
تحتضن الولايات المتحدة النسخة الأكبر من كأس العالم للأندية FIFA 2025، والتي انطلقت يوم 14 يونيو بمشاركة 32 فريقاً من نخبة الأندية العالمية، في سابقة تاريخية تُعد الأضخم من حيث عدد المشاركين وتنظيم الحدث.
هذه البطولة التي تقام لأول مرة بهذا الحجم، تشهد تحولات جوهرية لا تقتصر على الجانب الرياضي فحسب بل تمتد إلى البنية التقنية والتنظيمية التي باتت تشكل جزءاً أساسياً من ملامح اللعبة الحديثة.
الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قرر رفع عدد الفرق من 7 إلى 32 فريقاً، وهو ما يهدف إلى زيادة التنافس وتوسيع نطاق الحضور الجماهيري والإعلامي، إلى جانب تعزيز العوائد المالية كما تُعد هذه النسخة اختباراً حقيقياً للبنية التحتية التنظيمية قبل الحدث الأكبر، كأس العالم 2026 الذي تستعد له الولايات المتحدة بشكل واسع.
من أبرز هذه التقنيات تزويد الحكام بكاميرات خاصة تنقل مشاهد حيّة من منظورهم ويتم بثها للجماهير باستخدام تقنية 5G المتقدمة، ما يوفر تجربة مشاهدة جديدة من قلب الحدث ، كما تم تطوير طريقة عرض قرارات حكم الفيديو المساعد (VAR) حيث تُعرض مباشرة على شاشات الملاعب ويتحدث الحكم عبر نظام صوتي لتفسير القرار في شكل جديد من التفاعل مع الجمهور.
كما تم اعتماد نظام شبه آلي يستخدم الكاميرات لتحديد حالات التسلل بدقة وسرعة مع إرسال تنبيه صوتي فوري للحكام المساعدين. وتُعد هذه التقنية من أبرز ما ميّز النسخة الحالية، لما توفره من دقة في القرارات وتقليص للزمن الضائع في التحكيم.
في الجانب التنظيمي، استُبدلت اللوحات الورقية التي تُستخدم في التبديلات بأخرى إلكترونية، وهو ما ساهم في تعزيز دقة البيانات وتحسين سير المباريات من الناحية الفنية.
وعلى مستوى البث، وقّعت “فيفا” صفقة بقيمة مليار دولار مع منصة DAZN تتيح للجماهير حول العالم مشاهدة المباريات الـ63 مجاناً. ويُتاح التطبيق على أجهزة التلفزيون الذكية وأجهزة Roku، وFire Stick، بالإضافة إلى الهواتف الذكية، ما يجعل الوصول إلى البطولة في متناول الجميع.
بهذا تؤكد النسخة الحالية من كأس العالم للأندية أن البطولة لم تَعُد فقط ساحة لتنافس الأندية، بل أصبحت أيضاً ميداناً لتطبيق تقنيات متقدمة تغيّر شكل التفاعل مع كرة القدم وتُمهّد الطريق لتجربة رياضية أكثر تطوراً
إعداد : ياقوت زهرة القدس بن عبد الله