بقلم: الأستاذ الحاج نور الدين أحمد بامون (ستراسبورغ – فرنسا)
من تنظيم مجلس عائلة بن خليفة والجمعية الخيرية لولاية غرداية وبمساهمة كل من مديرية المجاهدين وذوي الحقوق لولاية غرداية،المتحف الجهوي للمجاهد العقيد محمد شعباني بسكرة، متحف المجاهد لولاية غرداية ومنظمة المجاهدين لولاية غرداية، بالتنسيق العلمي مع مخبر التراث والذاكرة للبحث في صحراء الجزائر والغرب الإسلامي جامعة غرداية.
يعتبر موضوع الإحتلال الفرنسي للجزائر من سنة 1830م إلى يوم 1962. من أهم القضايا المصيرية في تاريخنا الوطني، وقد مارس المحتل على الشعب الجزائري. أساليب ترهيبية قمعية تعسفية، أراد من خلالها القضاء على هويته وقوميته وأصالته ووطنيته، إلا أن كافة محاولاته البائسة باءت بالفشل الذريع، بسبب تمسك الشعب الجزائري بصلابة موقفه وقوته وبسالته. أمام نفاذ صبره قام بعديد الثورات والمقاومات الشعبية ضده، بداية من مقامة مؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبدالقادر وإبنه خالد رحمهم الله من ولاية معسكر. وتوسعت لتشمل جميع مناطق الوطن. وبذلك أصبح الجنوب الجزائري كغيره من جهات الوطن الذي صمد في وجه المحتل الفرنسي. وذلك بهبته الشعبية التي وصل صداها إلى باقي ربوع الوطن. وحركت هاته الهبة والإنتفاضات المتعددة يقظة سكان الجنوب برمته لاسيما منطقة متليلي الشعانبة بصحراء الشبكة وفيافيها وغرداية وضواحيها إمتدادا لباقي مدن الجهات المجاورة وباقي مدن الوطن. كما يشهد سجل النشاط الثوري لأبناء الشعانبة. ومن خلال ذلك الصدى الحربي الذي لا يستهان بها خاصة بعد شهادة العدو الفرنسي بنفسه لقوة وعظمة أبناء متليليى الشعانبة التي وصفها بالأوراس الثانية. وباتت مركز عبور وملجأ للثوار, يختبؤن ويحتمون فيها. ونتيجة لذلك لجأ العدو الفرنسي بتقرير التوسع في الصحراء والتوغل أكثر في منطقة متليلي الشعانبة التي ظل ممنوع من الدخول إليها وحتى الإقتراب منها طيلة الخمسين 50 سنة. ومن حيله إستعمل الجواسيس المجندين باسم البعثات الإستكشافية التي كان هدفها الإستطلاع دراسة المنطقة ومعرف خبايها والطرق السهلة للوصول إليها ومنها القيام بالحملات العسكرية.لكن صلابة سكان متليلي الشعانبة ككل جهات الوطن،عارضوا أشد المعارضة ورفضا قاطعا مطالب العدو الفرنسي والإستسلام لها.وبمشاركتهم في المقاومات والإنتفاضات والثورات الشعبية. إنتقم المحتل الفنسي منهم أششد الإنتقام بشتى الطرق الإجرامية وأعتبر أبناء وأهل شعانبة متليلي من ألذ أعدائه وقام ضدهم بحروب شرسة وضارية حامية الوطيس, وأمام ذلك قاوم أبناء متليلي الشعانبة وأعتبروا كل تلك التهديدات والإستفزازت كان لم تكون. والتي لم تخيفهم ولم ثتني من عزيمتهم قيد أنملة، فأمام الوعي السياسي والتنوير الذي قام به قادة الثورة وزعمائها من أعيان المنطقة فأنخرطوا في عدة أحزاب سياسية. وبعد إندلاع الثورة التحريرية، ألتحق الكثير منهم بثورة التحرير المظفرة سواء بمناطق الجهة الغر بية والشرقية وبالوسط.
إفتتاح الملتقى
أشرف والي ولاية غرداية أبي نوار عبدالله، على إشارة إفتتاح اليوم الدراسي، حول الشخصية الثورية للمجاهد بن خليفة الحاج عمر بن موسى بن لعجال، رفقة رئيس المجلس الشعبي الولائي بالنيابة الأستاذ بابا عدون نصر الدين. بحضور السادة أعضاء اللجنة الأمنية للولاية وأعضاء مجلس الأمة ووسيط الجمهورية، ونائب الامين العام لمنظمة المجاهدين رئيس دائرة متليلي، رئيس بلدية متليلي، إطارات سامية سابقين في الدولة، ناظر الأوقاف الإباضية، أمناء ولائيين لمنظمة المجاهدين لولايات الجلفة، الأغواط ،وغرداية والأسرة الثورية ودكاترة جامعيين وطلبة جامعة غرداية وأعيان المنطقة ورؤساء المؤسسات الإجتماعية والمدراء التنفيذيين للولاية وممثل المجتمع المدني والمرصد الوطني وضيوف وشخصيات دينية وتاريخية من كل ربوع الوطن. وعديد الشخصيات والقامات منهم على سبيل الذكر لا الحصر فضيلة الشيخ الحاج أحمد بوعامر من أعيان المالكية بولاية غرداية والحاج قدور تجاجنة رفيق الحاج عمر بن خليفة في السجن والدكتور بن بيتور أحمد رئيس الحكومة السابق والشيخ بقلمونة الحاج معطالله وغيرهم.
قفرات برنامج الملتقى لليوم الدراسي
من تتشيط الإعلامي الأستاذ أولاد الطيب الطيب، أفتتحت أشغال الملتقى للجلسة الإفتتاحية بتلاوة عطرة بآيات بينات من الذكر الحكيم للمقرئ الأستاذ لسود حمزة، الوقوف للنشيد الوطني، كلمة ترحيبية لمدير المتحف الأستاذ مناع معطالله، وكلمة ممثل مجلس عائلة بن خليفة وتائب رئيس الجمعية الخير الإجتماعية الأستاذ بن خليفة عبد الحميد، كلمة المين العام لمنظمة المجاهدين لولاية غرداية العم سويلم الحاج محمد. كلمة والي ولاية غرداية ثم عرض فيديو مختصر للحاج عمر بن خليفة رحمه الله. وبختام فقرات الجلسة الإفتتاحية إنطلقت وقائع الجلسة العلمية بأولى المداخلات أ.د. سويم مختار بعنوان الحاج عمر بن خليفة من خلال شهادات الشخصيات الوطنية كتاب حوار مع الذات ومع الغير للمجاهد جغابة محمد وزير المجاهدين سابقا أنموذحا، وثاني مداخلة أ.د. حونية محمد وأ. مناع معطالله بعنوان الحاج عمر بن خليفة وموقفه في من قضية فصل الصحراء، وثالث مداخلة أ.د، ملاخ عبدالجليل وأ.محمد الصادق مولاي عبدالله بعتوان: محطات من النضال والجهاد في حياة المجاهد بن خليفة الحاج عمر بن موسى بلعجال, وبإنتهاء المدخلات فتحت الجلسة للنقاش للحضور لطرح الأسئلة والإستفسارات والتي لقيت ترجيب واسع وصدى لمعرفة مناقب الفقيد الحاج عمر ومأثره لاسيما للباحثين وللطلبة عامة. وبالجلسة الختامية التي خصصت لكلمة مداخلات رفقاء المجاهد الحاج عمر مع أ،لعمش الحاج حسين، عن جمعية الخير. أ، أحمد قباني، المجاهد محمد بلعلام من الجزائر(رئيس دائرة متليلي الشعانبة سابقا). المجاهد حني بكير غضو جمعية منتخبي سهل واد ميزاب.الحاج قدور تجاجنة رفيق السجن للفقيد، والحاج محمد قلومة من معطوبي الحرب بالاغواط، الأستاذ غزيل عبد القادر، المجاهد محمد قلومة من الأغواط. وبختام تم تكريم وتوزيع الشهادات على المشاركين وإعلان إختتام الملتقى وإسدال الستار عليه.
ومن هؤلاء الأبطال العظماء صانعي ثورة التحرير: المجاهد بن خليفة الحاج عمر بن موسى بلعجال.
(01)- نسبه: هو بن خليفة الحاج عمر بن موسى بلعجال. من مواليد سنة 1923 بمتليلي الشعانبة، من أسرة بسيطة وعائلة محافظة متمسكة بأصولها وقوميتها وعاداتها وتقاليدها على خطى سلفها. والده تاجر في نقل البضائع والسلع على الإبل، عبر فيافي وتضاريس وطبيعة الصحراء الكبرى الوعرة وصولا إلى النيجر. لزم والديه في كثير من ترحالهم في البادية وتعلم منهم مبادئ الحياة المعيشية وتكبد وتحمل قساوة المعيشة، وتشبع بخبرة الصحراء بمتليلي الشعانبة.سنة 1936 تنقل إلى مدينة تمنراست رفقة صهره الحاج موسى بن دكن، وعين صالح والذي تعلم على يديه ممارسة التجارة على أصولها.وفي سنة 1953 كانت بداية دخوله عالم التجارة لصالح حسابه الخاص، وإنطلقت تجارته من غرداية إلى النيجر بواسطة شاحنته الخاصة حتى سنة 1956.
(01)- بداية نشاطه الثوري: في شهر أوت 1956، لبى نداء الوطن وأنضم إلى الثورة التحريرية. في أول خلية لجبهة التحرير الوطني رفقة البطل الشهيد بن خليفة محمد بن قدور. إستقبل المجاهد محمد جقابة موفد العقيد سي الحواس، وأنضم القايد الحاج إبراهيم بوزيد إلى نفس الخلية.
(03)- فترات سجنه المتعددة: ألقي عليه القبض سنة 1957 ونقل إلى سجن بشار (DST) أين يتم إستنطاق المعتقلين قم نفل الى سجم البيض، مكث به حتى أواخر شهر جوان 1957. وفي شهر أكتوبر 1957. ألقي عليه القبض من جيش العميل بلونيس رفقة عشرة 10 أشخاص من أبناء متليلي الشعانبة ونقلوا إلى معتقلات حوش النعاس بالجلفة. ألقي عليه القبض سنة 1958 رفقة القائد الحاج إبراهيم بوزيد, فتم إستنطاقة وتعذيبه بشتى أنواع التعذيب في غرداية لأكثر من ثمانية 08 أيام. تم نقل إلى متليلي الشعانبة مسقط رأسه لأجل إعدامه أمام الناس على الملاْ. ليكون عبرة لغيره من الأخرين ولكن في أخر المطاف تم العدول عن الإعدام خشية السلطات الفرنسية من ثار أبناء الشعانبة.ونقل إلى سجن الأغواط ومنه إلى سجن الحراش وإلى سجن سركاجي من01ديسمير1958إلى غاية أفريل 1962. أين حكم عليه 15 سنة. حيث مكث في السجن ما قارب أربع 04 سنوات, وبإطلاق صراحه عين بعدها في لجنة وقف إطلاق النار. وعضو مجلس الثورة.
(04)- مصدر جمعه للسلاج لدعم ثورة التحرير الجزائرية: حسب شهادة الحاج محمد قلومة من كبار معطوبي حرب التحرير وعضو المجلس الوطني بالعاصمة ومسؤول منظمة المجاهدين بالأغواط. أن القائد السياسي لجيش التحرير الحاج عمر بن خليفة كان ممون للثورة التحريرية بالولايتين التاريخيتان الخامسة والسادسة بالسلاح والعتاد والتموين, وقام بجمع السلاح من خلال سفرياته رفقة رفيقه الحاج علي بقلومة إلى مالي- ساحل العاج. النيجر، نيجيريا، وموريتانيا،من نوع ستاتي –بيريطا – رشاشات -3 ثلاثة قناطر رصاص.
(05)- شاطه بعد الإستقلال: بعد الإستقلال عينته جبهة التحرير على المندوبية الخاصة لبلدية غرداية كالتالي: رئيس المندوبية التنفيذية الخاصة لبلدية غرداية من سنة 1962/1963.رئيس منتدب لبلدية غرداية من سنة 1963/1967.ثم رئيس منتخب لبلدية غرداية من سنة 1967/1971.
(06)- رجوعه وتفرغه للعمل التجاري والعمل الخيري: بعدها تفرغ الحاج عمر للتجارة والنقل وتوجه إلى النشاط الخيري, بتأسيس جمعية خيرية وعضو في عدة جمعيات، وبقي على إتصال دائم مع السلطات المحلية والمركزية ولم يتوانى في أي يوم من الأيام أن يتأخر عن تقديم الدعم المادي والمعنوي وتقديم الإستشارات للصالح العام والصلح بين فئات المجتمع الذي يعرفه معرفة جيدة بحكم خبرته المكتسبة معه من خلال سنين عمله.
(07)- وفاته: وافته المنية بمستشفى الشهيد 18 فيفري بمستليلي الشعانبة. ووري الثرى بمسقط رأسه متليلي الشعانبة بمقبرة سيد الحاج الطاهر حي الدخلة، في جو جنائزي مهيب. عشية الأحد 07 رمضان 1445ه الموافق ل17مارس 2024م بحضور الأسرة الثورية، والي الولاية والسلطات المحلية المدنية والعسكرية لولاية غرداية وجمع غفير من المواطنين من جميع بلديات الولاية.