في سابقة أولى في تاريخ الجزائر والرؤساء الجزائريين السابقين وجّه أمس رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون للأمة خطابا أمام غرفتي البرلمان يُعد ُّحدثا كبيرا في تاريخ التّجربة السياسية للجزائر ويُؤكّد أنّ بناء (الجزائر الجديدة) بدأت تتضحُ ملامحها بشكل جلي للقاصي والداني، من خلال إرساء رئيس الجمهورية لهذا التقليد الحميد النابع من الدستور والذي لا يقل أهمية عما هو معمولا به في الكثير من الدول الديمقراطية العريقة، ومن خلاله قدّم عرضا شاملا ومستفيضا عن أربعة سنوات من حكمه للبلاد والعباد، وبكل شفافية قدّم ما تمّ تحقيقه من إلتزاماته التي وعد بها الجزائريين والجزائريات خلال الحملة الانتخابية 2019، وواجهه من رهانات وقام به من إنجازات خلال الأعوام الأربع من العهدة الأولى إضافة إلى التحديات التي تواجه الجزائر داخليا وإقليميا خلال سنة 2024 .ولا أحد يُجادل في حصيلة رئيس الجمهورية في كل المجالات الداخلية والخارجية، ولعل النواب في كلا الغرفتين لن ينسوا ما قام به رئيس الجمهورية منذ دخوله قصر المرادية على كل الأصعدة، وليس أخيرا، فإنهم يُقدّرون هذه الوقفة التاريخية أمامهم إحتراما من الرئيس للمؤسستين الدستوريتين اللتين ستظل لسان حال الشعب الجزائري ودعامة جوهرية في بناء الديمقراطية التشاركية. هكذا تبنى أسس (الجزائر الجديدة) بالعمل وليس بالشعارات، على أرض الواقع وليس بالخطاب التنظيري، بمساهمة الجميع دون استثناء أو إقصاء أو إلغاء لأحد وكل في موقعهـ بتظافر كل الجهود والطاقات ومنح الفرص للكفاءات، هكذا هي (الجزائر الجديدة) حيث أنّ المواطن الجزائري هو الرأسمال الحقيقي أولا وأخيرا.
بقلم: رامــي الــحــاج