
شرعت الجزائر منذ سنوات في رقمنة كل القطاعات الحيوية في الدولة، ومن بينها قطاع الصحة الذي أخذ نصيب الأسد من العملية، ولكن الخبراء يؤكدون أن الخلل لا يزال قائما في المنظومة الصحية بحيث لا يكمن في الكفاءات والطواقم الطبية ولا في الامكانيات المادية لأنّ الجولة رصدت أغلفة مالية جد معتبرة، ولكن في مواكبة كل التطورات الحاصلة في مجال الصحة عبر العالم باستخدام الرقمنة والذكاء الاصطناعي على حد سواء، حيث أنّ تعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون خلال الورشة الثامنة للجلسات الوطنية لعصرنة المنظومة الصحية، حينما إلتقى منذ أزيد من عامين مع 700 مهني وخبير في الصحة ناهيك عن الشركاء الاجتماعيين والمجتمع المدني، للتباحث حول الخطوط الرئيسية للاستراتيجية الوطنية لبناء نظام صحي جديد قادر على تلبية احتياجات السكان وفقا للمعايير الدولية، كان واضحا وصارما وحازما أن تكون هذه الجلسات إنطلاقة حقيقية للتغيير والتجديد وإحداث ثورة في مجال الصحة على المستوى الوطني، وعليه قد تم إنشاء سبع ورشات مختارة بدقة انطلاقا من الاستعجالات الطبية إلى رقمنة القطاع والتجهيزات وكذا الصيدلة وتمويل المستشفيات وصولا إلى مرونة التسيير وكذا تسهيل الاجراءات على المواطن. لكن يبقى كما أكده المختصون فيقطاع الصحة، ضرورة إشراك كافة الفاعلين في هذه الورشات على غرار النقابات والجمعيات الفاعلة في المجال وصولا الى مهنيي القطاع بكافة تخصصاتهم بهدف تكوين رؤية واضحة حول السياسة الصحية والوصول الى تحقيق الفعالية والنجاعة المطلوبة، وكذلك أهمية إدخال إصلاح عميق وشامل يرتكز على مراجعة الخريطة الصحية من خلال اعتماد معايير جديدة تأخذ بالحسبان الحاجيات الفعلية لكل منطقة بناء على تشخيص دقيق ومعطيات موضوعية، ومن تمّ يمكن الحديث بأريحية وتفاؤل أكبر عن الإستغلال الأمثل للرقمنة والذكاء الإصطناعي في جميع مناحي المنظومة الصحية في الجزائر.
بقلم: أحـمـد الـشـامـي