
أعلنت شركة “ميتا “، إحدى أبرز شركات التكنولوجيا العالمية. عن نيتها استثمار مئات المليارات من الدولارات في إنشاء بنية تحتية ضخمة تهدف إلى تطوير ما يُعرف بـ”الذكاء الاصطناعي الفائق”. وهو نوع من الذكاء الصناعي يتوقع أن يتجاوز قدرات الإنسان العقلية والإدراكية.
جاء هذا الإعلان على لسان الرئيس التنفيذي للشركة. “مارك زوكربيرغ”، الذي صرح عبر إحدى منصات التواصل الاجتماعي التابعة لميتا. بأن الشركة تخطط لتشكيل فريق عالي الكفاءة من أفضل المواهب والخبراء في هذا المجال. مؤكداً أن الشركة تملك الموارد المالية الكافية لدعم هذه المبادرة الجريئة من خلال أرباحها الحالية.
وأضاف “زوكربيرغ”: “سوف نستثمر مئات المليارات من الدولارات في أنظمة الحوسبة والبنية التقنية اللازمة لبناء ذكاء صناعي يتفوق على القدرات البشرية. بهدف الدخول في عصر جديد من الابتكار والتقدم المعرفي”.
“زوكربيرغ” يكشف عن خطة طموحة لبناء الذكاء الاصطناعي الفائق
يعني مصطلح “الذكاء الاصطناعي الفائق” نظاماً صناعياً يتمتع بقدرات ذهنية وإبداعية قد تتجاوز بكثير ما يمكن للإنسان القيام به. وتسعى “ميتا” من خلال هذا المشروع إلى الدخول بقوة في هذا المضمار. خاصة في ظل تزايد المنافسة العالمية وتسارع الابتكارات في هذا المجال.
وأوضح “زوكربيرغ” أن المشروع يتطلب بناء منظومة بيانات واسعة النطاق قادرة على معالجة كميات هائلة من المعلومات بسرعة ودقة. ولهذا، تعمل الشركة على تصميم عدد من مراكز البيانات الضخمة. من بينها مركز يعرف باسم “بروميثيوس”، الذي من المتوقع أن يبدأ تشغيله عام 2026.
كما تعمل “ميتا” على إنشاء مركز اخر يحمل اسم “هيبريون”، سيحتاج إلى طاقة كهربائية تقدر بخمسة الاف ميغاواط. وهي كمية تكفي لإمداد أكثر من أربعة ملايين منزل متوسط الاستهلاك في الولايات المتحدة. ما يعكس حجم الطموح وراء هذه الخطط.
مراكز بيانات عملاقة واستقطاب للعقول اللامعة لتعزيز مشروع الذكاء الخارق
ولم تقتصر خطة الشركة على بناء بنية تحتية ضخمة فحسب. بل شملت أيضااستقطاب شخصيات بارزة من قطاع التكنولوجيا العالمي لتعزيز فريق الذكاء الاصطناعي.
فقد عيّنت “ميتا” مؤخرا “ألكسندر وانغ”. أحد المؤسسين البارزين في مجال الذكاء الاصطناعي. لرئاسة قسم التطوير المعني بهذا المشروع. كما نجحت في استقطاب أحد المطورين الرائدين في شركة منافسة. بعد أن قدمت له عرضاً مالياً كبيراً يعتقد أنه من أعلى الرواتب في القطاع.
وتسعى “ميتا” من خلال هذه التعيينات إلى سد الفجوة التي شعرت بها مؤخراً في مجال الذكاء الاصطناعي. بعد أن أظهرت تقارير إعلامية إحباطا من وتيرة تقدم الشركة مقارنة بمنافسيها.
“ميتا” تتسابق مع الكبار لمنافسة الرواد في سباق الذكاء الاصطناعي التوليدي
الخطوة الجديدة من “ميتا” تأتي في وقت يشهد فيه سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي نمواً متسارعاً وسط منافسة محتدمة بين كبريات الشركات. أبرزها شركة “أوبن إيه آي” ومشروع “إكس إيه آي” التابع لرجل الأعمال “إيلون ماسك”.ويعتقد أن هذه المبادرة الكبرى من “ميتا” تمثل رداً مباشراً على الريادة التي حققتها هذه الشركات في مجال الأنظمة الذكية القادرة على التعلم والتفاعل وإنتاج محتوى متقدم.
كما أن تطوير “ذكاء صناعي فائق” قد يضع “ميتا” في موقع ريادي عالمي. ويمنحها الأفضلية في استخدام هذه التقنية في منتجاتها، من تطبيقات التواصل، إلى تقنيات الواقع الافتراضي، وحتى خدمات الأعمال والابتكار العلمي.
وبينما لم تحدد الشركة جدولاً زمنياً دقيقاً لتحقيق هذا الهدف. إلا أن الواضح هو أن ميتا تخوض أحد أضخم التحديات في تاريخها، من خلال استثمار جريء لا يهدف فقط إلى اللحاق بالركب، بل إلى تصدره وصناعة مستقبل جديد تكون فيه الآلة أكثر ذكاءً من الإنسان.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله