الحدث

الجزائر وبيلاروسيا تتجهان إلى تحيين ترسانة القوانين المنظمة لتعاونهما

بتوجيهات من رئيس الجمهورية

تواصل الجزائر انفتاحها على العالم الخارجي، عبر تحيين علاقاتها الدولية، ومجاراة الأوضاع الإقليمية والتغيرات الجيوسياسية، بإعادة ترتيب أوراقها مع مختلف الدول التي تربطها بها علاقات ثنائية خاصة كانت أو عادية. حيث تشهد حركة ديبلوماسية نشيطة، تصنعها بفضل قوة ديبلوماسيتها الخارجية وثقة الدول في قدراتها بناءا على مواقفها المشرفة ومبادئها الثابتة وقراراتها الشفافة والواضحة من مختلف القضايا الدولية أو الإقليمية. 

وفي هذا الإطار، ذكر “أحمد عطاف” وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أن رئيس الجمهورية أسدى أوامر بضرورة الرفع من مستوى التعاون والشراكة وفق ما يخدم المصالح المشتركة، على غرار دولة “بيلاروسيا” التي يتواجد وزير خارجيتها “سيرغي ألاينيك” بالجزائر، لبحث سبل تعزيز وتوطيد العلاقات مع الجزائر، وعلى هذا الأساس، تم الاتفاق على جملة من التدابير التي تهدف إلى إحداث ديناميكية جديدة في العلاقات بين البلدين، تحضيرا للاحتفال بالذكرى الثلاثين لتأسيسها. وقد تناول الاجتماع الذي جمع وزيري خارجيتي البلدين، الأطر التي يمكنها ضبط العلاقات لتعزيز الشراكة والتعاون، ويتعلق الأمر بأربع خطوات، تشمل تنشيط الإطار المؤسساتي للعلاقات الثنائية عبر عقد الدورة الأولى للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني في أقرب الآجال الممكنة، إلى جانب تفعيل مجلس رجال الأعمال الجزائري-البيلاروسي، وكذا برمجة الدورة المقبلة لآلية المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية. كما ركز الاتفاق على ضرورة تكثيف نسق الزيارات الثنائية رفيعة المستوى من الجانبين بهدف تعزيز زخم ووتيرة الحوار والتشاور والتنسيق بين البلدين، إثراء وتحيين الترسانة القانونية التي تؤطر وتنظم التعاون الثنائي. كما اتفق الطرفان أيضا على ترقية التعاون الاقتصادي بين البلدين عن طريق العمل على زيادة حجم المبادلات التجارية، وتوسيع مجالات الشراكة والاستثمار إلى كافة الميادين ذات النفع المتبادل، وفي مقدمتها قطاع الفلاحة والصناعات المرتبطة به، لاسيما فيما يتعلق بإنتاج اللحوم والألبان والماكنات الزراعية والمنجمية، وكذا المركبات الثقيلة. وكان “عطاف” قد أكد هذه المشاورات تأتي امتدادا للمحادثات الثرية التي جمعته خلال الأشهر الماضية بوزير بيلاروسيا، فقد كان اللقاء فرصة تناول خلالها الطرفان بالتشاور والتنسيق مختلف المسائل والقضايا، الإقليمية منها والدولية، التي تقع في صلب الاهتمامات المشتركة والتي تواصل تجنيد جهود ومساعي البلدين الدبلوماسية، لاسيما الأوضاع المضطربة في منطقة انتماء بلدينا، حيث أكد الجانبان على توافق مواقفهما وآرائهما حول ضرورة تغليب لغة الحوار، وانتهاج المقاربات السلمية في التعاطي مع مختلف الأزمات، وكذا أهمية الاحتكام إلى الشرعية الدولية وإلى مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، مع وجوب الالتزام بالنهج متعدد الأطراف في مواجهة التحديات الراهنة، على غرار العدوان الصهيوني الغاشم وجرائم الإبادة الشنيعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث أكد الوزيران على ضرورة إلزام القوة القائمة بالاحتلال على لجم عدوانها والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية دون قيود أو شروط أو عراقيل، بالإضافة إلى حتمية الإسراع في معالجة جوهرِ الصراع برمته عبر التعجيل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف. وهو الموقف البيلاروسي الذي ثمنه الوير “عطاف”، ويرسخ وقوفها الدائم إلى جانب القضايا العادلة في مختلف أرجاء العالم، مثلما هو الحال بالنسبة لمسألة تصفية الاستعمار الذي طال أمده في الصحراء الغربية، آخر مستعمرة إفريقية، والتي يتطلع شعبها لممارسة حقه الشرعي والمشروع في تقرير المصير، وفقا لما تنص عليه قرارات ولوائح الأمم المتحدة ذات الصلة. وفي ذات السياق، أكد وزير خارجية بيلاروسيا استعداد بلاده لتعزيز فرص التعاون الثنائي مع الجزائر في شتى المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية والتقنية والتكنولوجية، مذكرا بعمق العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، ووقوفهما جنبا إلى جنب ومحافظتهما على العلاقة المبنية على الاحترام المتبادل والثقة التي يتذكرها التاريخ، لافتا إلى دعم البلدين لبعضهما البعض على الصعيد الدولي ومناصرة القضايا العادلة، والعمل معا باستمرار على تعزيز السلام والاستقرار والتنمية المستدامة والازدهار.

وحول الوضع الدولي الصعب الذي يعيشه العالم في الوقت الراهن، دعا “سيرغي ألاينيك”، المجتمع الدولي برمته، إلى تحمل مسؤوليته واتخاذ التدابير اللازمة بشكل عاجل لحل جملة الأزمات.

سليمة. ق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى