الثـقــافــة

الدعوة إلى الاهتمام أكثر بهذا النوع الفني

أيام الأغنية البدوية والشعر الملحون بالبليدة

دعا مشاركون في أيام الاغنية البدوية والشعر الملحون التي احتضنتها مدينة البليدة على مدار ثلاثة أيام، إلى الاهتمام أكثر بهذا النوع من الطبوع الفنية المهدد بالاندثار.

وأوضح هؤلاء على هامش مشاركتهم في الطبعة السابعة لأيام الاغنية البدوية والشعر الملحون التي انطلقت الأحد الماضي واختتمت سهرة أمس الثلاثاء الماضي بحديقة “باتريس لوممبا” بوسط المدينة، أن هذا الطابع من الغناء الجزائري مهدد بالنسيان خاصة وأن العديد من الشيوخ فارقوا الحياة وكثير منهم على فراش المرض. وفي هذا السياق، ذكر الشيخ أحمد عابد من غليزان، أن الاغنية البدوية تسجل منذ أكثر من عقدين من الزمن “نوعا من التراجع” مرجعا أسباب ذلك إلى غياب حملة المشعل من الشباب لاسيما في ظل ظهور طبوع فنية أخرى ينساق نحوها الشباب بكثرة. وناشد الشيخ عابد، الذي فاقت مسيرته الفنية 58 عاما، الوزارة الوصية للتدخل “السريع” لتسوية هذه الوضعية وذلك من خلال إيلاء إهتمام أكثر لفئة الشيوخ الكبار المؤدين لفن البدوي لاسيما وأن “العديد منهم يعيشون ظروف اجتماعية صعبة” -حسبه-، بالإضافة إلى توفير المناخ الملائم لفئة الشباب لمواصلة المسار والحفاظ على هذا الطابع الفني من الزوال. من جهته، ذكر رئيس الجمعية الثقافية البدوية للفن والتراث الأصيل “الخيالة”، عبد القادر حجاج (الجهة المنظمة)، أن جمعيته تسعى على تنظيم في كل سنة لهذه الأيام الثقافية بهدف إعادة بعث هذا الفن وجمع عدة فرق بدوية من مختلف مناطق الوطن على غرار غليزان وسعيدة ووهران وتيسمسيلت وعين الدفلى والجزائر العاصمة، وخلق فضاء للتعارف والالتقاء واحتكاك الفرق فيما بينها للنهوض بهذا الفن. وأشار ذات المتحدث إلى أن هذه التظاهرة التي احتضنتها مدينة الورود في طبعتها السابعة أو التظاهرات المنظمة عبر مختلف ولايات الوطن، ساهمت في السنوات الأخيرة في إعادة بعث هذا الفن والتعريف به في أوساط الجمهور العريض حيث “أضحى جمهوره ومحبيه يزداد من سنة إلى أخرى”، كما قال. كما اعتبرت الكاتبة والمهتمة بالتراث الجزائري، كنزة قولال من ولاية وهران، أن مثل هذه المهرجانات “فرصة ملائمة لإعادة الاعتبار وحماية تراثنا المادي واللامادي” لافتة الى أنها (المهرجانات) تساعد كذلك على الاحتكاك بشيوخ الاغنية البدوية الأصيلة. ودعت المتحدثة إلى الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي للتعريف أكثر بهذا النوع من الفنون في أوساط الشباب باعتبارها وسيلة اتصالية مناسبة خاصة وان هذا النوع يعتمد على آلات موسيقية مميزة وكلمات راقية ولباس تقليدي يعكس أصالة تاريخنا العريق. وبدوره، أعرب مدير الثقافة بالنيابة، مراد مسيكا، عن أمله في أن ترقى هذه التظاهرة إلى مرتبة المهرجان حتى “يتسنى زيادة عدد أيام هذه التظاهرة ورفع عدد المشاركين لفسح المجال أمام المواهب الصاعدة للبروز وتطوير هذا الفن”. وشكلت هذه التظاهرة للجمهور العريض الذي حضر السهرات الفنية، فرصة للاستمتاع بالكلمات الراقية من خلال القصائد الشعرية التي تفنن في إلقائها الشيوخ واكتشاف الفلكلور الثقافي المتنوع الذي تزخر به مختلف مناطق الوطن المشاركة في هذه الأيام، حيث تفاعل الحاضرون مع ألحان القصبة ومع كل ما تم تقديمه من عروض في الفنتازيا وذلك حتى ساعات متأخرة من الليل.

ق.ث

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى