة في النظام القانوني، سواء من قبل المحامين أو القضاة أو الجمهور دور الذكاء الاصطناعي في المستقبل على الرغم من التحديات، فإن الذكاء الاصطناعي يحمل إمكانيات هائلة لتحسين النظام القضائي. يمكن أن يساعد في تقديم رؤى جديدة وتحليلات دقيقة، مما يساهم في تحقيق العدالة بشكل أكثر فعالية. ومع ذلك، يجب أن يتم دمج التكنولوجيا بحذر، مع مراعاة الجوانب الأخلاقية والقانونية لضمان عدم المساس بحقوق الأفراد أو النزاهة القضائية،قضية استخدام الذكاء الاصطناعي في محاكمة دونالد ترامب تسلط الضوء على الإمكانات والتحديات التي تواجه دمج التكنولوجيا في النظام القانوني. بينما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدم فوائد كبيرة، يجب التعامل معه بحذر لضمان تحقيق العدالة والنزاهة في العملية القضائية. وفي النهاية، يظل البشر هم المسؤولون عن اتخاذ القرارات النهائية، مستفيدين من التحليلات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي دون الاعتماد الكامل عليه.
بقلم:جلال يياوي.